خمسة شهداء بعدوانٍ إسرائيلي على دمشق ومحيطها.. الخارجية: العدوان الصهيوني تهديد صريح للسلم والأمن يستدعي تحرّكاً دولياً عاجلاً
دمشق – سانا:
مرّة أخرى تؤكّد “إسرائيل” أنها الظهير الطبيعي والداعم الأساسي لتنظيم “داعش” الإرهابي في المنطقة، حيث أبت إلا أن يتزامن عدوانها على الأحياء المدنية في دمشق مع الهجوم الذي شنّه التنظيم الإرهابي على مدنيين في البادية السورية أسفر عن ارتقاء 53 شهيداً، فيما يُظهر مدى التعاون والتخادم والتنسيق بين الطرفين في استهداف الدولة السورية، وذلك في الوقت الذي لا تزال فيه الدولة السورية تلملم جراحها بعد الزلزال المدمّر الذي تعرّضت له وأسفر عن عدد كبير من الضحايا والمصابين، فضلاً عن دمار هائل في المباني في أربع محافظات رئيسة.
ويبدو أن “إسرائيل” تشترك مع “داعش” في هذا التوقيت بالذات في أنهما معاً يحاولان بتوجيه أمريكي ربّما عرقلة التعاطف العربي والدولي الكبيرين مع سورية على خلفية الكارثة التي تعرّضت لها، بمعنى أن الولايات المتحدة ترغب في إيقاف هذا الدعم وصرف أنظار العالم بعيداً عن الكارثة.
فقد استُشهد خمسة أشخاص، وأصيب 15 آخرون بجروح نتيجة عدوان إسرائيلي جوي برشقات من الصواريخ استهدفت نقاطاً في دمشق ومحيطها، من ضمنها أحياء سكنية.
وقال مصدر عسكري: “في تمام الساعة 22ر00 من فجر اليوم نفّذ العدو الإسرائيلي عدواناً جوياً برشقات من الصواريخ من اتجاه الجولان السوري المحتل مستهدفاً بعض النقاط في مدينة دمشق ومحيطها، من ضمنها أحياء سكنية مأهولة بالمدنيين، وقد تصدّت وسائط دفاعنا الجوي لصواريخ العدوان وأسقطت معظمها”.
وأضاف المصدر: إن العدوان أدّى كحصيلة أولية إلى ارتقاء خمسة شهداء، بينهم عسكري، وإصابة 15 مدنياً بجروح، بينهم حالاتٌ حرجة وتدمير عدد من منازل المدنيين، وأضرار مادية في عدد من الأحياء في دمشق ومحيطها.
.. والخارجية: العدوان جاء في وقت تلملم فيه سورية جراحها بمواجهة الزلزال بالتوازي مع اعتداءات (داعش)
من جهتها، أكدت وزارة الخارجية والمغتربين أنه في الوقت الذي كانت فيه سورية تلملم جراحها وتدفن شهداءها وتتلقى الدعم الإنساني الدولي في مواجهة الزلزال المدمر الذي تعرضت له، شن كيان الاحتلال الإسرائيلي عدواناً جوياً استهدف أحياء سكنية في مدينة دمشق، مشيرة إلى أن العدوان يشكل تهديداً صريحاً للسلم والأمن في المنطقة ويستدعي تحركاً دولياً عاجلاً لوقف الاعتداءات الإسرائيلية.
وقالت الوزارة في رسالة اليوم إلى كل من الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن: في الوقت الذي كانت فيه سورية تلملم جراحها وتدفن شهداءها وتتلقى التعازي والتعاطف والدعم الإنساني الدولي في مواجهة الزلزال المدمر الذي تعرضت له في السادس من الشهر الجاري، شن كيان الاحتلال الإسرائيلي في تمام الساعة 12:22 من فجر اليوم عدواناً جوياً باستخدام الصواريخ استهدف أحياء سكنية مأهولة بالمدنيين في مدينة دمشق، وأدى في حصيلة أولية إلى ارتقاء 5 شهداء، وإصابة 15 مدنياً بعضها حرجة، وتدمير عدد من المنازل وإلحاق أضرار مادية بعدد من الأحياء السكنية والمراكز التعليمية، منها المعهد التقني للفنون التطبيقية والمعهد المتوسط للآثار في قلعة دمشق.
وأشارت الخارجية إلى أن هذا العدوان الإرهابي يأتي في سياق الاستهداف الإسرائيلي الممنهج لأهداف مدنية سورية من منازل ومراكز خدمية ومطارات وموانئ، وترويع المدنيين السوريين الذين لا يزالون يعانون من الآثار الكارثية التي خلفها الزلزال، ويعملون لدعم المتضررين منه، كما يتزامن مع الاعتداءات الإرهابية التي قام بها تنظيم (داعش) الإرهابي على مدى الأيام الماضية، وأدت إلى استشهاد عشرات المدنيين العزل خلال قيامهم بجني الكمأة في ريف محافظة حمص الشرقي، الأمر الذي يثبت مجدداً التنسيق القوي والعلاقة الوثيقة بين اعتداءات الاحتلال الإسرائيلي وبقايا هذا التنظيم الإرهابي لزعزعة أمن سورية واستقرارها.
