الرئيس الأسد خلال استقباله الصفدي: سورية تقدّر الموقف الرسمي والشعبي للأردن
دمشق – سانا:
استقبل السيد الرئيس بشار الأسد اليوم أيمن الصفدي نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية وشؤون المغتربين الأردني.
ونقل الصفدي للرئيس الأسد تحيّات وتعازي جلالة الملك عبد الله الثاني، وأكد أن المملكة الأردنية الهاشمية قيادة وشعباً تتضامن مع الشعب السوري لما ألمّ به نتيجة الزلزال، وستستمر بتوصيات من جلالة الملك بتقديم كل ما يمكن لمساعدة سورية والشعب السوري لتجاوز هذه المحنة، ودعم جهود الحكومة السورية في إغاثة المتضرّرين منها.
واعتبر الصفدي أن على دول العالم أن تتعامل مع هذه المحنة وفقاً للمبادئ الإنسانية، بحيث يتم إيصال المساعدات والمواد الإغاثية المطلوبة لجميع المناطق المنكوبة دون تمييز ودون تسييس للوضع الإنساني الذي يعيشه السوريون.
من جانبه أعرب الرئيس الأسد عن تقدير سورية للموقف الرسمي والشعبي للأردن الشقيق، وأشار إلى أن الشعب السوري يرحّب ويتفاعل مع أي موقف إيجابي تجاهه، وخاصة من الأشقاء العرب.
وأكّد الرئيس الأسد أهمية التعاون الثنائي بين سورية والأردن لأن الامتداد الجغرافي والشعبي بين البلدين يجعل الشعبين يعيشان تحدّياتٍ وظروفاً متشابهة على العديد من الأصعدة، وفي الوقت ذاته يوفر الفرص للعمل المشترك في مجالات عديدة تعود بالنفع على الشعبين الشقيقين.
وفي وقتٍ لاحق، أعرب وزير الخارجية والمغتربين الدكتور فيصل المقداد عن شكر سورية للأردن على المساعدات التي قدمها لها لمواجهة تداعيات كارثة الزلزال، مؤكداً أنه من الطبيعي أن يقف الأردن ملكاً وحكومة وشعباً مع أشقائهم في سورية.
وقال المقداد في تصريح صحفي اليوم لدى وداعه نائب رئيس الوزراء الأردني في مطار دمشق الدولي: نحن نتعاون منذ وقت طويل ونقدر عالياً زيارة الوزير الصفدي، لأنها تأتي في الوقت المناسب، حيث عانت سورية خلال الأيام الماضية من كارثة الزلزال، وكان شيئاً طبيعياً أن يقف الأردن ملكاً وحكومة وشعباً مع أشقائهم في سورية.
وأضاف المقداد: كانت الكلمات التي وجهها جلالة الملك عبد الله الثاني إلى السيد الرئيس بشار الأسد معزياً بضحايا الكارثة هي بلسم لجراح السوريين، وهذه الزيارة جاءت لتترجم عواطف القيادة الأردنية والشعب الأردني تجاه سورية، ونؤكد أن آلامنا واحدة ومشاعرنا واحدة وأفراحنا واحدة.
وتابع المقداد: هناك أثر خاص في نفوس كل السوريين قيادة وشعبا ونشعر بالامتنان على المساعدات السخية التي أرسلتها الدولة الأردنية والمواطنون الأردنيون إلى سورية، ونقول إننا نتمنى للشعب الأردني كل السعادة والرفاه والراحة وألا يمروا بمثل هذه الكوارث التي مررنا بها خلال الفترة الماضية.
من جهته قال الصفدي: التقيت السيد الرئيس بشار الأسد، ونقلت إليه تعازي جلالة الملك عبد الله بضحايا الزلزال وحرصه وتأكيده على أن الأردن سيقدم كل ما يستطيع لمساعدة الشعب السوري الشقيق للتعامل مع تبعات هذا الزلزال الذي ذهب ضحيته الكثيرون، فنحن دولتان شقيقتان يجمعنا الكثير ونتأثر بما يجري لبعضنا البعض ولا يمكن إلا أن نقف مع بعضنا البعض.
وأضاف: نحن اليوم في دمشق تعبيراً عن تضامن المملكة الأردنية الهاشمية مع أشقائنا في الجمهورية العربية السورية في مواجهة تبعات هذا الزلزال، وبحث ما يمكن أن نقدمه لمساعدة الشعب السوري الشقيق، فتوجيهات جلالة الملك كانت منذ البدء أن نقدم كل ما نستطيع إلى أشقائنا حتى نستطيع أن نتعامل مع تبعات وتداعيات هذه الأزمة لتجاوزها.
وأوضح وزير الخارجية الأردني أن بلاده أرسلت العديد من الطائرات والشاحنات لمساعدة سورية بالتنسيق مع الحكومة السورية ومع الأمم المتحدة لإيصال المساعدات إلى جميع أبناء الشعب السوري الذين تضرروا من الزلزال، مشيراً إلى أن رسالة الأردن واضحة بأنه يقف إلى جانب الشعب السوري الشقيق في تقديم كل ما يستطيع لتجاوز هذه الأزمة، وأن الأيام القادمة ستشهد إرسال المزيد من المساعدات، حيث ستصل اليوم طائرة مساعدات جديدة وكذلك العديد من الشاحنات عبر الحدود.
وأشار الصفدي إلى أن “الزيارة كانت أيضاً محطة لبحث علاقاتنا الثنائية والجهود المبذولة للتوصل إلى حل سياسي للأزمة في سورية يحفظ وحدتها وسيادتها، ويعيد لها أمنها واستقرارها ودورها، ويهيئ الظروف التي تسمح بعودة اللاجئين ويخلّص سورية من الإرهاب الذي يشكل خطراً علينا جميعاً”.