الحزب كان حاضرا على الدوام
معن الغادري
ما زالت فاجعة الزلزال الذي ضرب حلب واللاذقية وحماة، بتداعياته وآثاره المدمّرة حديث الناس، وعلى الرغم من قسوة المشهد بالنظر إلى حجم ما أحدثه هذا الزلزال الأعنف في تاريخ المنطقة من أضرار بليغة وجسيمة في الأرواح والأملاك، هناك من يسأل عن الدور المنوط بالجهات العامة والخاصة والجهاز الحزبي على وجه التحديد في استيعاب واحتواء ما حدث من ألم وحزن لفّ كل الشارع السوري.
وفي الواقع حالة الاستنفار الرسمي والحزبي والشعبي، جسّدت الحالة الوجدانية والإنسانية، والتي هي في الأساس متأصلة في الشعب السوري، وهو ما أظهرته الوقائع على الأرض من عمل ليس له مثيل في مثل هذه الأوقات العصيبة، تركت الأثر الطيب في نفوس الأهالي المنكوبين، والذين لاقوا كلّ رعاية واهتمام، وعلى أعلى المستويات في الدولة.
وبعيداً عن المساعدات التي قدّمتها الدول العربية الشقيقة والصديقة، وهي موضع ترحيب وتقدير من الشعب والحكومة السورية، تبقى فزعة الشعب السوري بأكمله وبكل أطيافه وشرائحه لأهلهم المنكوبين في حلب واللاذقية وحماة، هي الأساس والقاعدة والجوهر في هذه المحنة الصعبة. وهو ليس بغريب على الشعب السوري والذي لطالما عشق الحياة وصمد وتحدّى أقسى الظروف والحروب وتجاوز كل المحن بإرادة وعزيمة صلبة، وبإيمان كبير بأرضه ووطنه.
وهنا لا بدّ من الإشارة وبفخر كبير إلى الدور المهمّ للجهاز الحزبي في تعاطيه مع تداعيات وآثار فاجعة الزلزال، إذ أثبت من خلال استنفار قواعده وقياداته ومشاركتهم الفاعلة والمؤثرة في أعمال الإنقاذ وحشد كلّ طاقاته لإغاثة المنكوبين جراء الزلزال، أنه حزب كلّ الجماهير، الذي كان حاضرا على الدوام، ولم ينفصل يوماً عن عقيدته وقيمه ومبادئه وسلوكياته والتي تصبّ على الدوام في خدمة الوطن والشعب.
ما نودّ التأكيد عليه أمام هول وفاجعة الزلزال، أن معادن الرجال الأصيلة تظهر عند المحن، ولعلّ أكثر ما جسّد هذه المقولة هو المجتمع السوري بكل أطيافه، خلال ما مضى من أيام وساعات عقب الزلزال، في صور هي الأجمل والأنقى -تآلفاً وإخاءً ومحبة ونخوة- وعشقا للوطن بلا حدود.