الرياضيون يقفون يداً واحدة في مواجهة آثار الزلزال بعزيمة صادقة وقلب واحد
ناصر النجار
أعرب الرياضيون عن أصالتهم ومحبتهم الكبيرة للوطن من خلال تعاطفهم ومؤازرتهم لكلّ المصابين جراء الزلزال الذي وقع قبل أسبوع، فبعد ساعات من وقوع الزلزال المدمّر أعلنت المنظمة الرياضية عن توقيف النشاطات لتدخل في الجانب الإنساني من خلال الدعم والمساندة، لأن الرياضة جزء مهمّ من هذا الوطن الكبير المعطاء.
في دمشق استنفر فرع الاتحاد الرياضي العام وأصدر العديد من القرارات التي وجّهت الرياضة باتجاه محافظات الساحل والمحافظات الشمالية من أجل تقديم الدعم والمساعدة، وقد جمع الفرع عبر حساب بنكي أكثر من ثمانين مليون ليرة، إضافة إلى المؤنات الغذائية والطبية والملابس والأغطية وغيرها من المستلزمات، كما فتح الصالات والأندية كلها وتمّ تجهيزها لاستقبال العائلات المنكوبة كمراكز إيواء.
وقام نادي الوحدة بتشكيل فريق للإغاثة بالتعاون مع مشروع قلب واحد ومشروع أحمد الإنساني، ومشروع “عشو عم تدور” وفريق صمود الوطن التطوعي، وقد بادرت هذه الفرق مجتمعة بجمع التبرعات العينية من مواد أغذية وأدوية وملابس وغيرها، وتمّ تجهيز القوافل من أجل هذه المهمّة الإنسانية ووصلت قافلة إلى اللاذقية وأخرى إلى حلب، وما زالت هذه الفرق تعمل بشكل يومي من أجل رفع المعاناة عن المنكوبين وتسيير القوافل التي تحمل المساعدات من رياضيي دمشق ومن جمهور الرياضة الذي وقف وقفة بطولة وشجاعة في هذه الأزمة الطارئة.
اللافت للنظر أن كلّ المواقع الإلكترونية الرسمية للأندية والعديد من الجماهير الرياضية خصّصت منشوراتها لهذه النكبة التي وصفتها بالفاجعة وألمّت بكل الرياضيين السوريين على حدّ سواء، ووصف البعض هذه الأزمة بأنها دلّت على أصالة شعبنا وعلى متانة النسيج الذي يربط أبناء الوطن. وما قيل: إننا في هذه المناسبة نسينا الدوري والمنافسات ولم تعد تهمنا النتائج وما سيؤول إليه الترتيب، أصبحنا أبناء نادٍ واحد عندما يحلّ الكرامة ضيفاً على أهلي حلب فأهلاً وسهلاً به في أرضه وبين جمهوره وعندما يلعب الوحدة في اللاذقية فلا فرق بين تشريني وحطيني ووحداوي وجبلاوي، الزلزال وما خلف من آهات وصرخات سيوحّدنا وسيجمع قوانا لتكون كلها تحت راية الوطن وفي سبيل رفعته وعزة أبنائه.