أسبوع على الكارثة.. دولٌ عربية وعالمية تواصل دعمها لسورية في محنتها
عواصم – سانا – البعث:
بعد مضيّ أسبوع على كارثة الزلزال المدمّر الذي ضرب عدداً من المحافظات، تستمرّ دولٌ عربية وأجنبية بالتضامن مع سورية في محنتها وإرسال التبرّعات والمساعدات الإغاثية والطبية إلى المنكوبين.
فقد أعلن مدير الطيران المدني السوري المهندس باسم منصور أن عدد الدول التي تقدّمت بإذن هبوط في المطارات السورية لتقديم المساعدات لمتضرري الزلزال بلغ 21 دولة، كان من بينها أربع دول تقدّمت أمس الجمعة بطلبات هبوط، وتمّت الموافقة عليها وهي السعودية وقبرص والسودان وبيلاروس، مؤكداً أن “سورية ترحّب وتشكر كل من يساهم بمدّ يد العون لمنكوبي الزلزال المدمّر، وستوافق على هبوط طائرات الدول الراغبة بإرسال المساعدات، وأن عدد الطائرات التي حملت المساعدات، وهبطت في مطارات سورية وصل حتى الآن إلى 61 طائرة”.
من جانبهما، قدّم أمين عام وزارة الخارجية النمساوية بيتر لاونسكي تيفنتال التعازي باسم وزارة الخارجية النمساوية بضحايا الزلزال الذي ضرب سورية مؤخراً، وأعرب خلال اتصاله مع سفير سورية لدى النمسا مندوبها الدائم لدى المنظمات الدولية الدكتور حسن خضور عن استعداد بلاده لتقديم المساعدة في هذا المجال.
وفي سياق متصل، قدّمت سفيرة اليونان لدى النمسا كاثرين كويكا التعازي باسمها وباسم أعضاء السفارة اليونانية بضحايا الزلزال، وأعربت خلال اتصالها مع السفير خضور عن استعداد بلادها لتقديم المساعدة الممكنة، موضحةً أن لدى اليونان خبرة كبيرة في تقديم المساعدات أثناء الكوارث الطبيعية.
وأعرب السفير خضور عن تقديره لكل من تيفنتال وكويكا لمبادرتهما بالاتصال وعرضهما تقديم المساعدة للتخفيف من آثار الزلزال.
بدوره، أكد وزير الخارجية في السلطة الفلسطينية رياض المالكي أن فريق الإغاثة الفلسطيني يقوم بجهود استثنائية في سورية، حيث إن أعضاء الفريق من الأطباء موجودون في المستشفى الجامعي في محافظة حلب إلى جوار زملائهم السوريين، للتعامل مع الحالات الطبية وتقديم العلاج، والقيام بالعمليات المشتركة والمعاينات الطبية اللازمة، وتوزيع الأدوية التي تبرّع بها القطاع الخاص في فلسطين للجهات المحتاجة.
وأوضح المالكي أن أعضاء الفريق من الهلال الأحمر قاموا بتفعيل عمل النقطة الطبية في مخيم الرمل الجنوبي بمركز إيواء مدرسة الخيرية في محافظة اللاذقية، من خلال تقديم الإسعافات الأولية والطبية العاجلة لأهالي المخيم عامة، وللقاطنين بمراكز الإيواء خاصة، من خلال العمل على ثلاث ورديات على مدار الساعة، حيث قاموا بالتعامل مع عشرات الحالات.
وأشار المالكي إلى أنه تم رفد مراكز الإيواء بالأدوية الطارئة وتقديم الدعم النفسي لمن فقدوا عائلاتهم بالكامل ولمرافقي المرضى، وجلسات فردية وجماعية للمتضررين من الزلزال داخل مركز الإيواء في مدرسة الخيرية، كما يتم تنفيذ أنشطة وفعاليات مختلفة للدعم النفسي في مراكز إيواء أخرى، بناء على الاحتياج.
وبخصوص أعضاء الفريق من الدفاع المدني لفت المالكي إلى أنهم مستمرون بعمليات البحث والإنقاذ في مخيم الرمل الجنوبي.
وأقيمت الصلوات اليوم في كنائس الجليل بالأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948 على أرواح ضحايا الزلزال المدمّر الذي ضرب سورية.
وابتهل المصلّون إلى الله أن يتغمّد الضحايا برحمته، متمنين الشفاء العاجل للمصابين والسلام والأمان لسورية.
وفي تصريح لمراسل سانا في الجولان السوري المحتل قال الأب ميخائيل عاصي كاهن رعية فسوطة في الجليل: “الصور التي نشاهدها في سورية نتيجة الزلزال تقشعر لها الأبدان، ونأمل أن تكون الأيام القادمة أيام خير لسورية، وأن يمنّ الله عليها بالسلام بعد سنوات من الحرب عليها”.
وأضاف عاصي: “نترحّم على ضحايا الزلزال في سورية ونصلّي للجرحى والمصابين متمنين الشفاء العاجل لهم، متضرعين لله برفع البلاء عن سورية وشعبها”.
وقال رئيس المجلس التنفيذي لحزب الله هاشم صفي الدين في تصريح له: إن القافلة الأولى من المساعدات الإنسانية والصحية والطبية والغذائية والعينية “رحماء” انطلقت إلى مدينة اللاذقية، على أن تليها قوافل أخرى على مدى الأيام القادمة إلى مدينة حلب والمناطق الأخرى.
وأكد صفي الدين أنه من الطبيعي أن نكون في لبنان وفي المقاومة تحديداً إلى جانب الشعب السوري في مأساته ومحنته، لافتاً إلى أن الغرب كشف عن الثقافة التي ينتمي إليها، وأكد أنه يحمل شعارات كاذبة بالدفاع عن حقوق الإنسان.
وانطلقت القافلة من باحة عاشوراء في منطقة الحدث بالضاحية الجنوبية لبيروت بحضور مسؤول منطقة بيروت حسين فضل الله ومسؤول الدفاع المدني عدنان المقدم وحشد من وسائل الإعلام المحلية.
ووصلت إلى مطار دمشق الدولي فجر اليوم طائرة هندية “الطائرة الثانية التي ترسلها الهند” محمّلة بالمساعدات الإغاثية للمتضرّرين من الزلزال.
وقال القائم بأعمال السفارة الهندية بدمشق ساتيندر كومار ياداف في تصريح لـ”سانا”: إن الطائرة هي الثانية، وبحمولة أكبر تصل إلى نحو 30 طناً من المساعدات لمؤازرة المتضرّرين من آثار الزلزال.
وأوضح ياداف أن المساعدات التي تحملها الطائرة تشمل نحو 24 طناً من الأدوية والألبسة والبطانيات، إضافة إلى أربع مولّدات كهربائية، مؤكداً أن جمهورية الهند تقف مع الشعب السوري في مصابه الكبير بعد الزلزال الذي ضرب البلاد.
وفي اللاذقية، وصلت إلى مطار اللاذقية الدولي اليوم طائرة مساعدات بيلاروسية يرافقها نائب وزير الطوارئ البيلاروسي خودولييف الكسندر، والسفير المفوّض فوق العادة البيلاروسي في دمشق يوري سليبا.
وفي تصريح له أكد نائب وزير الطوارئ البيلاروسي أن هذه الدفعة من المساعدات هي السابعة من بلاده لمنكوبي الزلزال في سورية، وهناك المزيد من الدفعات، لافتاً إلى أن هذه المساعدات جاءت بتوجيهات الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو، لمساعدة الشعب السوري الصديق في هذه المحنة، وهي تعكس تضامن الشعب البيلاروسي ووقوفه مع نظيره السوري تجاه ما أصابه.
بدوره أوضح مدير المطار المهندس زياد الطويل أن الطائرة تحمل على متنها 35 طناً من مواد إغاثية غذائية وطبية وأدوية وخيم وأغطية.
وكانت وصلت يوم أمس، طائرة ليبية إلى مطار دمشق الدولي محمّلة بالمساعدات الإغاثية للمتضررين من الزلزال الذي ضرب سورية، وتضمّنت حمولة الطائرة نحو 25 طناً من مواد غذائية، وخيم ومعدات إنقاذ، إضافة إلى فريق إنقاذ مكوّن من 15 شخصاً.
وقال القنصل الليبي في دمشق خلف الله سبيعي: إن هذه الطائرة جاءت كدعم من الشعب الليبي، وحكومة الوحدة الوطنية لمساعدة الأشقاء في سورية على تجاوز المحنة، لافتاً إلى استمرار إرسال طرابلس للمساعدات الإغاثية، داعياً جميع الشعوب العربية لمساعدة الشعب السوري لتجاوز آثار هذا الزلزال الذي ضرب البلاد.
وكانت وصلت إلى مطار اللاذقية طائرة ليبية أخرى من بنغازي، تحمل على متنها 38 طناً من المواد الغذائية وسيارتي إسعاف،لمساعدة المتضرّرين في مواجهة آثار الزلزال.
