المباشرة بتجهيز مساكن للمنكوبين في “الشيخ سعيد”.. جهود متسارعة لتنظيم العمل الإغاثي في حلب
حلب – معن الغادري
تتسارع الجهود في حلب وعلى مختلف المستويات لتوحيد آليات العمل العمل الإغاثي وتنظيمه وفق مسارات أكثر وضوحاً وشفافية.
ويشير رئيس مجلس المحافظة محمد حجازي إلى أن العمل جارٍ لتأمين الدائل المناسبة للأهالي الذين تضررت منازلهم جراء الزلزال المدمر الذي ضرب حلب وأدى إلى تدمير ما يزيد عن 52 مبنى، يضاف إلى ذلك الأبنية التي تقرر هدمها بناء على تقارير اللجان الهندسية والفنية المشكلة لهذا الغرض، مبيناً أن ورشات العمل الفنية من مختلف المؤسسات الخدمية باشرت فعلياً بتجهيز المساكن في منطقة الشيخ سعيد جنوب حلب للبدء بنقل الأهالي المتضررين إليها، مضيفاً بأنه يتم حالياً دراسة عدة خيارات لرفع مستوى الاستجابة لمخلفات وآثار الزلزال المدمر منها، لإعادة بناء الأبنية المنهارة والآيلة السقوط.
ولفت حجازي إلى أن ألية العمل الاغاثي تسير بشكل منتظم، ويتم العمل على تأمين كافة احتياجات المتضررين وذلك بالتعاون مع الهيئات الرسمية والجمعيات الأهلية والهلال الأحمر، موضحاً بأن المساعدات من الدول العربية والصديقة ما زالت تتدفق عبر مطار حلب، ويتم استلامها من قبل الهلال الأحمر السوري ويتم توزيعها وفق ما تحتاجه مراكز الإيواء بإشراف لجنة الإغاثة.
وأشاد حجازي بجهود المجتمع الأهلي، وبمشاركة غرفتي التجارة والصناعة في تقديم كل الدعم للعمل الإغاثي، كما نوه بعمل مختلف الجمعيات الخيرية، والتي كان لها دور مهم في التخفيف من معاناة الأهالي المتضررين من خلال تقديم الوجبات الغذائية اليومية واللباس والدعم المادي والنفسي للمتضررين.
في سياق الجهود المبذولة لإزالة آثار الزلزال المدمر وتسريع عودة الحياة إلى المدينة، أوضح مدير عام مؤسسة المياه المهندس أحمد نور الناصر أنه تم الكشف الفني على المنشآت الرئيسية في الخفسة ومحطات الضخ ومحطات سليمان الحلبي وباب النيرب، ولم يكن هناك ضرر كبير في الخزانات وأحواض التعقيم و الترسيب و المضخات.
وبين الناصر أنه وبالتنسيق مع غرفة العمليات في المحافظة وشركة الكهرباء تم إعادة التيار الكهربائي للمحطات التي انقطع التيار عنها عقب حدوث الزلزال، إذ تم قطع المياه عن الأحياء المتضررة فقط و التي حصل فيها انهيارات و تصدعات كبيرة في المباني كإجراء احترازي من أجل تسهيل وتسريع عمليات الإنقاذ، مضيفاً أن ورشات الصيانة، تواصل عملها اليومي للكشف على المباني المتضررة وإصلاح الأعطال التي ظهرت في الشبكات الفرعية، وخاصة في الأحياء الشرقية، مؤكداً أن واقع الشبكة مستقر وعملية الضخ بصورة منتظمة.
من جانبه أوضح مدير تربية حلب المهندس مصطفى عبد الغني أنه تم استئناف العملية التعليمية بطريقة تدريجية في المدارس التي لم تتعرض إلى الأضرار والبالغ عددها 68 مدرسة من أصل 400 مدرسة لطلاب الحلقة الأولى والثانية وطلاب المرحلة الثانوية العامة والمهنية والمعاهد.
وأضاف عبد الغني أن مديرية التربية بحلب تفاعلت مع أحداث الزلزال واستجابة بسرعة إلى متطلبات إيواء المتضررين، إذ تم تخصيص 114 مدرسة كمركز ايواء قدمت من خلاله 4000 من الحرامات و4000 فرشة اسفنجية من مستودعات التربية مع مازوت التدفئة والمنظفات والكلور الخاص للتنظيف، حيث تم تعيين رئيس مركز ايواء وفريق من التوجيه مهمته التنسيق مع غرفة العمليات الخاصة بالمحافظة ليتم توزيع الإغاثات بشكل عادل.
وربط عبد الغني عودة باقي المدارس في المدينة والريف إلى الخدمة بما سيصدر عن لجان السلامة العامة الإنشائية و الفنية، يضاف إلى ذلك إصلاح الأضرار الناجمة عن الزلزال.
بدوره أوضح المحامي نجدت عفش رئيس فرع نقابة المحامين بحلب أن مجلس النقابة اتخذ العديد من الإجراءات لتقديم الدعم للمحامين الذين تضررت منازلهم جراء الزلزال، مبيناً أن النقابة قررت منح كل محامي تضرر منزله مبلغ مالي لاستئجار سكن بديل ولمدة ستة أشهر، وبالإمكان زيادة مضاعفة المدة إلى سنة إذا احتاج الأمر. وبين عفش أن فرع النقابة شكل أربع لجان للكشف على منازل الزملاء الذين تقدموا بطلبات للفرع بأن منازلهم متضررة، وهناك لجنة مركزية بالفرع تقدر قيمة تعويض الآجار للزملاء، مشيراً إلى النقابة ستقدم مبلغ مليوني ليرة لكل محامي تضرر منزله لإجراء عمليات الإصلاح والترميم والتدعيم.