الرئيس الأسد والسيدة أسماء يجتمعان بغرفة عمليات حلب: الانتقال من الاستجابة الأولية إلى الاستجابة المنظمة لمعالجة تداعيات الزلزال
حلب – سانا:
خمسة أيام انقضت على الزلزال المدمر الذي ضرب سورية ولا بد من الانتقال الآن من الاستجابة الأولية الطارئة التي انطلقت بها الدولة والمجتمع الى الاستجابة المنظمة لمعالجة تداعيات وآثار الزلزال.
ولهذه الغاية اجتمع السيد الرئيس بشار الأسد والسيدة أسماء الأسد بأعضاء غرفة العمليات في مدينة حلب والتي تضم الجهات الحكومية والمنظمات والجمعيات الأهلية والفعاليات التجارية والصناعية القائمة على إدارة ملف الإغاثة في مناطق حلب المتضررة من الزلزال.
واستمع سيادته والسيدة أسماء إلى توصيف للواقع الراهن إثر الزلزال والأبنية التي تهدمت بشكل مباشر وعدد الضحايا الذي نتج عن هذا الدمار، والآلية التي تم وضعها سواء لجهة إزالة الأنقاض وانتشال الضحايا والمصابين، أو لجهة الاستجابة الطارئة من أجل توفير مواد إغاثية للأهالي المتواجدين في مراكز الإيواء.
وبيّن أعضاء الغرفة أنه تم القيام بجرد ميداني سريع ومباشر لوضع قوائم بالأهالي الذين يحتاجون إلى إغاثة وتقسيم المدينة إلى قطاعات من أجل تسهيل العمل، ونتج عن هذا الجرد وضع قاعدة واحدة للبيانات من أجل تحديد الفئة المستهدفة وتصنيف الأشخاص بين المتضررين بشكل كلي أو جزئي وبالتالي تحديد الاحتياجات، إضافة إلى التنسيق مع الجهات الهندسية لتقييم واقع الأبنية.
وقال الرئيس الأسد في نقاشه مع أعضاء الغرفة: “نحن نعلم محبة أهل حلب لمدينتهم وهذه نقطة قوة تستند عليها مؤسسات الدولة في عملها خلال الأزمات”، واعتبر أن الدعم الحكومي في هذه الأوقات يصبح دون قيمة إن لم يكن مستنداً إلى رؤية أهلية ومحلية تقوم بشكل أساسي على تحديد الأولويات للاحتياجات.
وأشار الرئيس الأسد إلى أهمية التفكير بشكل منهجي كي يكون لدينا خلال الأيام المقبلة خطة بالمشاريع التي يمكن أن تساعد حلب على النهوض بعد كارثة الزلزال، واستغلال خطط التعافي من الكارثة لوضع رؤى تنموية تخدم المدينة دون التوقف عن آثار الكارثة فقط، مؤكداً على أهمية وضع جدول زمني مع تحديد مسؤولية ومهمة كل جهة بدقة.
بدورها أشارت السيدة أسماء الأسد إلى أنها لمست خلال الجولة التي قامت بها مع الرئيس الأسد على عدد من المناطق في مدينة حلب التعاضد والتكافل بين أهاليها، واعتبرت أن أهالي حلب أصبح لديهم خبرة كبيرة في التعامل مع الأزمات بعد 12 سنة من الحرب القاسية على مدينتهم لذا فإنهم قادرون على التعامل مع كارثة الزلزال ومعالجة تداعياتها.
كذلك التقى الرئيس الأسد والسيدة أسماء بعدد من الفرق التطوعية التي تعمل في عمليات الإنقاذ والإغاثة في مدينة حلب والتي انضم إليها أشخاص من مختلف المحافظات، وأشادا بجهودهم ومساهمتهم مع الجهات الحكومية من أجل معالجة تداعيات الزلزال وإغاثة المناطق المتضررة.
تفقد أوضاع المتضرّرين وعمليات الإنقاذ
وكان الرئيس الأسد والسيدة أسماء قد تفقدا يوم أمس الجمعة أوضاع المتضرّرين نتيجة الزلزال في محافظة حلب وعمليات الإنقاذ المستمرة في عدة مناطق.
وفي أول محطة لهما في حلب توجّه الرئيس الأسد والسيدة أسماء إلى مشفى حلب الجامعي للاطمئنان على حالة المصابين والمتضرّرين من الزلزال، واستمعا منهم إلى أوضاعهم واحتياجاتهم.
واستمعا من الكوادر الطبية إلى طبيعة الدعم الطبي الذي تم تقديمه للمصابين والتحدّيات التي واجهتهم في محنة الزلزال غير المسبوقة.
وقال الرئيس الأسد مخاطباً الأطباء والكوادر العاملة في المشفى: “نفتخر بالكوادر الوطنية في كل الأزمات، وفي أزمة الزلزال شاهدنا الكثير من البطولات، والأطباء الذين يعملون في الظل هم جزء من هذه البطولات وما سمعناه من المرضى وهم بمعنويات عالية يدلّ على قيامكم بواجبكم وهذه هي الوطنية والبطولة”.
أيضاً، اطلع الرئيس الأسد على العمليات المستمرّة للإنقاذ ورفع الأنقاض والدمار في حي المشارقة بمدينة حلب.
الرئيس الأسد: الحالة الإنسانية غير موجودة لدى الغرب
وقال الرئيس الأسد لوسائل الإعلام في أحد مواقع إزالة الأنقاض وانتشال المصابين في مدينة حلب: “يقال بأن الغرب أعطى أولوية للسياسة على الحالة الإنسانية، هذا الكلام غير صحيح، لكي يعطي أولوية لحالة على أخرى لا بد أن تكون كلتا الحالتين موجودتين، الحالة السياسية موجودة لكن الحالة الإنسانية غير موجودة لدى الغرب، أن يكون هناك تسييس للوضع هو الشيء الطبيعي، أما الشعور الإنساني فغير موجود، لا الآن ولا في الماضي، لا خلال الاستعمار الحديث ولا بعده ولا قبله، الاستعمار منذ 600 عام يقوم على قتل وسرقة ونهب الشعوب”.
زيارة المطبخ الميداني
وتقديراً للجهود الأهلية والمجتمعية ودورها الكبير في معالجة تداعيات الزلزال زار الرئيس الأسد والسيدة أسماء المطبخ الميداني الذي أقامته جمعية ساعد في حلب لإعداد وجبات الطعام والتي تصل إلى ثلاثة آلاف وجبة يومياً، وتوزيعها على المتضررين من الزلزال.
السيدة أسماء تزور مدرسة غرناطة
بدورها، زارت السيدة أسماء مدرسة غرناطة الحكومية الابتدائية التي يقيم فيها حالياً عدد من العائلات المنكوبة من الزلزال، حيث يتم تأمين احتياجاتهم بجهود تشاركية حكومية وأهلية.
مشفى حلب الجامعي:
حي المشارقة بمدينة حلب: