ارتفاع ضحايا الزلزال إلى 1347 وفاة و2295 إصابة.. وزير الصحة: المجتمع الدولي يُسيّس الكارثة والوقت يقلص فرص النجاة
البعث – رامي سلوم:
ارتفع عدد ضحايا الزلزال الذي ضرب أجزاءً من المحافظات إلى 1347 وفاة منذ يوم أمس حيث بلغ عدد الوفيات وقتها 1262 حالة، بينما ارتفع عدد الإصابات بنسبة أقل إلى 2295 حالة بزيادة 10 حالات عن إحصائيات يوم أمس، وذلك وفقاً لما أعلنه وزير الصحة حسن الغباش خلال مؤتمر صحفي، أضاء خلاله على واقع الإصابات وعمليات الطوارئ الصحية واستجابتها لآثار الزلزال.
وقال الغباش: “مع الأسف كلما تأخر الوقت فمن الممكن فقدان عدد أكبر من الضحايا تحت الأنقاض”، معتبراً أن “عدد الأيام مؤشّر على تناقص الفرصة بوجود مصابين أحياء، ولكن يبقى الأمل دافعاً حقيقياً لاستمرار العمل بنفس الطاقة والهمم لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، خصوصاً أن الكارثة واسعة وكبيرة، والتحديات أيضاً، مع وقوع مئات الضحايا وآلاف الإصابات خلال لحظات”.
وعرض الوزير لقطات مصورة لإنقاذ ضحايا أحياء في عدد من مناطق المحافظات المنكوبة، والفرح الذي يغمر المنقذين والكوادر الموجودة، مشيداً بالمشاعر الإنسانية والوطنية التي ترافق العمل، والذي ينعكس على الكفاءة والفاعلية والإنجاز.
وبالنسبة لإعلان المحافظات المتضررة مناطق منكوبة، كشف الغباش عن أنه يتم العمل على جمع وتأكيد البيانات لتلك الغاية، في وقت لاحق، من خلال إحصاء الأبنية المدمرة وعدد الأفراد المصابين والمتضررين من قبل الحكومة وفقاً للمعطيات كاملةً، خصوصا أن العمل لايزال جارياً لرفع الأنقاض وإحصاء المهجرين.
وأشار الغباش إلى أن المنظومة الإسعافية والطبية تمكنت من استيعاب الصدمة بسرعة كبيرة، حيث تم تفعيل غرفة العمليات في وزارة الصحة مباشرةً بعد لقاء السيد الرئيس بشار الاسد بالحكومة، وتنظيم العمل والمهام، لافتاً إلى أن أهم أولويات إجراءات الطوارئ والعمل خلال الكوارث هو التنظيم، ومشيداً بتضافر جهود المجتمع الأهلي والقطاع الخاص والجهات الحكومية الذي ساهم في تلافي نقص المعدات الهنسية والطبية منذ اللحظة الأولى.
وتابع الوزير: إن العمل مستمر لإنقاذ أي انسان، والرغبة واللهفة تقود الكوادر إلى العمل دون توقف لإخراج العالقين، كما يتم التعامل مع الجثامين بكل احترام.. نحن نعلم أن أسراً تنتظر ذويها وأن انقاذ أي حياة هو نجاح لا يقدر بثمن.
واعتبر وزير الصحة أن أبرز الأولويات والتحديات هي الاستمرار في تقديم الخدمات الصحية للحالات في مراكز الإيواء التي تزداد يوماً بعد آخر، إضافةً إلى تحدي الاستعداد للحالات الطارئة، مؤكدا أنه تم تخريج الإصابات الطفيفة من المراكز الصحية، غير أن الإصابات المتوسطة تحتاج لعلاج أطول، فيما عدا الحالات الصعبة والتي تطلبت تدخلات جراحية دقيقة ولاتزال قيد المعالجة.
كذلك أشار الوزير إلى أن قطاع الصحة السوري كان مضرب مثل قبل الحرب الإرهابية على سورية غير أنه لم يتمكن من ترميم نفسه بعد الحرب بفعل الحصار الجائر، مكذباً الدعايات الأمريكية حول عدم تأثير الحصار على الكارثة.
