استمرار تدفق المساعدات والتضامن مع سورية من الدول العربية والأجنبية
عواصم – سانا:
أعلنت الأمانة العامة لمجلس الوزراء العراقي اليوم عن إرسال مساعداتٍ جديدة من المواد الإغاثية إلى مدينة اللاذقية، لمواجهة تداعيات الزلزال.
وذكرت الأمانة في بيان نقلته وكالة الأنباء العراقية أنه استناداً إلى توجيه رئيس مجلس الوزراء بإنشاء جسر جوي لإغاثة الشعب السوري، لمواجهة آثار الزلزال المدمّر انطلقت وبإشراف مباشر من دائرة المنظمات غير الحكومية في الأمانة العامة للمجلس مساعدات جديدة من المواد الإغاثية المتنوعة بوساطة طائرتين من قيادة القوة الجوية العراقية إلى مدينة اللاذقية السورية.
وحسب البيان تضمّنت الشحنة أطناناً من المواد الإغاثية والطبية والإنسانية، والمستلزمات المنزلية المتنوعة.
من جهةٍ أخرى، وصلت طائرات من الإمارات وباكستان إلى مطاري دمشق واللاذقية الدوليين، محمّلة بمساعدات إغاثية للمتضررين من الزلزال الذي ضرب سورية يوم الـ6 من شباط الجاري.
وأوضح مستشار السفير الباكستاني بدمشق آصف أكرم نون لدى وصول طائرة باكستانية إلى مطار دمشق الدولي، أن الشحنة تحمل نحو 4 أطنان من الأدوية النوعية والمواد الغذائية وصلت إلى سورية عبر رحلة نظامية تابعة للخطوط الجوية الباكستانية، وسبقتها خلال الأيام الماضية 3 شحنات على طائرات خاصة بحمولات كبيرة.
وأكد نون أن الجهات الحكومية والشعبية الباكستانية مستمرة بتقديم المساعدات، حيث سيتم تشغيل الخطوط الجوية الباكستانية بشكل منتظم خلال رحلاتها أيضاً لشحن المواد الإغاثية بشكل مستمر كما هو الحال اليوم، إضافة لشحنات برية، لافتاً إلى أن السفارة الباكستانية في دمشق على تواصل مستمر مع الجهات الحكومية السورية وخاصة وزارة الصحة، للاطلاع على الاحتياجات الطبية، ومبيّناً أن باكستان مستمرة بتقديم ما يلزم من المساعدات للأشقاء السوريين والمنكوبين حتى التأكد من أنه لم تعُد هناك حاجة لذلك.
وإلى مطار اللاذقية الدولي وصلت اليوم طائرة مساعدات إماراتية تحمل مساعداتٍ إغاثية للمتضرّرين من الزلزال، وتحمل الطائرة الإماراتية على متنها 25.2 طناً من المساعدات الغذائية والإغاثية للمتضررين، كما وصلت طائرة إماراتية ثانية اليوم على متنها 52 طناً من المساعدات الإغاثية لمتضرري الزلزال.
وفي طرطوس (وائل علي)، التقى محافظ طرطوس عبد الحليم عوض خليل فريق إنقاذ صيني ضم 19 شخصاً حضروا للمشاركة بأعمال إنقاذ الضحايا الجارية في المحافظات المنكوبة نتيجة الزلزال.
وعبّر أعضاء الفريق الصيني عن محبتهم لسورية ورغبتهم الدائمة بتقديم كل المساعدات الممكنة للشعب السوري، وبيّنوا أنهم جاؤوا إلى محافظة طرطوس من أجل تقديم معدات وأجهزة تساعد بالإنقاذ والكشف عن وجود أحياء تحت الركام وأقراص لتنقية المياه.
وقد شكر المحافظ مبادرة فريق الإنقاذ، منوهاً بعمق العلاقة التي تجمع سورية والصين و المحبة المتبادلة بين البلدين قيادة وشعباً.
ثم قام الفريق الصيني بزيارة مديرية الدفاع المدني في المحافظة لتسليم المعدات والأجهزة المقدمة.
وفي درعا، تسلم فرع الهلال الأحمر العربي السوري في درعا اليوم 42 طناً من المواد الإغاثية من البحرين، لمساعدة المتضررين من الزلزال، وذلك عن طريق معبر نصيب الحدودي.
