الصفحة الاولىسلايد الجريدةصحيفة البعث

تفقد واقع عمليات الإنقاذ والمشافي ومراكز الإيواء في حلب واللاذقية وحماة.. المهندس عرنوس: الدمار الناجم عن الزلزال كبير والأولوية لإنقاذ من هم تحت الأنقاض

البعث – محافظات:

في إطار خطة التحرّك الطارئ التي أقرّتها الحكومة بتوجيهات من السيد الرئيس بشار الأسد إبان الزلزال الذي ضرب محافظات اللاذقية وحلب وحماة أمس الأول قام المهندس حسين عرنوس رئيس مجلس الوزراء بجولة تفقدية لاستطلاع واقع المناطق المنكوبة وسكانها ومراكز الإيواء والعناية الطبية فيها.

ففي حلب (معن الغادري)، عقد المهندس عرنوس مؤتمراً صحفياً في مبنى محافظة حلب، أكد أنه تم تسخير كل السبل والوسائل لإنقاذ الأحياء وانتشال الضحايا، لذلك كان لا بد من تأمين مستلزمات العمل من آليات وكوادر وفرق طبية ومحروقات، وتحديد التزامات محددة لكل وزارة ولكل جهة، وانطلق الوزراء إلى المحافظات للوقوف إلى جانب إخوتهم فيها بالتعاون والتنسيق مع المحافظين وأمناء فروع الحزب والمنظمات الشعبية وجميع فئات المجتمع دون استثناء، معززين ومدعومين بالقوات المسلحة التي تعمل يداً بيد لإزالة الأنقاض.

وبين المهندس عرنوس أن الإجراءات التي “وضعناها في اجتماعنا كانت على الأرض أكثر تنفيذاً مما توقعناه ، وذلك نتيجة التلاحم بين المجتمع والدولة بكل مكوناتها”، مشيراً إلى أن عدد المصابين الذين تم اسعافهم إلى المشافي بلغ في المحافظات المتضررة أكثر من 2225 إصابة وتلقوا العلاج اللازم في المشافي العامة والخاصة ووزارة الدفاع.

وأضاف: هناك جهود حكومية كبيرة للتعاطي مع هذا الواقع، ومواقع الإيواء التي تم تجهيزها في حماه واللاذقية وحلب تتناسب مع عدد المواطنين الذين لجؤا إليها، حيث تم فتح المساجد والكنائس والمدارس والكثير من المواقع الحكومية والخاصة وتشارك جميع الجهات الاهلية لتقديم الدعم، مثمناً كل الجهود التي تبذل وهي أكثر من المتوقع.

ونوه عرنوس بأن “الجهد المشترك تم بين جميع القطاعات الحكومية والأهلية غطى النقص في الآليات، وبنفس الوقت هناك فرق جاءت من دول صديقة وشقيقة”، مبيناً أن المواد الإغاثية التي وصلت لسورية يتم مباشرة إيصالها إلى مراكز الإيواء وتجمعات المواطنين، حيث تقوم اللجنة العليا للإغاثة بتسلم المساعدات، وتقوم اللجان الفرعية بالمحافظات بتوزيعها مباشرة على المواطنين في مواقع تجمعاتهم .

وأردف عرنوس: هناك جهد وتنسيق بين الجهات المحلية والمجتمع المدني يعجز عنه الوصف في المحافظات المتضررة خصوصاً في ظل تخوف الكثير من المواطنين من الأضرار التي لحقت بمنازلهم، وقد بلغ عدد المباني التي هدمت بالكامل 276 مبنى في المحافظات الأربعة، إلا أن الأبنية التي تأثرت بالزلازل وما زالت قائمة، أعدادها أكثر من ذلك بكثير وفق ثلاثة أصناف من الأضرار، والمحنة كبيرة، وقد وجهنا بكل المحافظات لحصرها وتوصيف حجم الأضرار فيها.

وبين عرنوس أنه تم رصد 50 مليار من الحكومة للتعاطي المباشر مع هذه الأزمة لفتح الطرقات وتأمين الآليات والمحروقات وتشغيل اليد العاملة وإصلاح ما يمكن إصلاحه في البنى العامة والمياه والكهرباء والاتصالات، موجهاً الشكر إلى غرف الصناعة والتجارة والأمانة السورية للتنمية والاتحاد الرياضي والجمعيات الأهلية والمبادرات النبيلة التي قدموها لجمع التبرعات لضحايا الزلزال.

