لماذا يدعو تامبيلا إلى استيقاظ الاتحاد الإفريقي؟
تقرير إخباري:
الاتحاد الإفريقي نائم.. هذه فحوى حديث رئيس حكومة بوركينا فاسو، أبولينير يواكيم كييليم دو تامبيلا، الذي دعا الاتحاد الإفريقي إلى “الاستيقاظ”، مديناً “غيابه الواضح” و”عدم انسجامه مع واقع الشعوب”.
فما الذي تبحث عنه الشعوب الإفريقية منذ نحو 60 عاماً ويعجز هذا الاتحاد عن تأمينه، هل عجز الاتحاد بالفعل طوال الفترة الطويلة الماضية عن تأمين حياة رغيدة للأفارقة الذين تتمتّع بلادهم بثروات غنية يمكن أن تجعل بلدانهم في مصافّ الدول الغنية في العالم، حيث تتمتّع أغلب هذه الدول بثروات ومحاصيل استراتيجية يمكن أن تغنيها عن الاستعانة بالمنظمات الدولية إن تمّ استثمار هذه الثروات بشكل أفضل.
تامبيلا أكد عقب اجتماع عقده مساء الجمعة في واغادوغو مع رئيس مفوّضية الاتحاد الإفريقي موسى فقي محمد، أنّ “الاتحاد الإفريقي لا ينسجم مع واقع الشعوب، منذ 60 عاماً، عقد جلسات فقط: يجب أن يستيقظ”.
فما هي الإجراءات التي اتخذها هذا الاتحاد دعماً لبوركينا فاسو التي تكافح من أجل الخروج من المرحلة الصعبة التي تمرّ بها تحت نير ما يشبه الاستعمار الفرنسي الذي يستغل ثروات البلاد ويستخدم الجماعات الإرهابية في الإبقاء على الاحتلال ونهب ثرواتها، ثم عندما يقرّر هذا البلد طرد المحتل الأجنبي ومواجهة هذه الجماعات يتم إبلاغه عبر الاتحاد بضرورة تحديد جدول زمني للعودة إلى النظام الدستوري، فما هو النظام الدستوري الذي يبحث عنه هذا الاتحاد؟.
الانقلاب الذي جاء بعد أن شهدت بوركينا فاسو منذ عام 2015 هجماتٍ لمجموعات إرهابية مرتبطة بتنظيمي القاعدة و”داعش”، خلّفت آلاف القتلى وأدّت إلى نزوح مليوني شخص على الأقل، وذلك بعد انقلاب دموي على السلطة، تبعه الانقلاب الحالي في عام 2022، الذي نفّذه الكابتن إبراهيم تراوري في 30 أيلول وجاء بحكومة انتقالية منبثقة عنه، مطلوب منه الآن إجراء انتخابات تسمح بعودة النظام الدستوري، في تموز 2024، حسب الاتحاد الإفريقي الذي يبدو أنه نائم حسب تعبير رئيس الحكومة المؤقتة الحالية لأنه لا يطرح حلولاً ملموسة، فهو يتحدّث أكثر مما يفعل ويدعو إلى استعادة النظام الدستوري دون المساعدة في تشكيل الأرضية المناسبة لقيام هذا النظام.
فهل يساهم هذا الاتحاد فعلياً في مكافحة الإرهاب الذي أدّى إلى جميع هذه المآسي، أم أنه بالفعل غائب عن المشهد ويتلقّى التعليمات من الخارج، دون النظر في المشكلات الحقيقية التي تعانيها البلاد، وإن كان الأمر كذلك فإننا “سنواصل طريقنا ولو لم نحصل عليه” أي الدعم، مؤكّداً أنّ “أولويتنا هي محاربة الإرهاب وضمان سلامة أراضينا”.
فالبلاد إذن بحاجة إلى دعم عسكري ملموس بالمال والسلاح لمحاربة الإرهاب، وليس فقط دعماً بالأقوال لأن البلاد وصلت إلى مرحلة من اليأس من هذا الدعم جعلها تتخذ خطواتٍ بمنأى عن وجود هذا الدعم الذي يعدّه رئيس الحكومة غائباً أصلاً، ولأن الآلاف، الذين تظاهروا قبل أيام، في العاصمة واغادوغو، من أجل سيادة البلاد، ودعماً للمجلس العسكري الحاكم، طالبوا بذلك بالفعل بعد أيامٍ قليلة على تأكيد خروج القوات الفرنسية من البلاد بحلول نهاية الشهر، وهو الأمر الذي كانت قد طالبت به الحكومة الانتقالية، بصورة رسمية.
ميادة حسن