وذكر مدير المعبر المهندس شادي أبازيد في تصريح له أن المساعدات المقدمة من الشعب البحريني والجالية السورية وجاليات عدة مقيمة في البحرين هي عبارة عن أربع شاحنات تتضمن مواد غذائية وأغطية وألبسة تم تسليمها لفرع الهلال الأحمر السوري في درعا لإيصالها إلى دمشق ومنها إلى المحافظات المتضررة.
وفي حلب، وصلت قافلة مساعدات إنسانية من لبنان نظمها حزب الله، لدعم المتضررين من الزلزال ضمّت 29 شاحنة محمّلة بـ600 طن من المواد الطبية والغذائية.
وأوضح مدير العمليات في وحدة الدفاع المدني اللبناني جهاد فرحات في تصريح للصحفيين، أن القافلة مرسلة من الشعب اللبناني إلى الشعب السوري وتضمّ مختلف احتياجات الأهالي المتضررين من الزلزال لتوزيعها على مراكز الإيواء، مبيّناً أن حزب الله أطلق منذ اليوم الأول للزلزال حملة تبرّعات واستجاب لها شعب المقاومة، وتم إرسال القافلة الأولى إلى محافظة اللاذقية، والقافلة الثانية وصلت اليوم إلى محافظة حلب.
وقدّم فرحات التعازي باسم الشعب اللبناني للشعب السوري والقيادة السورية والسيد الرئيس بشار الأسد بضحايا الزلزال، معلناً باسم قيادة حزب الله الاستعداد لتقديم كل ما يطلب على قدر الإمكانيات في هذا المجال.
وكانت مفوّضية الدفاع المدني في جمعية “الكشاف العربي” في لبنان أعلنت يوم أمس أنها أرسلت، وبالتعاون مع “جمعية التنمية للإنسان والبيئة” دفعة من المساعدات العينية التي تبرّع بها أهالي مدينة صيدا جنوب لبنان للمتضررين من الزلزال في حلب.
ونقلت الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام عن الجمعية قولها في بيان: “نأمل أن تساهم هذه المساعدات في بلسمة جراح أهلنا في سورية ومساعدتهم في مواجهة تداعيات الزلزال المدمّر”.
وتواصل الأحزاب والقوى والهيئات اللبنانية إرسال قوافل المساعدات إلى سورية لإغاثة منكوبي الزلزال، تعبيراً عن التضامن والوقوف إلى جانب الشعب السوري.
وفي أستراليا، احتشد اليوم عدد كبير من أبناء الجالية السورية والعربية وأصدقائهم الأستراليين أمام مقر رئيس وزراء أستراليا، تضامناً مع سورية في معالجة تداعيات الزلزال العنيف الذي ضربها فجر السادس من الشهر الجاري، مطالبين برفع الإجراءات القسرية الغربية الأحادية الجانب الظالمة المفروضة عليها.
ورفع المشاركون في الوقفة التضامنية مع سورية، بينهم مجموعة “ارفعوا أيديكم عن سورية” الأسترالية، لافتاتٍ تعبّر عن مشاعر الألم والغضب من استمرار الحصار الجائر على سورية، مؤكدين الوقوف مع سورية وحق الشعب السوري بالعيش الكريم وممارسة حياته الطبيعية بعد هذه الأزمات والكوارث المتتالية، ومردّدين هتافاتٍ مشتركة تطالب برفع الحظر والحصار الجائر عن سورية.
وسلّم الحشد رسالة احتجاج لرئيس الوزراء الأسترالي أنتوني البانيز على استمرار الحصار الاقتصادي المفروض على سورية، الذي يعيق عمليات الإغاثة للمنكوبين بسبب الزلزال.
من جهتها، أعربت الهيئة الرابعة لمحكمة العدل العليا في البرازيل عن تضامنها مع سورية، لمواجهة كارثة الزلزال الذي وقع فيها.
وأشار رئيس الهيئة الوزير راؤول أواوجو في رسالة أرسلها إلى السفارة السورية في برازيليا إلى تضامن الهيئة مع الشعب السوري، وتعاطفها مع المتضررين من الزلزال، معبّراً عن التعازي لأسر الضحايا بهذه الكارثة.
وفي روسيا، استقبلت سفارة سورية في موسكو والقنصلية الفخرية في بطرسبورغ المزيد من الوفود المعزية بضحايا الزلزال، وتبرّعات قدّمها المغتربون السوريون والمواطنون الروس.