وفي حلب، وصلت إلى مطار حلب الدولي مساء أمس طائرة كازاخستانية محمّلة بالمساعدات الإنسانية للمتضررين من الزلزال.
وتشمل المساعدات التي حملتها الطائرة، وهي الثانية التي تصل مطار حلب خيماً وملابس شتوية وأدوية.
وأعلنت كازاخستان أنها خصّصت أربع طائرات محمّلة بنحو 50 طناً من المساعدات للشعب السوري، وصلت منها اثنتان والباقي سيصل تباعاً خلال الأيام القادمة وستكون محمّلة بالمواد الغذائية.
وفي لبنان، وصلت إلى مطار بيروت الدولي يوم أمس طائرتان عسكريتان إيطاليتان تحملان مساعداتٍ إنسانية وطبية لضحايا الزلزال الذي ضرب سورية الاثنين الماضي.
وكان في استقبال الطائرتين رئيس منظمة الهلال الأحمر العربي السوري المهندس خالد حبوباتي والأمين العام للاتحاد الدولي لجمعيات الصليب والهلال الأحمر هاغان شباغان ووفد من الحركة الدولية للصليب الأحمر والقائم بأعمال السفارة الإيطالية وممثلو الصليب الأحمر اللبناني.
وأشار حبوباتي إلى أن مساعدة الحكومة الإيطالية والشعب الإيطالي، تضمّ أربعة أطباء متخصّصين بجراحة العظم والطوارئ، إضافة إلى أربع سيارات إسعاف ومستلزمات طبية مجدّداً المطالبة برفع العقوبات الغربية عن سورية.
وقال حبوباتي: “لو وصلت هذه المساعدة مباشرة إلى مطار دمشق لكان الأمر أسهل ووفّرنا عذاباً على الصليب الأحمر اللبناني الذي قدّم كل المساعدة”.
بدوره قال رئيس البعثة الطبية الإيطالية الدكتور تمام يوسف: إن هذه المساعدات هي رسالة تضامن من الشعب الإيطالي إلى الشعب السوري، ونحن مع عدد من الأطباء نمثل مجموعة سان دونادو الإيطالية التي قامت بهذه المبادرة، وحاولت قدر الإمكان الوقوف إلى جانب الشعب السوري في هذه المحنة.
وقال وزير الأشغال العامة والنقل في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية علي حميّه في حسابه على موقع تويتر: “إن أولى طائرات المساعدات الإنسانية إلى سورية كانت اليوم إيطالية، وحطّت في مطار بيروت حاملة معها المساعدات للأهل في مناطق الزلزال، كتطبيق لقرارنا بفتح أجوائنا ومرافئنا أمام جميع طائرات النقل الراغبة في ذلك”.
من جهةٍ ثانية، وصلت قافلة مساعدات لبنانية إلى معبر جديدة يابوس الحدودي قادمة من مدينة صيدا، محمّلة بالمساعدات الإغاثية لدعم جهود الحكومة السورية في مساعدة متضرري الزلزال، حيث تم تجهيز القافلة من الأشقاء اللبنانيين في مدينة صيدا بالتعاون مع فرع الاتحاد الوطني لطلبة سورية في لبنان والسفارة السورية.
وفي العراق، أعلنت الحكومة العراقية عن إرسال طائرتين محمّلتين بالمواد الإغاثية إلى مدينة حلب اليوم.
وقال المتحدث باسم الأمانة العامة لمجلس الوزراء حيدر مجيد في تصريح لوكالة الأنباء العراقية (واع): إن “طائرة ستنطلق بعد قليل، إضافة إلى طائرة أخرى مساء اليوم إلى مدينة حلب، تحملان أطناناً من المواد الغذائية المتنوعة”.
وأضاف: إن هذه “المبادرة تأتي ضمن سلسلة الجسر الجوي الذي وجّه بإنشائه رئيس الوزراء محمد شياع السوداني”.
وفي درعا (دعاء الرفاعي)، وصلت إلى الأراضي السورية مساء اليوم ثلاث شاحنات تحمل مواد غذائية وإغاثية قادمة من المملكة الأردنية الهاشمية عبر معبر نصيب الحدودي لمساندة ضحايا الزلزال الذي ضرب المحافظات السورية المنكوبة.
