كوليوند للمهندس عرنوس: إيران مستمرة بتقديم المساعدات للتخفيف عن المتضرّرين والمصابين
دمشق – سانا:
أكّد رئيس مجلس الوزراء المهندس حسين عرنوس خلال لقائه اليوم رئيس منظمة الهلال الأحمر الإيراني بير حسين كوليوند والوفد المرافق، أن سورية بفضل تكاتف وتعاضد أبنائها ودعم الأشقاء والأصدقاء ستتجاوز تداعيات كارثة الزلزال المدمّر، على الرغم من الظروف الصعبة التي تمرّ بها وفي مقدّمتها الإجراءات القسرية الأحادية الجانب المفروضة عليها، التي ترافقت مع حرب إرهابية استهدفت البلاد على مدار اثني عشر عاماً.
وأوضح المهندس عرنوس أن هناك تحدياتٍ عدة أمام الحكومة السورية للتعاطي مع الأضرار الكبيرة التي خلّفها الزلزال في العديد من القطاعات ما يتطلب بذل جهود كبيرة والعمل بالسرعة الكلية لمواجهة تداعيات الكارثة، ومنها إعادة تأهيل المناطق المتضررة وتأمين السكن للذين خسروا منازلهم، حيث تم البدء ببناء غرف مسبقة الصنع لهذا الغرض، مشيراً في هذا السياق إلى أن هناك عشرات المدارس والمساجد والصالات الرياضية تحتضن العديد من المواطنين حالياً.
وأعرب رئيس مجلس الوزراء عن الشكر والتقدير لإيران قيادة وحكومة وشعباً على التضامن مع الشعب السوري وإرسال المساعدات والمواد الإغاثية للمتضرّرين من الزلزال.
من جهته أكد كوليوند وقوف بلاده إلى جانب سورية في هذا المصاب الجلل واستمرارها بتقديم كل أنواع المساعدات الإغاثية والطبية للتخفيف عن المتضررين والمصابين، مشيراً إلى الاستعداد لتقديم الدعم والخبرات في مجال الطب الفيزيائي وصناعة الأطراف الصناعية الذكية، إضافة إلى تدريب الكوادر البشرية للتعاطي مع الكوارث الطبيعية.
حضر اللقاء وزير الصحة الدكتور حسن الغباش، والأمين العام لرئاسة مجلس الوزراء الدكتور قيس محمد خضر، والسفير الإيراني بدمشق مهدي سبحاني.
كذلك، بحث الغباش مع رئيس منظمة الهلال الأحمر الإيراني سبل تعزيز التعاون، لمتابعة الاستجابة في تقديم الدعم الميداني واللوجيستي لمتضرري الزلزال.
وبيّن الدكتور الغباش خلال الاجتماع الذي عقد اليوم في وزارة الصحة أهمية دعم المتضررين الذين يقطنون في مراكز الإيواء، وتقديم كل الخدمات الصحية لهم لضمان عدم انتشار الأوبئة والأمراض، وإمداد الوزارة بالتجهيزات الطبية كأجهزة الأشعة التي تستخدم في عمليات الجراحة العظمية والإيكو ومستلزمات الجراحة العظمية، إضافة إلى الأدوية.
من جهته، أكد كوليوند أن بلاده مستمرة بإرسال المساعدات للمحافظات المتضررة في سورية، وخاصة الإغاثية منها، مشيراً في الوقت نفسه إلى الخبرات والقوى البشرية المدرّبة والمؤهلة التي تمتلكها في التعامل مع الكوارث بمختلف أنواعها، إضافة إلى التطور الكبير في صناعة الأطراف الصناعية، ما يمكّن من إقامة تعاون ونقل الخبرات في هذه المجالات إلى سورية.
حضر الاجتماع معاونا وزير الصحة والسفير الإيراني في سورية مهدي سبحاني ومعاون الشؤون الدولية وحقوق الإنسان في الهلال الأحمر الإيراني بهنام سعيدي، وعدد من المديرين والمعنيين.
وفي وقتٍ لاحق، بحث وزير الإدارة المحلية والبيئة المهندس حسين مخلوف رئيس اللجنة العليا للإغاثة مع رئيس جمعية الهلال الأحمر في الجمهورية الإسلامية الإيرانية والوفد المرافق، استمرار تقديم المساعدات الإيرانية وفقاً لاحتياجات المناطق المنكوبة من الزلزال.
وأعرب الوزير مخلوف خلال لقائه الوفد الإيراني اليوم عن الشكر العميق لإيران التي كانت من أوائل الدول التي بادرت إلى إرسال فرق إنقاذ ومساعدات، مبيّناً أن هذا الموقف من جانب إيران كان له أبلغ الأثر في نفوس السوريين، وهو يعكس التعاون الوثيق والعلاقات الطيبة التي تجمع البلدين.
ولفت وزير الإدارة المحلية إلى العمل على تأمين وحدات سكنية مؤقتة للمتضررين من الزلزال، بالتوازي مع تقييم المباني المتضرّرة من الوحدات الهندسية المختصة وتوفير متطلبات المعيشة، مضيفاً: إننا نحتاج إلى دعم الأشقاء والأصدقاء في هذا المجال، مع العلم أن الإجراءات الاقتصادية القسرية الأحادية الجانب المفروضة على الشعب السوري والحرب الإرهابية أدّت إلى خروج الكثير من المعدات والأجهزة الضرورية المتنوعة من الخدمة.
من جانبه، أكد كوليوند أن سورية أثبتت القدرة على تقديم الخدمات للمتضررين من الزلزال بشكل جيد، لافتاً إلى أن إيران بادرت بعد ساعات من وقوع الزلزال إلى إرسال فريق الإغاثة والإنقاذ من جانب الهلال الأحمر الإيراني، إضافة إلى عدد من طائرات المساعدات الإنسانية الإغاثية والطبية.
وشدّد رئيس جمعية الهلال الأحمر الإيراني على أن بلاده ستواصل تقديم كل أشكال الدعم لسورية، سواء بالنسبة للمساعدات الإنسانية، أم الاستفادة من الخبرات الإيرانية في تدريب الكوادر ورفع مستوى القوى البشرية.