مطار حلب يستمر باستقبال طائرات المساعدات.. وكوادر الحزب باستنفار دائم
حلب – معن الغادري
تتواصل في حلب أعمال الإغاثة وتقديم الاحتياجات الأساسية اليومية للأهالي المنكوبين والمتضررين جراء الزلزال المدمر الذي ضرب حلب والمنطقة فجر يوم الإثنين في السادس من الشهر الجاري، وراح ضحيته المئات بين شهيد ومصاب، عدا الأضرار في المباني والأملاك.
وتجاوز عدد الأبنية المنهارة جراء الزلزال /60/ بناءً طابقياً في عدد من الأحياء الشرقية من المدينة، كما تعرضت عشرات الأبنية إلى تشققات وتصدعات في أساساتها وأعمدتها، ما دفع باللجان الفنية المعنية والمختصة بالسلامة العامة، بإخلائها من السكان، وهدم بعضها نظراً لارتفاع نسب انهيارها في أي لحظة، وبموازاة ذلك تتابع اللجان الهندسية المشكلة عملها في الكشف على الأبنية على امتداد مساحة حلب، كما خصصت العديد من الأرقام الهاتفية لتلقي أي شكوى في هذا الخصوص والاستجابة السريعة لأي حالة طارئة من قبل الأهالي.
بموازاة ذلك يستقبل مطار حلب يومياً عشرات الأطنان من المساعدات الغذائية والإغاثية، والمقدمة من الدول العربية الشقيقة والصديقة، إذ وصلت يوم أمس طائرة قادمة من السعودية تحمل حوالي 35 طناً من المساعدات الغذائية والإغاثية، وسبق ذلك وصول عشرات الطائرات من دول عدة تحمل الأطنان من المساعدات، ومن المتوقع أن تصل تباعاً العديد من الطائرات ومن دول مختلفة تحمل المزيد من المساعدات للأهالي المنكوبين.
وفي الإطار ذاته تستقبل حلب يومياً عشرات القوافل المحملة بالمساعدات من المحافظات السورية ومن ريف المحافظة لإغاثة المنكوبين، يتم على الفور توزيعها على مراكز الإيواء والأكثر احتياجاً.
ويتفاعل الجهاز الحزبي بصورة لافتة ومتواترة مع متطلبات واحتياجات الأهالي المتضررين، إذ تقوم الفرق الحزبية المشكلة من الرفاق في الشعب الحزبية والنقابات والمنظمات بالإشراف على مراكز الإيواء التي تم افتتاحها منذ الساعات الأولى للزلزال، في كافة مقار الحزب، وذلك بالتعاون والتنسيق مع لجان الإغاثة والهيئات والجمعيات الرسمية والأهلية، لتقديم كل ما يلزم من احتياجات يومية من غذاء ودواء ولباس وأغطية وفرش وعلى مدار الساعة.
ويشير الرفيق عماد الدين غضبان عضو قيادة فرع حلب للحزب أن الجهاز الحزبي تفاعل مع فاجعة الزلزال بأعلى درجات المسؤولية الوطنية والأخلاقية والإنسانية، وحشد كل الطاقات والإمكانات على مستوى المشاركة في عمليات الإنقاذ في المرحلة الأولى وعلى مستوى الاغاثة ومساعدة المنكوبين في المرحلة الثانية، مبيناً أن قيادة الحزب فتحت كافة مقارها في حلب لإيواء المتضررين، وأمنت لهم كافة مستلزمات الحياة اليومية، وعملنا لن يتوقف وسيستمر لحين الوصول إلى مرحلة التعافي من آثار هذه الفاجعة المؤلمة، ونوه الرفيق غضبان بجهود كل الشركاء في الوطن من المحافظات السورية الذين هبوا لنجدة أهلهم في حلب واللاذقية وحماة، يضاف إلى ذلك الدعم والمشاركة من قبل الدول العربية والصديقة في أعمال الإنقاذ وتقديم الدعم الإغاثي للمتضررين من الزلزال.
الرفيق أمين النقر أمين شعبة الباب للحزب، أوضح أن الجهاز الحزبي في ريف المحافظة عموماً وفي منطقة الباب خاصة استنفر بكل طاقاته وامكاناته، ووضع نفسه في خدمة الأهالي المتضررين جراء الزلزال، وعمل على حشد كل الدعم والامكانات لاستجابة لمتطلبات أهلنا في حلب من دعم مادي وإغاثي.
من جهته بين رئيس مجلس المحافظة محمد حجازي أن عدد مراكز الإيواء المؤقتة المعتمدة وغير المعتمدة بلغ /265/ مركزاً ويتم متابعتها على مدار الساعة وإيصال المساعدات وتأمين كافة احتياجاتها من المستلزمات الأساسية وخاصة مادة الخبز التي توزع بشكل يومي، فضلا عن توفير الخدمات الطبية.
وأشار حجازي إلى أنه يتم التنسيق حالياً على الجانب التنظيمي لهذه المراكز، والسعي إلى دمج المراكز التي تضم أعداداً قليلة من المتضررين، ووضع قوائم بأسماء الناس الأكثر تضرراً، لنقلهم الى أماكن إقامة شبه دائمة حيث تم البدء بنقل عدد من العائلات التي تهدمت منازلهم بشكل كامل إلى منطقة الشيخ سعيد والتي تضم سكن جاهز.
وبما يخص عمل لجنة السلامة العامة أوضح حجازي أنه تم تشكيل 85 لجنة للكشف على كافة الأحياء والأبنية بحلب وبناء على التقارير الصادر عن هذه اللجان لغاية اليوم وكحصيلة أولية أوصت بهدم 52 بناء من مناطق متفرقة من مدينة حلب فيما وصل عدد الأبنية المتصدعة حسب التقارير الفنية المقدمة من اللجان إلى 2500 بناء توزعت ما بين الحاجة للهدم أو التدعيم.
وكشف حجازي أنه في القريب العاجل سيكون هناك قائمة حقيقية بعدد الأبنية المتضررة بشكل كامل، وعدد الأماكن الصالحة لتكون أماكن إقامة شبه دائمة للعائلات المتضررة فعلياً وفقا لدراسة من قبل لجان السلامة العامة. ولاحقاً سيتم تحديد هذه الأماكن ومدى صلاحياتها للسكن، لنقل المتضررين إليها بعد تجهيزها بكافة المستلزمات. ونوه حجازي بدور المجتمع الأهلي والذي كان داعماً حقيقياً لأعمال الاغاثة ودعم مراكز الايواء.
في السياق بين سامر نواي أمين سر غرفة تجارة حلب، والمشرف على عمل لجان الغرفة الإغاثية، أنه ومنذ الساعات الأولى للزلزال تم تجهيز سوق طريق الحري في حي المهندسين بحلب الجديدة لإيواء ما يزيد عن 100 عائلة متضررة، إضافة موقع سوق دكاكين حلب، ويتم متابعة احتياجات الأهالي بشكل لحظي وتأمين كافة مستلزماتهم من دواء وغذاء وألبسة وتجهيزاته صحية ودعم مادي. وأنه يتم العمل على حشد المزيد من الدعم من قبل أسرة غرفة التجارة، لرفع مستوى العمل الإغاثي والإنساني والاستجابة السريعة لكل احتياجات المتضررين، سواء في مراكز الإيواء التي أحدثتها الغرفة أو خارج إطار عملها.