ماذا بعد الزلزال.. وماذا أعدّ الرياضيون لتجاوز آثاره؟
ناصر النجار
من المؤكد، كما علمت “البعث” من مصادر خاصة، أنه سيتمّ استئناف الدوري الكروي الممتاز وبقية النشاطات الكروية مطلع الشهر القادم، وقد اجتمع اتحاد كرة القدم ليعدّ العدة لهذا الانطلاق الجديد من حيث المبادئ والآليات التي ستتبع، ويبقى العائق الأهم هو سلامة الملاعب، وهو أمر ضروري وحيوي، ومن الطبيعي البحث في هذه الملاعب والكشف عليها للتأكد من سلامتها، وخاصة ملعب جبلة وملاعب حلب واللاذقية، فسلامة الجماهير مطلب مهمّ.
والحياة بعد كارثة ومصيبة كتلك التي ألمّت بنا يجب أن تعود إلى طبيعتها بعد تدارك كلّ آثارها ولملمة الأحزان والجراح، ومن الممكن عندما تدور عجلة الحياة من جديد أن تنسينا بعض المآسي والآثار الكارثية التي ولدّها هذا الزلزال العنيف.
من جهة أخرى فإن عودة النشاط الرياضي ستكون باباً لاستمرار الدعم المقدّم من الرياضة والرياضيين للمنكوبين، فالمباريات قد يرصد ريعها للمتضررين من الزلزال في كلّ الملاعب، وهذا الريع قد يصل أسبوعياً إلى مئة مليون سورية.
والحال نفسها ستكون في بقية الألعاب وخاصة كرة السلة، ومن المؤكد أن الفعاليات الرياضية مهمّة في مثل هذه الظروف، فبعد العمليات الإسعافية والبحث عن المفقودين فإن الدور الآن على بناء الإنسان وبناء الحجر وهما عاملان مهمّان، والرياضة يمكن أن تساهم ببناء الإنسان من خلال النشاط الرياضي ومن خلال الكرنفالات والفعاليات التي من المفترض أن تُقام من أجل إحياء الإنسان ورفع الأذى المعنوي عنه.
الوطن اليوم بحاجة إلى جهود كلّ أبنائه في تقديم كلّ ما يلزم بعد أن استقرت الأوضاع وانتهت الهزات، فكلّ له عمل عليه أن يقوم به، سواء بإزالة الأنقاض أو بمساعدة المحتاجين أو تخفيف آلام الناس وعذاباتهم، وهذا الأمر منوط بالرياضة بكلّ كوادرها وفرقها ولاعبيها وإمكانياتها، ورغم أن الرياضيين لم يقصّروا أبداً في هذه الأزمة الطارئة لكن لم تنتهِ المهمّة بعد، فالمهمة مستمرة وقد تكون طويلة الأمد ومن المفترض أن يعلن الاتحاد الرياضي العام عن خطته المستقبلية لتجاوز آثار الزلزال.