وقال رئيس مجلس الوزراء: تم إخراج قسم كبير من المواطنين من تحت الأنقاض وثقتنا الكبيرة بشعبنا ودولتنا وبهذا التلاحم والصمود سنتمكن وبمؤازرة الأصدقاء والأشقاء والمنظمات الدولية من تجاوز هذه المحنة، موضحاً أن “الزلزال أتى بعد 12 سنة من الحرب والحصار ليضيف المزيد من العبئ على شعبنا، ونحن نعمل بكل ما نستطيع لتجاوز هذه الأزمة بما نمتلك من الإمكانات العامة والخاصة”.

وشدد المهندس عرنوس بأن “العقوبات المفروضة على سورية غير شرعية، وتعدي على حقوق الشعب، وعلى العالم أن يقف معنا في هذا الظرف الصعب، ونتمنى أن تكون هذه الحادثة مشجعة لمن ظَلم ومن اعتدى على حقوق الشعب السوري لتكون فرصة للتراجع عن المواقف الخاطئة”.

وأشار أيضاً إلى أنه في اللاذقية تم تشكيل 34 لجنة من نقابة المهندسين وشركة الدراسات والمهندسين العاملين في المحافظة . – وفي حلب تم تشكيل 15 لجنة هندسية حتى هذه اللحظة ويتم استكمال تشكيل اللجان بما يتناسب مع حجم الكارثة وندعو المعنيين في المحافظات المتضررة أن يتم الكشف الأولي على الأبنية وتوصيفها وتقييم الأضرار فيها خلال الأيام القليلة المقبلة.

وكان وفد حكومي برئاسة المهندس عرنوس تفقد أعمال الإنقاذ الجارية في حلب ضمن المواقع التي تضرّرت نتيجة الزلزال المدمر، كما تفقد مراكز الإيواء التي تم افتتاحها بحلب لاستضافة الأهالي الذين فقدوا منازلهم جراء الزلزال.

وفي تصريحه للصحفيين أكد رئيس مجلس الوزراء أن الدمار الناجم عن الزلزال كبير وخاصةً في حلب واللاذقية، مشيراً إلى أن الأولوية الآن لإنقاذ من هم تحت الأنقاض.

وأضاف المهندس عرنوس: من خلال اطلاعي على الوضع في اللاذقية كانت هناك أضرار كبيرة جداً، وقد نلجأ لتحديد أماكن منكوبة، وآمل ألّا يكون الوضع في حلب مماثلاً، وإذا كان كذلك فلن نخفي الحقيقة، وكل دول العالم في هكذا حالات تعلن مناطق منكوبة لديها، وتترك للعالم التعاطي مع الحالة”.

وبين أن الحصار والعقوبات تسببا بمعاناة الشعب السوري وجاءت هذه الكارثة لتفاقم هذه المعاناة على الدولة والمواطنين، مشيداً بالجهود الكبيرة في عمليات الإنقاذ رغم ضعف الإمكانيات نتيجة الحرب الظالمة، ومؤكداً دور التضحية والتعاون والجرأة التي يتحلى بها كل من يقوم بهذا العمل التي غطت على جزء كبير من النقص بالإمكانات.

وأشار المهندس عرنوس إلى أن هناك توجيهات لكل المعنيين على الأرض لمعرفة واقع الأبنية غير المنهارة الخطرة والأبنية التي تسمح بعودة الأهالي إليها لنطمئن أهلنا بشكل علمي ومدروس، وهناك جهود كبيرة من نقابة المهندسين في كل دوائر الدولة لهذه الغاية.

ولفت المهندس عرنوس إلى أن معظم الدول الصديقة والشقيقة أرسلت مساعدات، وهناك العديد من الدول أبدت استعدادها لإدخال المساعدات إلى سورية.