الدكتور وليد الداخول، عضو المكتب التنفيذي لقطاع الإغاثة، أشار في تصريح خاص لـ”البعث” أن القافلة المكونة من ثلاث شاحنات تحمل مواد غذائية وطبية ومعدات إيواء ومواد إغاثة للمتضررين من الزلزال، وستتجه إلى المحافظات السورية المتضرّرة من الزلزال، مؤكداً أن هذه القافلة تعد الثانية التي تعبر الحدود الأردنية خلال الأيام الثلاثة الماضية قادمة من الأردن، كما دخلت أيضا عبر معبر نصيب الحدودي قافلة مساعدات من أبناء محافظة البلقاء، نادي فرسان البلقاء، بالتعاون مع جمعية جبيل ثابت تحمل مساعدات عينية ومادية من حرامات وملابس شتوية ومواد إسعافية أولية. وأكد محمود النابلسي مرافق القافلة حزنهم الشديد على الكارثة التي ألمت بالسوريين، وكامل تضامنهم ووقوفهم جانب الشعب السوري الشقيق الذي عبر عن أصالته العربية بوقوفه ودعمه الدائم لكل الدول العربية عبر التاريخ، آملا من كل الهيئات والجهات الإغاثية والدولية للمبادرة العاجلة وتقديم المساعدة اللازمة لإغاثة وإنقاذ المكلومين والتخفيف من آثار الزلزال على الشعب السوري.
وفي الأردن، أعلن نقيب الصيادلة الأردني محمد عبابنة عن جمع تبرّعات دوائية تجاوزت قيمتها مليوني دينار لمتضرّري الزلزال في سورية بالتعاون مع شركات ومستودعات الأدوية الأردنية.
ونقل موقع عمون عن عبابنة قوله في بيان صحفي: إن “النقابة ستقوم بالتنسيق مع الهيئة الخيرية الهاشمية لإرسال التبرّعات إلى سورية ليستفيد منها المتضرّرون من آثار الزلزال”.
وأكد عبابنة أن النقابة ستواصل عملية جمع التبرّعات بالتعاون مع شركات ومستودعات الأدوية لمصلحة المتضرّرين من الزلزال وتقديم المزيد من الدعم لهم.
إلى ذلك أطلقت جمعية رجال الأعمال الأردنيين حملة تبرّعات بالتعاون مع الهيئة الخيرية الأردنية لدعم جهود الإغاثة والإنقاذ نتيجة الزلزال المدمّر وفق ما ذكرت وكالة بترا.
وحثت الجمعية أعضاء الهيئة العامة لديها للمساهمة في التبرعات النقدية أو العينية لمساندة المتضرّرين من الزلزال، وتقديم الدعم الممكن للمساهمة في تجاوز هذه الأزمة.
من جهتها، تسلّمت منظمة الهلال الأحمر العربي السوري مساعداتٍ إنسانية لدعم متضرّري الزلزال مقدّمة من أبناء الجالية الصينية في سورية، وذلك في مبنى مشروع مسار بدمشق.
رئيس المنظمة أوضح أن المساعدات تضمّنت حليب أطفال وألبسة شتوية، إضافة إلى مستلزمات طبية، لافتاً إلى أن الصين كانت ولا تزال تقف إلى جانب سورية، ويوجد عدد كبير من المتطوعين الصينيين في سورية حتى الآن.
بدوره أشار السفير الصيني شي هونغوي إلى أن المساعدات مقدّمة من الجالية الصينية الموجودة في سورية تعبيراً عن تضامنهم ووقوفهم مع الشعب السوري وهي مجرد بداية، حيث يوجد المزيد من المساعدات ستصل في وقت قريب.
وفي مصر، قدّمت وفود دبلوماسية التعازي بضحايا كارثة الزلزال في سورية، في مقر البعثة الدبلوماسية السورية في العاصمة المصرية القاهرة اليوم.
وأكد السفير الدكتور بسام درويش رئيس البعثة الدبلوماسية السورية لدى مصر خلال لقائه وفود المعزين أن سورية تقدر مواقف الأصدقاء الذين تثبت المحن صدق مواقفهم.
وأشار درويش إلى أن تلك الكارثة الإنسانية تتطلب تضافر جميع الجهود لمواجهتها، مشدداً على أن سورية تعمل بكامل طاقتها لتجاوز آثار الزلزال.
وعبر السفير الروسي في القاهرة جيورجي بوريسينكو عن خالص التعازي لأقارب الضحايا الذي قضوا جراء الزلزال في سورية، مؤكداً استعداد بلاده الدائم لتقديم المساعدة لسورية.
كذلك تقدم القائم بالأعمال الإيراني في مصر محمد حسين سلطاني باسم حكومة وشعب الجمهورية الإسلامية الإيرانية بخالص التعازي وصادق المواساة إلى سورية حكومة وشعباً، كما قدمت واجب العزاء وفود دبلوماسية من لبنان وصربيا وقبرص وأرمينيا والصين وفنزويلا.