وقال سفير سورية لدى روسيا الدكتور بشار الجعفري: إن المواطنين الروس والمغتربين السوريين، وكذلك الأجانب المقيمون في روسيا يواصلون توافدهم إلى السفارة، حاملين الكثير من المساعدات العينية والتبرعات النقدية لتقديمها لمنكوبي الزلزال في سورية، منوهاً بما قدّمه عدد من رجال الأعمال الروس من تبرّعات نقدية تظهر مشاعرهم الصادقة وتضامنهم مع الشعب السوري.
وشكر السفير الجعفري مبادرة كل من رجلي الأعمال سليمان كريموف الذي تبرّع بمبلغ مئة مليون روبل ومحمد خالدوف الذي تبرّع بمبلغ 100 ألف دولار لمنكوبي الزلزال، لافتاً إلى أن مبادرتهم تشكّل حافزاً إيجابياً لاستمرار التبرّعات لمصلحة المتضررين.
وفي لقاء مع أبناء وبنات النخبة الروسية الدارسين في المدرسة رقم 1529، أوضح السفير الجعفري جوانب الكارثة الإنسانية التي ألمّت بالشعب السوري، والضرر الذي ألحقه الزلزال، مشيراً إلى التعاطف الكبير الذي لاقته سورية من الدول الشقيقة والصديقة، وفي مقدّمتها روسيا الاتحادية والإمارات العربية المتحدة والعديد من الدول الأخرى، في مقابل التمييز غير الإنساني الذي أبدته الولايات المتحدة والبلدان الأوروبية تجاه سورية، حتى في هذه الظروف العصيبة.
إلى ذلك، قام وفد من سفارة فيتنام الاشتراكية والجالية الفيتنامية في روسيا بزيارة مقر السفارة السورية في موسكو، حاملاً معه كمية كبيرة من المساعدات المخصّصة للمتضررين من الزلزال.
وشدّد رئيس الوفد الوزير المستشار في سفارة فيتنام الدكتور لي كوانغ آن على أن الشعبين السوري والفيتنامي صديقان تربط بينهما علاقات تاريخية وثيقة، لافتاً إلى أنه عندما وقع الزلزال في سورية قرّرت الحكومة الفيتنامية الاستجابة فوراً لتداعياته بتقديم المساعدة الممكنة، كما عملت جاليتنا في روسيا على إرسال مساعدات يحتاج إليها الشعب السوري.
وعبّر السفير الجعفري عن شكره لمبادرة السفارة والجالية الفيتنامية، موضحاً أن سورية وفيتنام لعبتا دوراً كبيراً في حركة عدم الانحياز، وتنسق الدولتان أعمالهما ومواقفهما في الساحات الدولية.
من جانب آخر، يستمر توافد المغتربين السوريين والمواطنين الروس والأجانب إلى مقر القنصلية الفخرية السورية في بطرسبورغ، وتقديم المزيد من المساعدات لمتضرري الزلزال.
وعبّر المتبرعون الروس والأجانب عن تضامنهم مع سورية في محنتها الإنسانية، بينما شكرت القنصلية الفخرية كل من ساهم في التخفيف من آلام السوريين بمدّ يد العون إليهم والإعراب عن التعاطف معهم.
وفي مصر، استمرت الوفود الحزبية اليوم بالتوافد إلى مقر البعثة الدبلوماسية السورية في مصر للأسبوع الثاني على التوالي، لتقديم العزاء في شهداء الزلزال المدمّر الذي ضرب سورية في الـ6 من الشهر الجاري.
وأكد رئيس حزب الجيل ناجي الشهابي ووفد من قيادات الحزب خلال زيارتهم السفارة السورية بالقاهرة أن هذه الكارثة الإنسانية في سورية وقعت على الجميع كالصاعقة، وخاصة في ظل تلك الظروف التي تمر بها سورية من حصار اقتصادي جائر تفرضه الولايات المتحدة الأمريكية ومن معها، مطالباً بإنهاء هذا الحصار فوراً وإيقاف الإجراءات القسرية الغربية الأحادية الجانب.
وأكد وفد حزب الجيل أن ما فعلته الصهيونية والولايات المتحدة الأمريكية من حصار ودمار في سورية ومحاولة عزلها سينتهي بالفشل وبانتصار الدولة السورية.