وأوضحت الوزارة أن مواصلة الحكومة الإسرائيلية الإرهابية اعتداءاتها الوحشية سعيا لتصدير أزماتها الداخلية والتغطية على انتهاكاتها الجسيمة للقانون الدولي ومبادئ وأحكام ميثاق الأمم المتحدة، وجرائمها بحق أبناء الشعب الفلسطيني والسوري تمثل تهديداً صريحاً للسلم والأمن في المنطقة، وتستدعي تحركاً دولياً عاجلاً لوقف الأعمال العدوانية الإسرائيلية التي تطول الأحياء السكنية والمرافق والبنى المدنية السورية، وتشكل جرائم حرب موصوفة.
وتابعت الخارجية: إن سورية إذ تلفت انتباهكم إلى هذا العدوان الأخير تتوقع من الأمانة العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن إدانة الاعتداءات والجرائم الإسرائيلية واتخاذ الإجراءات اللازمة لردعها ومساءلة ومعاقبة مرتكبيها وضمان عدم تكرارها، وتجدد مطالبتها حلفاء (إسرائيل) وداعميها بالكف عن عرقلة قيام مجلس الأمن بمسؤولياته الأساسية لوقف الجرائم التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي والتنظيمات الإرهابية وضمان المساءلة عنها.
بدوره، أكد الدكتور فيصل المقداد وزير الخارجية والمغتربين خلال لقائه السفراء ورؤساء البعثات الدبلوماسية المعتمدة في سورية على ضرورة الإدانة العاجلة للعدوان الإجرامي الإسرائيلي، لردعه عن عدم المضي بغيه في قتل المدنيين وانتهاك سيادة الدول.
وشدّد المقداد أثناء اللقاء الذي تم في مبنى وزارة الخارجية والمغتربين بدمشق على أن الاعتداء الإسرائيلي أمس بالصواريخ على الأحياء المدنية في دمشق ومحيطها، والذي أدى إلى ارتقاء 5 شهداء وإصابة 15 مدنياً وتدمير عدد من المنازل هو جريمة ضدّ الإنسانية، وخصوصاً أنه حدث في الوقت الذي تسابق به سورية الوقت لمعالجة النتائج الكارثية للزلزال الذي أودى بحياة الكثير من الأبرياء في سورية ودمر بناها التحتية.
وأشار المقداد إلى أنه في حال عدم قيام ما يسمى المجتمع الدولي بوقف أعمال (إسرائيل) الإجرامية، فإن هذا الأمر سيشجعها على اقتراف المزيد من الجرائم وإزهاق المزيد من أرواح الأبرياء، وأن مواصلة حكومة كيان الاحتلال الإرهابية اعتداءاتها الوحشية وجرائمها بحق أبناء الشعب الفلسطيني والسوري تشكل تهديداً صريحاً للسلم والأمن في المنطقة وخارجها.
وتطرّق المقداد إلى الرابط الواضح الذي يجمع تنظيم (داعش) الإرهابي مع الكيان الإسرائيلي، وخصوصاً أن جريمة (داعش) الأخيرة التي أدت إلى استشهاد عشرات المدنيين العزل في ريف حمص الشرقي اقترفها تنظيم داعش في الوقت ذاته تقريباً.
وطالب المقداد الأمين العام للأمم المتحدة ومجلس الأمن بضرورة التدخل الفوري لإدانة (إسرائيل) ومحاسبتها على هذه الجريمة، والضغط من أجل رفع الإجراءات القسرية أحادية الجانب عن سورية، والتي أعاقت وتعيق جهود الإغاثة لضحايا الزلزال، من خلال منعها وصول التجهيزات والأدوات والدواء والأجهزة الطبية الضرورية لإنقاذ حياة الأبرياء.
إلى ذلك، فقد طال العدوان الإسرائيلي على مدينة دمشق ومحيطها قلعتها الأثرية، متسبباً بإصابة أحد الحراس المناوبين، إضافة إلى أضرار مادية جسيمة في المباني والمكاتب الإدارية في القلعة، ودمار كبير في المعهد التقاني للفنون التطبيقية والمعهد التقاني للآثار، كما أدى استهداف آخر إلى أضرار في المركز الثقافي العربي في كفرسوسة.
وزيرة الثفافة الدكتورة لبانة مشوح حضرت إلى المكان وأكدت أن الأماكن المستهدفة هي مؤسسات تعليمية وثقافية.
كذلك طالت الأضرار المكاتب الإدارية لقلعة دمشق وأدت إلى دمار كبير في معهد الفنون التطبيقية والمعهد المتوسط للآثار، وحضرت الفرق الفنية التابعة للمديرية تقوم الآن بمسح أولي لتقييم الأضرار.
وطال العدوان أيضاً مبانٍ تاريخية منها المعهد المتوسط للفنون التطبيقية، وأصاب المعهد المتوسط التقاني للآثار والمتاحف وألحق ضرراً كبيراً بالمبنى، وأدى إلى تلف في عدد من أجهزة الحواسيب ومعدات التصوير والتدريب الحديثة، كما أصابت المركز الثقافي في كفرسوسة حيث اقتصرت الاضرار على الماديات.