وأوضح الغباش أن فرض قيود على تحويل الأموال إلى الموردين يشكّل بحد ذاته عائقاً لاستقدام الأدوات والمعدات الطبية، وهو ما يبرهن النفاق والكذب الأمريكي ومحاولة اللعب على الكلمات، لأن هناك العديد من العوامل المؤثرة على عمليات الاستيراد واستقدام التجهيزات والعلاقة مع الشركات بعكس التصريحات الأمريكية المنافقة، ناهيك عن تطبيق عقوبات أمريكية أحادية الجانب على موردين تعاملوا مع الحكومة السورية ما أدى إلى تهرب آخرين من العمل معها في توريد التجهيزات المطلوبة.
ولفت الغباش إلى أن التجهيزات الكبيرة والمكلفة دقيقة التشخيص ضرورية وهامة، وليست نوعاً من الرفاهية أو الترف، مبيناً أن عمليات إنقاذ المصابين تمرّ بمراحل ولا تتوقف عند إخراجهم من تحت الأنقاض، حيث تبدأ بعدها عمليات الإسعاف وبعدها ما يحتاج المريض من عمليات تصوير دقيقة عبر أجهزة الرنين والطبقي المحوري وصولاً إلى التدخل الجراحي، وعلينا هنا أن نعلم كمية التجهيزات التي يتم منعها عن المشافي السورية، خصوصا أن نوعيات إصابات الحالات قد تكون شديدة ودقيقة للغاية.
ودعا الغباش إلى أهمية وجود الأدوات والمعدات والأدوية الخاصة بالأزمة ونوعيتها، فليست العبرة بالكم بل بنوعية المعدات والأدوية الملاءمة والخاصة بالحالات والأضرار الجسدية الناجمة عن الزلزال، مثل أدوية التخدير والإنعاش والكسور وغيرها، وكذلك بالنسبة للتجهيزات، مشيراً إلى أن معامل الدواء السورية تعمل بجد لتأمين الأدوية الوطنية بينما يوجد نوعيات من الدواء يتم استقدامها من الخارج.
وبالنسبة للأطباء، أكد غباش وجود الكوادر البشرية المؤهلة والكافية، خصوصاً مع مئات أصحاب الخبرة المتطوعين من الأطباء والممرضين والمسعفين، كما تم تلافي النقص في سيارات الإسعاف.
وووفقاً للغباش فقد تم طلب التجهيزات والمواد الناقصة من منظمة الصحة العالمية والأصدقاء، معلناً وصول طائرة صينية إلى مطار دمشق الدولي خلال المؤتمر تحمل مساعدات طبية، حيث أوضح في السياق أن المساعدات الواصلة تحوي العديد من المواد الإغاثية ولذلك يتم فرزها وتسليمها لكل جهة فيما بعد وفق طبيعة عمل الجهة وخصوصيتها من مواد غذائية إلى أدوية وغيرها.
وشدّد غباش أن جميع التبرعات ستصل إلى الجهات التي تم التبرع لها، وأن الدعايات السلبية كثيرة غير أن الجميع يعمل بأقصى طاقة في ظل نقص ومحدودية في الإمكانات مجدداً الدعوة لكل الدول لمساعدة سورية.
وشكر الغباش جميع الدول الشقيقة والصديقة على دعمها ومساهمتها في التخفيف من آثار الكارثة، ودعا المجتمع الدولي للوقوف عند التزاماته والتوقف عن النفاق والتسييس أمام كارثة إنسانية بحجم ما تمر به سورية، وتقديم الدعم اللازم لاستمرار عمل القطاع الصحي بالشكل الأمثل والحفاظ على الأرواح والسلامة الصحية الجسدية والنفسية للأشخاص.
وعن واقع الرعاية الصحية، أشار غباش انه تم تقديم كامل الرعاية الصحية الضرورية في المشافي، إضافة لوجود عيادة متنقلة عند كل مركز إيواء، غير أن توسع مراكز الإيواء قد يضطر لتحرك تلك العيادات فيما بعد لخدمة جميع المراكز وفق الحالات الموجودة.
ونفى الوزير وجود خطر إصابات أو انتشار أوبئة، مشيراً إلى أن جميع مراكز الأوبئة بحالة صحية جيدة أو مقبولة على الأقل، مجدداً المطالبة بكسر الحصار على سورية لاستعادة قدرتها الطبية، خصوصاً بعد تدمير الإرهابيين، واستهدافهم المشافي النوعية مثل مشفى الأورام الذي جرى تفجيره في حلب وغيرها من المشافي التي استهدفتها العمليات الإرهابية ودمرت أجهزتها وقدرتها الخدمية.