“ارفعوا العقوبات عن سورية”.. إنقاذ العالقين بالمعدات البدائية والأيدي العارية
دمشق- ريم ربيع
لم تفلح كلّ صيحات ودموع العالقين تحت أنقاض وركام منازلهم في إيقاظ المجتمع الدولي النائم بالعسل، والمتجاهل لكلّ الآثار المدمّرة للعقوبات أحادية الجانب المطبقة على سورية، والتي ظهرت اليوم بأبشع صورها وسط غياب أدنى الاحتياجات والمعدات اللازمة لإنقاذ المصابين والعالقين تحت الأنقاض، وما يتبعه من احتياجات طبية ودوائية وغذائية، فاليوم وبعد الانتهاء تقريباً من عمليات إزالة الأنقاض بالآليات والمعدات الثقيلة، بدأت عمليات الإنقاذ بالأيدي العارية والمعدات البدائية، وهي صورة نراها في كلّ المحافظات المنكوبة من حلب إلى اللاذقية فحماة، حيث تخشى قوات الدفاع والمتطوعون من أي خطأ قد يودي بحياة العالقين.
العشرات من الناجين لا يزالون حتى اللحظة تحت الأنقاض، يتواصلون مع أهاليهم عبر الجوالات أو بالصراخ من بين الركام، مطالبين بإيقاف عمليات البحث بالمعدات الثقيلة خوفاً من انهيار ما تبقى من سقوف تأويهم، وفي الوقت ذاته تتبجّح الولايات المتحدة بأن عقوباتها لا تمنع وصول الأدوية والأغذية إلى سورية، متجاهلة مشاهد الدمار والحفر بالمعدات البدائية، والنقص بالدواء والمواد الغذائية الأساسية الذي تعانيه سورية منذ سنوات.
“ارفعوا العقوبات عن سورية” هي صرخة واحدة يطلقها الجميع اليوم عبر وسائل الإعلام، ووسائل التواصل الاجتماعي، وعبر السفارات والمنظمات والمؤسّسات الحكومية والخاصة، وسرعان ما ناشدت وزارة الخارجية عقب وقوع الزلزال الأمم المتحدة والمنظمات الدولية لمدّ يد العون ودعم الجهود الحكومية في مواجهة الكارثة، ليأتي الردّ من عدة دول عربية وحليفة سارعت بإرسال المساعدات الطبية والغذائية والعينية وفرق الإنقاذ المدرّبة، متحدية التحذيرات الأوروبية من العقوبات التي ستطال الطائرات التي تهبط في مطارات سورية، فيما صمّت بقية الدول آذانها مركزة على كارثة تركيا وتقديم كلّ الدعم اللازم لها.
إحدى أسوأ وأقسى فصول العقوبات اليوم تتمثّل بالمحروقات واستهداف البواخر في البحر بعد أن خرجت الآبار والحقول السورية عن سيطرة الدولة، فحتى ما وجد من آليات ثقيلة لإزالة الركام يتطلّب محروقات تؤمنها الحكومة بما تيسّر من كميات محدودة أساساً، فيما يعاني الناجون في مراكز الإيواء من الجو البارد في ظل تواضع كميات مازوت التدفئة.
مستوردون وتجار وبعد بيان اتحاد غرف التجارة لرفع العقوبات عن سورية، أكدوا في حديثهم لـ”البعث” أن كل ادّعاءات الغرب بالسماح باستيراد الأغذية والأدوية باطلة، فشركات الشحن وشركات الطيران في العالم لا تجرؤ على الاقتراب من المطارات والمرافئ السورية خوفاً على مصالحها، حتى المستثمرين ورجال الأعمال في الخارج والذي تربطهم علاقات تجارية قديمة مع مستوردي سورية، يعتليهم الخوف بمجرد ذكر اسم سورية لأن العقوبات ستكون كبيرة عليهم، لنشهد كنتيجة لذلك بين كلّ فترة وأخرى اختناقاً في مادة أو عدة مواد غذائية أو دوائية، وصولاً لحليب الأطفال وأدوية الأمراض المزمنة.
في الوقت ذاته جاءت أيضاً دعوة رئيس منظمة الهلال الأحمر السورية خلال المؤتمر الصحفي بالأمس، كمنظمة غير حكومية، لرفع الحصار وتأمين معدات وسيارات إسعاف وإطفاء لمواصلة الإنقاذ وإزالة الأنقاض في المناطق المنكوبة.