أخبارصحيفة البعث

تدريب “داعش” و”البيولوجي الأمريكي” تهديد للبشرية

تقرير إخباري:

لم تكن الإدارة الأمريكية تعتقد في أحسن الأحوال أن تقوم روسيا الاتحادية بتتبّع جرائمها الدولية على هذا النحو من التصميم، وتقديم الأدلّة المادية على ضلوع واشنطن بنشر الأمراض والأوبئة حول العالم، فضلاً عن الجهد المنظّم الذي يبذله البنتاجون في تدريب عناصر تنظيم “داعش” الإرهابي، حيث بات لدى روسيا العديد من الأدلّة التي تثبت قيام القوات الأمريكية بتدريب مقاتلي التنظيم الإرهابي على ذلك، وهذا يؤكد من جهة ثانية أن جميع الاتهامات السابقة للولايات المتحدة برعاية المنظمات الإرهابية في العالم وتدريبها وتسليحها واستخدامها في إثارة الحروب والنزاعات، كانت صحيحة.

ومن هنا، فإن تأكيد نائبة رئيس مجلس “الدوما” الروسي، إيرينا ياروفايا، أن تدريب القوات الأمريكية مقاتلي تنظيم “داعش” إرهاب دولي، ودعوتها الأمم المتحدة لملاحقة واشنطن جنائياً، لن يأتيا من فراغ، وإنما بناء على معطيات وأدلّة موضوعية تؤكّد ضلوع واشنطن في هذا العمل الإرهابي الدولي الذي يتطلّب تقييماً قانونياً دولياً ومسؤولية جنائية.

ولكن اقتران حديثها السابق بالحديث عن ضرورة إجراء تحقيق دولي في المشاريع البيولوجية العسكرية الأمريكية في العالم، ربّما يشير إلى نوع من العلاقة بين المشهدين، حيث من الممكن أن يكون هؤلاء الإرهابيون من “الأساليب المتطوّرة لارتكاب جرائم ضد الحياة والأمن، وفقاً للمشروع البيولوجي السري للبنتاغون في أوكرانيا” الأمر الذي يشكّل تهديداً حقيقياً للبشرية.

وبالتالي، أكدت ياروفايا أن المعلومات المتعلقة بتدريب الإرهابيين من القوات الأمنية الأمريكية الخاصة يجب أن تكون مصدر قلق للمجتمع الدولي، وهذا “يجب أن يكون القضية الرئيسية للأمم المتحدة”، لأن ذلك ربّما يقود إلى كثير من الحقائق المذهلة حول الطريقة المثلى التي تستخدمها واشنطن في نشر الأمراض والبكتيريا السامة حول العالم، وخاصة أن الأماكن التي ينتشر فيها هؤلاء الإرهابيون حول العالم تتقاطع مع خريطة انتشار الأوبئة، إذ لا يخفى على أحد أن البنتاجون استخدم هؤلاء المقاتلين فئران تجارب في مختبراته في أوكرانيا، وهذا بشكل منطقي يقود إلى أن مثل هذه المختبرات كانت منتشرة في أماكن وجود القوات الأمريكية في أفغانستان ودول أخرى بالقرب من حدود روسيا والصين في آسيا.

فالأمر إذن لا يقتصر على مجرّد اتهامات مرسلة تسوقها روسيا باتجاه الولايات المتحدة الأمريكية، بل هو عبارة عن أدلّة مادية حصل عليها الجيش الروسي من خلال مقاطعة المعلومات التي وقع عليها في أماكن انتشار المختبرات البيولوجية الأمريكية، مع ما يملكه من معلومات حول قيام القوات الأمريكية بتدريب عناصر تنظيم “داعش” الذي أعلنت واشنطن سابقاً أنها تقف خلف صناعته، سواء أكان ذلك في أفغانستان أم في غيرها من البلدان التي تشرف فيها القوات الأمريكية على التنظيم مباشرة، وليست أوكرانيا استثناء من هذه المناطق، حيث تأكّد مؤخراً أن المرتزقة والإرهابيين كانوا يعملون في أوكرانيا على الأرض قبل بدء العملية العسكرية الروسية الخاصة هناك بوقت طويل.

طلال ياسر الزعبي