إلى ذلك، التقى المهندس عرنوس قائد القوات الروسية العاملة في سورية الجنرال سير بيكوف في مبنى محافظة حلب، وبحث معه أولويات التعاون والتنسيق لتقديم الدعم والمساندة في عمليات الإنقاذ ورفع الانقاض نتيجة الزلزال الذي ضرب مدينه حلب، وتم التركيز على تقديم الدعم والمساندة للجهود الحكومية في هذا المجال.

كذلك، التقى المهندس عرنوس لجنة الجنة الفرعية للإغاثة بالمحافظة حيث تم التأكيد خلال اللقاء على أهمية التعاون والتعاضد بين كل الجهات في القطاعين العام والخاص والمجتمع الأهلي لمواجهة هذه الكارثة الانسانية بكل الوسائل والامكانيات المتوفرة .

من جهته أوضح وزير الصحة الدكتور حسن الغباش أن عدد الوفيات في المحافظات المنكوبة بلغ 1262 والإصابات 2285 في حصيلة غير نهائية، وفي حلب وصل عدد الوفيات حتى الآن إلى 415 و الإصابات 1050، مشيراً إلى أن كارثة بهذا الحجم تشكل ضغطاً إضافياً على القطاع الصحي الذي يعاني أساساً نقصاً في المواد والتجهيزات الطبية، بسبب العقوبات الغربية والحصار الجائر المفروض على سورية، ورغم ذلك تم تقديم ما يلزم من مستلزمات لعمل المشافي، والكوادر الطبية تقوم بواجبها على أكمل وجه.

وأكد الغباش أن الفرق الإسعافية والطبية تعمل بأقصى طاقتها، منذ أكثر من 55 ساعة للوصول إلى جميع الضحايا وانتشالهم من تحت الأنقاض، ونقل المصابين إلى المشافي لتقديم العلاج بالسرعة القصوى، مشيراً إلى أنه حتى اليوم يمكن لفرق الإنقاذ انتشال الأشخاص الذين هم على قيد الحياة تحت الأنقاض.

وأضاف الغباش: “تلقينا الكثير من الاتصالات في وزارة الصحة من العديد من الأطباء سواء من الداخل أو الخارج، ونحن نرحب بمبادراتهم لكن الحاجة بالدرجة الأولى هي للتجهيزات الطبية المنقذة للحياة”، لافتاً إلى أنه تم إبلاغ منظمة الصحة العالمية بالحاجة القصوى والضرورية لجميع المستلزمات الطبية وستصل دفعة من المساعدات من المنظمة اليوم أو غداً.

وأشار الغباش إلى أن الحصار يمنع الكثير من الموردين من توريد الأجهزة والمعدات الطبية والأدوية إلى سورية، ونطالب من قلب هذه الكارثة المجتمع الدولي ومنظمة الصحة العالمية وجميع المنظمات والدول بالتدخل الفوري والعاجل لتقديم جميع المساعدات الممكنة للقطاع الصحي وجميع القطاعات المنقذة للحياة.

وشملت جولة رئيس مجلس الوزراء محاور الأحياء التي تعرّضت للأضرار، والتقى الأهالي واستمع إلى شكاويهم ومطالبهم، كما زار مراكز الإيواء و اطلع على آليات توزيع الدعم الإغاثي، كما زار مشافي الرازي والجامعة والعسكري، واطلع على واقع عمل المنظومة الصحية واطمئن على صحة المواطنين المصابين ومراحل علاجهم.

رافق رئيس مجلس الوزراء في الجولة وزير الأشغال العامة والإسكان سهيل عبد اللطيف والمسؤولون في الحزب والدولة في حلب.

 

وفي اللاذقية (مروان حويجة – ربا حسين)، استكمل رئيس مجلس الوزراء المهندس حسين عرنوس جولته التفقدية في محافظة اللاذقية صباح اليوم، حيث اطلع على أعمال رفع الانقاض والبحث عن الناجين والضحايا والأعمال المستمرة في المباني المهدّمة جراء الزلزال في حيّ الرمل الجنوبي بمدينة  اللاذقية، مشدداً على ضرورة بذل أقصى الجهود ومضاعفتها وزجّ كل الإمكانات في  أعمال البحث عن الناجين ورفع الانقاض والإنقاذ ومشاركة مختلف الجهات الحكومية والفعاليات الأهلية في هذه الأعمال.

