لا وجود لاحتمالية زلزال أكبر على صدع البحر الميت كما يشاع
دمشق- حياة عيسى
كثُر الحديث مؤخراً على مواقع التواصل الاجتماعي عن حدوث زلزال أكبر على صدع البحر الميت من شأنه تدمير أكبر عدد من المدن في المنطقة والدول المجاورة، وبدأت الإشاعات تنتشر بشكل مرعب في الشارع من خلال أخبار على ألسنة أشخاص يدّعون التنبؤ الجيولوجي، وهنا وجب التوضيح من قبل أصحاب الشأن والمختصين بهذا المجال لكشف الحقائق العلمية بناءً على إحصائيات ودراسات من قبل المركز الوطني للزلازل.
رئيس قسم الجيولوجيا في جامعة دمشق سابقاً الدكتور نضال جوني أكد في حديث خاص لـ”البعث” أنه لا خطر من الهزات الارتدادية الخفيفة المحسوسة لأنها تفريغ للطاقة المتبقية من الزلزال الأول والطاقة الكبيرة التي تولدت منه، ومن الطبيعي أن تتفرغ الطاقة وتتنفس وبالتالي تتخامد، وتتوزع على كافة الصدوع وتتحرك بشكل بسيط محدثة بعض الهزات التي لا تكوّن خطورة مباشرة، ولكن قد تصيب الناس بالهلع وهو شيء طبيعي، لذلك يجب القول إن الأمر الصعب قد مرّ وانتهى ويجب التوجّه إلى طور المساعدة والإغاثة والابتعاد عن الهلع والخوف.
كما أشار جوني إلى أن الشائعات حول حدوث زلزال كبير على صدع البحر الميت أو ما يُدعى الفالق الإفريقي السوري العظيم الممتد من بداية البحر الأحمر مروراً بالبحر الميت وباتجاه شرق المتوسط إلى شمال سورية وصولاً إلى تركيا، غير حقيقية بل من الممكن اعتبارها للتهويل والهلع، فالصدع مرتبط مع صدع شرقي الأناضول، وبما أنه حدث على الأخير زلزال كبير بقوة 7،8 ولحق به زلزال آخر قوي وتلاحقت به مجموعة من الهزات المتلاحقة ارتدادياً وصل تعدادها إلى أكثر من 2 ألف هزة، وبالتالي هذا دليل على أن الطاقة الكامنة بدأت بالتخامد للوصول إلى الوضع الطبيعي قبيل حدوث الزلزال.
والأمر الذي يجب تسليط الضوء عليه -حسب جوني- ما سجله إحصائياً المركز الوطني للزلازل مؤخراً، والمتمثل بأن الهزات الارتدادية التي هي أعلى من 4 درجات أنها متخامدة متناقصة مع الوقت، وهو مؤشر جيد، وبالطبع ممكن أن تحدث بعض الصدوع المترافقة والمترابطة مع الصدع الأساسي الذي حدثت عليه الهزة، مع إمكانية أن يكون هناك هزات ارتدادية قد تصل إلى /5/ هزات وتكون محسوسة ومتواترة، وقد نشهدها في الأيام القادمة لكنها ستكون متناقصة بشكل كبير جداً، فالزلازل المحسوسة متناقصة وسوف تتلاشى وستبقى الزلازل غير المحسوسة التي تسجلها الأجهزة، وهي مستمرة بشكل دائم، وستستمر الأرض والقشرة بحركتها المعتادة الطبيعية، وأن ما تسجله الأجهزة على مساحة العالم كل دقيقة هناك هزة أو هزتان يتم تسجيلها على كافة الأحزمة والصدوع المنتشرة في كافة أنحاء العالم، وهي صدوع ما بين الصفائح وبالتالي تنتشر الأمواج المحدثة للأضرار.