نقيب الأطباء البيطريين: الأدوية ليست سلعاً تموينية ونطالب بإعفاء المواد الأولية من الرسوم والضرائب
دمشق- ميس خليل
أوضح الدكتور إياد سويدان نقيب الأطباء البيطريين أن ضمّ ملف تسعير الأدوية البيطرية إلى وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك بعدما كان تحت إشراف وزارة الزراعة لم يحقّق نتائج إيجابية، نظراً لعدم وجود آلية تسعير ثابتة في وزارة التجارة الداخلية.
وبيّن سويدان لـ”البعث” أن النقابة اقترحت آلية تسعير ولم يتمّ قبولها، فالأدوية البيطرية ليست سلعاً تموينية، إنما هي أحد مستلزمات الإنتاج الحيواني، وهذا الأمر معروف ومعمول به في جميع دول العالم، مبيناً أن عملية ضمّ ملف تسعير الأدوية البيطرية لوزارة التجارة الداخلية جاءت بعد إجراء غير مدروس على هذا القطاع المهمّ والحيوي، وهو دمج مديرية الدواء البيطري مع مديرية الصحة الحيوانية دون أخذ رأي نقابة الأطباء البيطريين بهكذا قرارات، رغم عدة توصيات من رئاسة مجلس الوزراء بإشراك النقابات المهنية بصنع القرارات المرتبطة بعملها، وهذا الدمج لا ينسجم من الناحية التقنية والفنية مع متطلبات تنفيذ المهام التي كانت تقوم بها مديرية الدواء البيطري قبل فكرة الدمج، وهو غير متوافق مع الجهات الفنية العالمية، وخاصة المنظمات الدولية المعتمدة من قبل وزارة الزراعة -والكلام لـ سويدان– لابد من أن نلقي الضوء على الصناعات الدوائية البيطرية التي استطاعت بعد نموها أن تأخذ حيزاً مهمّاً في خارطة الصناعات الوطنية المساهمة في الاقتصاد الوطني، وأصبحت إحدى الصناعات المتميزة في سورية بالمقارنة مع الدول العربية ودول المنطقة، وصارت قطاعاً صناعياً إنتاجياً استثمارياً استطاع فتح أسواق خارجية في /20/ بلداً عربياً وأجنبياً، ووصلت صادراته عام 2020 إلى نحو /5/ ملايين دولار رغم الصعوبات والحصار الاقتصادي، وفي سنوات سابقة تعدّت قيمة صادراته /15/ مليون دولار في السنة، كما أمّنت المعامل المحلية والبالغة /83/ معملاً مرخصة والعامل منها /57/ معملاً غالبية احتياجات السوق المحلية من الأدوية البيطرية، وبقيت متوفرة طيلة الأزمة دون انقطاع، وكان لذلك الأثر الكبير في الحفاظ على صحة الثروة الحيوانية وبالتالي الحفاظ على الصحة العامة.
وذكر سويدان أن القطاع يعاني حالياً من قلّة الطلب بسبب تراجع أعداد الثروة الحيوانية خلال سنوات الحرب، وتراجع التصدير في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة من حصار وارتفاع أسعار المواد الأولية وزيادة تكاليف النقل والشحن والضرائب المختلفة، ولذلك فإن النقابة تطالب بإعفاء المواد الأولية الداخلة في صناعة الأدوية البيطرية من الرسوم والضرائب أسوة بالأدوية البشرية لتبقى متوفرة في الأسواق المحلية، حفاظاً على صحة الثروة الحيوانية والصحة العامة، وحرصاً على عدم دخول الأدوية المهرّبة والمجهولة المصدر.
وبيّن سويدان أن الوضع الصحي لقطيع الثروة الحيوانية في سورية جيد، ولا توجد جوائح مرضية ولا أوبئة بفضل المتابعة الصحية من قبل الأطباء البيطريين والفنيين البيطريين العاملين في وزارة الزراعة التي تنفذ برامج التحصين الوقائي ضد الأمراض السارية والمعدية في مواعيدها، ولكن هناك مشكلات عدة تعاني منها الثروة الحيوانية كارتفاع أسعار الأعلاف وقلّة توفرها في الأسواق المحلية، وما زاد من المشكلة تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية، لأن هاتين الدولتين من أكبر دول العالم تصديراً للمواد العلفية كالذرة والصويا، إضافة إلى ارتفاع تكاليف أجور الشحن والنقل والاستيراد والتأمين، وأكثر القطاعات تضرراً من الأعلاف هو قطاع الدواجن حيث تشكل نحو 80% من تكلفة الإنتاج، إضافة لارتفاع حوامل الطاقة ووسائل التدفئة وانخفاض القوة الشرائية وعدم التوافق والتوازن بين سعر التكلفة والمبيع الذي يؤدي بدوره لخسارة المربي، ويضطر غالباً للخروج من دائرة التربية لينضمّ إلى 60% من المربين الخارجين من دائرة التربية، كما أن من أهم المشكلات عمليات تهريب أعداد من قطعان الثروة الحيوانية إلى دول الجوار، فضلاً عن الذبح العشوائي لإناث الحيوانات هرباً من تكلفة الأعلاف والتي كان المربون يعتمدون على مخلفات الحصاد وعلى المراعي الطبيعية في البادية، ولكن سنوات الجفاف والتغيّر المناخي أثرا سلباً على ذلك. وشدّد سويدان على ضرورة تقديم الدعم والاهتمام بهذا القطاع ليساهم في رفد الاقتصاد الوطني والحفاظ على ثروتنا الحيوانية والصحة العامة وأمننا الغذائي وعدم تشتتيه وتقزيمه.