روسيا وإيران: تقرير الهجوم الكيميائي المزعوم على دوما مسيّس ويمثل فضيحة
نيويورك – سانا:
أكّد مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا أن ما حدث في إعداد تقرير بعثة تقصّي الحقائق بشأن مزاعم استخدام أسلحة كيميائية في دوما يمثل فضيحة قبيحة، حيث تمّت إعادة كتابة نسخته النهائية ببساطة تحت ضغط من الدول الغربية ولا سيما فيما يتعلق بالدراسات الكيميائية والسمية وشهادات الشهود.
واستغرب نيبينزيا خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي انتهاك بعثة تقصّي الحقائق وفريق التحقيق غير الشرعي المبدأ الأساسي المتمثل في جمع الأدلّة وتأمينها وكيف وقّع المدير العام لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية فرناندو أرياس وثائق تستند استنتاجاتها إلى معلومات من طرف ثالث كمنظمة الخوذ البيضاء التي لا تخفي تحيّزها، متسائلاً “هل تغيّرت أساليب عمل الأمانة الفنية لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية.. وهل لم تعُد أحكام اتفاقية الأسلحة الكيميائية نفسها مناسبة للاسترشاد بها”.
وأشار نيبينزيا إلى أن تقرير فريق التحقيق التابع لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية يتجاهل الروابط العلمية والمنطقية والسببية، لافتاً إلى أن الحادث الذي وقع في مدينة دوما أصبح بالنسبة لمجلس الأمن الدولي “شيئاً مثل الأنبوب الذي لوّح به وزير الخارجية الأمريكي السابق كولن باول داخل هذه الجدران قبل 20 عاماً بالضبط”.
وشدّد نيبينزيا على أن الولايات المتحدة تكذب مدعيةً أن روسيا منعت مفتشي منظمة حظر الأسلحة الكيميائية من الوصول إلى مدينة دوما في نيسان 2018، موضحاً أن “الناس يتذكرون الآن أنه في الـ10 من نيسان أرسلت دمشق دعوةً رسمية إلى منظمة حظر الأسلحة الكيميائية لإرسال مفتشين إلى مدينة دوما الذين جلسوا في دمشق ولم يذهبوا جميعاً إلى دوما، وبالتالي حقيقة أننا منعنا زيارتهم كما أخبر ممثل الولايات المتحدة هي كذبة شائنة”.
وبيّن نيبينزيا أنه “في الـ14 من نيسان 2018 شنّت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا ضربة صاروخية واسعة النطاق ضدّ المنشآت المدنية والعسكرية السورية، أي بعبارة أخرى حدّدت باريس ولندن وواشنطن دون انتظار أي تحقيقات المذنب وعاقبته”، مشيراً إلى أنهم “إذا كانوا مهتمين بمعرفة الحقيقة، فلن يهاجموا سورية منتهكين القواعد والمبادئ الأساسية للقانون الدولي، ما قد يدمّر الأدلة ذات الأهمية للمفتشين”.
وفي سياقٍ متصل، أكد سفير إيران ومندوبها الدائم لدى الأمم المتحدة أمير سعيد ايرواني أن تقرير فريق التحقيق وتحديد الهوية التابع لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية حول مدينة دوما السورية الذي صدر قبل فترة مسيّس ويشبه التقارير السابقة له، حيث يستند إلى مصادر مجهولة، ويفتقر إلى الاستنتاجات القانونية اللازمة، كما يتجاهل اعتبارات الحكومة السورية.
وقال ايرواني في اجتماع مجلس الأمن: “الآن في محاولة أخرى أطلقت الدول الغربية سيناريو قد خطّط له مسبقاً ضدّ سورية بناء على المهام غير القانونية لفريق التحقيق وتحديد الهوية التابع للمنظمة”، مضيفاً: إن “إيران صرّحت مراراً وتكراراً أنه يجب حل المشكلات الفنية من خلال التعاون والجهود المشتركة بدلاً من الضغوط السياسية التي تعدّ استراتيجية فاشلة، وتهدّد عملية حل القضايا المتبقية بأكملها”.
وأشار إيرواني إلى أنه “من المؤسف أن المعلومات الموثوقة من الحكومة السورية حول استخدام الجماعات الإرهابية للأسلحة الكيميائية تم تجاهلها من منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، وفي الوقت نفسه فإن الكيان الإسرائيلي غير العضو في الاتفاقية يتم تشجيعه ومكافأته من بعض الدول الغربية ببرنامج سري لأسلحة الدمار الشامل”، مشدّداً على أن إيران “تدعم سورية ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية للمشاركة في محادثات بنّاءة على أعلى مستوى وتعاونهما لحل القضايا المتبقية في إطار زمني محدّد وإغلاق الملف بشكل نهائي، ولهذه الغاية يجب أن يكون أي تحقيق محايداً ومهنياً وموثوقاً وموضوعياً ومتوافقاً تماماً مع متطلبات وإجراءات الاتفاقية”.
وختم ايرواني بالقول: إن “إيران تشعر بقلقٍ بالغ إزاء استغلال وتسييس اتفاقية الأسلحة الكيميائية ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية، حيث تسبّب سوء استخدام عملياتها من بعض الدول الغربية في حدوث انقسام بين الدول الأعضاء، وإضعاف شرعية ومصداقية منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، وكذلك إضعاف الثقة في عملية نزع السلاح المتعدّدة الأطراف”.
وكان مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة السفير بسام صباغ أعلن أمام مجلس الأمن أمس أن سورية حذّرت مراراً من أن المسار الخاطئ وغير المهني الذي اتبعته بعثة تقصي الحقائق التابعة لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية حول حادثة دوما المزعومة سيؤدّي إلى استنتاجات باطلة، معرباً عن الأسف لعدم قيام البعثة بتصحيح أساليب عملها، رغم كل الدعوات التي وجّهت إليها للالتزام بالقواعد المنصوص عليها في اتفاقية الحظر ووثيقة الشروط المرجعية التي تم الاتفاق عليها مع سورية.