من جانبهم شكر أعضاء البعثة الدبلوماسية السورية وفد حزب الجيل، مؤكدين أن عودة العمل والتضامن العربي هي هدف مؤكد، ولافتين إلى جهود سورية لإنهاء الأزمة الإنسانية رغم الحصار المفروض عليها، وأن الأمل يولد من رحم الأزمة.
وضمّ وفد حزب الجيل ناجي الشهابي رئيس الحزب والمنسق العام للائتلاف الوطني للأحزاب السياسية المصرية، وعبد الصمد سليمان نائب رئيس الحزب، ومشيرة حسين الأمين العام المساعد وأمينة المرأة، وأحمد محسن قاسم أمين التنظيم، وعبد الكريم عبد المنصف ليلة أمين الصندوق، وعلي حمادة أمين العمال، وعلي قاعود عضو اللجنة العليا.
وفي سياق آخر، أصدر حزب الجيل صباح اليوم بياناً ندّد فيه بالعدوان الإسرائيلي الذي استهدف فجراً أحياء سكنية مأهولة من مدينة دمشق ومحيطها وأدّى إلى وقوع شهداء وإصابات.
وطالب الشهابي الرئيس الجزائري بصفته رئيس الدورة الحالية للقمة العربية وأمين جامعة الدول العربية وأمين عام منظمة التعاون الإسلامي، بالدعوة إلى عقد اجتماع رفيع لكل الدول العربية والإسلامية على مستوى الرؤساء والملوك والأمراء تحضره سورية، وذلك لاتخاذ قرارات تجبر العدو الإسرائيلي على وقف اعتداءاته الوحشية على الشعبين السوري والفلسطيني ووقف بناء المستوطنات على الأرض المحتلة وكسر الحصار عن سورية ومساعداتها لتجاوز محنة الزلزال المدمّر.
وفي صربيا، أعربت تمارا فوتشيتش عقيلة رئيس الجمهورية ألكسندر فوتشيتش عن تضامن بلادها مع سورية، إثر كارثة الزلزال المدمّر، وذلك خلال زيارتها يوم أمس مقر السفارة السورية في بلغراد.
ودونت فوتشيتش كلمة في سجل التعازي بضحايا الزلزال عبّرت فيها عن حزنها العميق، وعن تضامنها مع عائلات الضحايا والمصابين.
واصطحبت فوتشيتش خلال الزيارة مساعداتٍ عينية، تضمّ معداتٍ وموادَّ طبية وأدوية لإرسالها إلى المتضررين من الزلزال في سورية، بالتنسيق بين الحكومة الصربية والسفارة السورية في بلغراد.
من جهته، أكد زبيد الله زبيدوف سفير جمهورية طاجيكستان في الكويت وقوف بلاده وتضامن شعبها مع سورية، واستعدادها لتقديم أيّ مساعدة للشعب السوري في محنته إثر الزلزال المدمّر الذي وقع في السادس من شباط الجاري.
وأعرب زبيدوف عن خالص التعازي للشعب السوري وقيادته بضحايا الزلزال المدمّر، متمنياً الشفاء العاجل للمصابين، ومبدياً ثقته بأن الشعب السوري قادر على تجاوز هذه المحنة بالعزيمة والصلابة نفسها التي واجه فيها الحرب الإرهابية على بلاده.
وأشار زبيدوف إلى أن بلاده سترسل مساعداتٍ إنسانية وإغاثية إلى سورية خلال الأيام القادمة، مؤكداً أنه في مثل هذه الكوارث فإن دول العالم وشعوبها يجب أن تقف إلى جانب بعضها البعض.
ونوه زبيدوف بدور سورية المهم على مستوى المنطقة والحفاظ على استقرارها، مشدّداً على دعم بلاده لسيادة سورية واستقلالها ووقوفها إلى جانبها في مكافحة الإرهاب حتى تحقيق النصر الكامل عليه، مشيراً إلى أن هذا النصر ما كان ليتم لولا صمود الشعب والتفافه حول قيادة السيد الرئيس بشار الأسد.
وأوضح السفير زبيدوف أن بلاده حريصة على تطوير العلاقات الثنائية على جميع المستويات وتفعيل الاتفاقيات الموقعة وتنفيذها بما يخدم المصالح المشتركة للشعبين الصديقين، معرباً عن أمله في أن تتمكّن طاجيكستان من المساهمة في مرحلة إعادة إعمار سورية.