واستمع المهندس عرنوس من رئيس مجلس مدينة اللاذقية، حسين زنجرلي، إيى شرح مفصل عن الأعمال والإجراءات المتبّعة في الموقع وجهود فرق الإنقاذ التي تشارك فيها مختلف الجهات والقطاعات المختلفة من دفاع مدني وإطفاء والهلال الأحمر مع الأهالي والمجتمع المحلي في المنطقة.

والتقى المهندس عرنوس عدداً من الأهالي مؤكداً بذل كل الجهود لرفع الأنقاض وتقديم كل الخدمات الإغاثية والإنسانية للتخفيف من آثار الزلزال، كما اطلع على أحوال وأوضاع العائلات المتضررة والمستضافة في جامع صوفان بمدينة اللاذقية واستمع من المعنيين عن إجراءات تلبية احتياجاتهم و الخدمات الاغاثية المقدمة لهم.

ورافق المهندس عرنوس في جولته وزيرا الصحة الدكتور حسن الغباش والشؤون الاجتماعية والعمل محمد سيف الدين ومحافظ اللاذقية المهندس عامر هلال.

وأوضح المهندس زنجرلي أنهم متواجدون الآن في منطقة الغرّاف – حيّ مشاتل حيث حصل انهيار مبنى يحوي ٣٤ شقة سكنية تقريباً، وبدأت عمليات الإنقاذ منذ ساعات الصباح الأولى وتم انتشال الضحابا حيث تمّ انتشال ٢٥ حثة و١١ شخصاً ناجياً حالتهم بصحة جيدة، ومازالت عمليات إزالة الأنقاض وانتشال الضحايا مستمرة.

من جهته لفت الدكتور محمود عليو مدير أوقاف اللاذقية إلى أن المديرية جهزت 30 جامعاً بالمستلزمات اللازمة، لاستضافة العائلات المتضررة والمتخوفة نتيجة وجود تشققات أو تصدعات في منازلهم مع تقديم كل الخدمات الإغاثية لها بالتنسيق مع المحافظة وفعاليات المجتمع الأهلي.

.. ويوجه بتقييم أولي للاحتياجات في حماة

وفي حماة (حسان المحمد)، وخلال زيارته إلى محافظة حماة، أكد المهندس عرنوس أن تكاتف الجهود والتعاون والتنسيق بين الجهات الحكومية والخاصة والمجتمع الأهلي يسهم في التخفيف من آثار الزلزال وتجاوز المحنة، مشدداً خلال اجتماعه مع المعنيين في حماة على استثمار كلّ جهد في عمليات الإنقاذ وخدمة الأهالي المتضررين.

ووجّه عرنوس المعنيين بإنجاز تقييم أولي للاحتياجات، وذلك من خلال الكشف على المباني المتضرّرة والمتصدعة، لكي تمكّن الحكومة من التعاطي مع نتائج الزلزال بعد الاستجابة الإغاثية الحالية.

واطلع رئيس مجلس الوزراء ووزير الصحة الدكتور حسن الغباش ومحافظ حماة الدكتور محمود زنبوعة على أوضاع العائلات المستضافة في مركز “الصم والبكم” المؤقت بضاحية الباسل، واطمأن على سلامة الأهالي الذين تضرّرت منازلهم جراء الزلزال، واستمع منهم عن ظروفهم واحتياجاتهم والخدمات المقدّمة لهم في مجال توفير الاحتياجات الإغاثية.

الانتهاء من رفع الأنقاض 

وبين محافظ حماة  أنه تم الانتهاء من عمليات رفع وإزالة الأنقاض من الأبنية المتضررة من الزلزال ، إضافة إلى تشكيل  غرفة عمليات ولجنة طوارئ من أجل التواصل مع المواطنين والجهات المختلفة لمعالجة اي مشكلة طارئة، إضافة إلى تجهيز 4 مراكز استضافة للعائلات المتضررة.، موضحاً أنه تم تشكيل 12لجنة للكشف عن الأبنية الخاصة وحتى الحكومية التي تأثرت من جراء الزالزال و ذلك من أجل ايواء العائلات التي أصبحت منازلهم غير آمنة نتيجة التصدع، منوهاً بدور المجتمع المحلي لمشاركتهم في تقديم المساعدات للأسر المتضررة.