الأزمات تعصف بكرة القدم.. وتوقف المسابقات إحدى النتائج
ناصر النجار
عندما تبدأ مرحلة الإياب من الدوري الكروي الممتاز في شهر نيسان بتوقيته الجديد، كان من المفترض أن تكون مباريات الدوري قد انتهت، ولكن لا جود بالموجود، فالتعطيل هذا الموسم لم يكن باليد وجاء خارج الإرادة وكلّ التوقعات.
والتوقف الطويل الأول كان في شهر كانون الأول بسبب أزمة المحروقات، والتوقف الثاني الطويل جاء بسبب الزلزال العنيف، وفي كلا التوقفين خسرت كرتنا الكثير وصارت روزنامة المسابقات في خبر كان وباتت تحتاج إلى التغيير الشامل.
ولم تكن هذه الأزمات هي وحدها سبباً في توقيف الدوري، بل إن الالتزامات الخارجية كانت سبباً آخر من خلال المنتخبات الوطنية التي أكثرت من الاستعداد والمعسكرات الخارجية، ولو علم اتحاد كرة القدم ما ينتظره من تعطيل خارج عن الإرادة لاختصر هذه المعسكرات على الأهم ثم الأهم.
اللعنة تطارد كرتنا أينما اتجهت، ومهما كان اسم الشخص الذي يتسلّم قيادتها، فقضية تعطيل الدوري وتوقيفه لم يكن وليد هذا الموسم بل كان وليد المواسم السابقة، فمنذ أن انتشرت الكورونا قبل موسمين تعطّل الدوري ولم يتعطل في بلادنا فقط، بل تعطل في الكثير من البلدان، وعندما استؤنف لم يكن للجمهور حظ بحضور مبارياته.
والموسم الماضي تعطّل الدوري لأمور إجرائية بعد استقالة اتحاد كرة القدم وتولي لجنة مؤقتة تسيير الأمور، انشغلت بمسائل خاصة على حساب مسألة كرة القدم العامة، وانشغلت بالترحال مع المنتخبات الوطنية وتمكّنت من إنهاء الدوري متأخراً، لكن نصف المسابقات البقية أكملها الاتحاد الجديد، ومنها مسابقة كأس الجمهورية وبعض بطولات الفئات العمرية المركزية.
واللعنةُ لم تكن بالظواهر الطبيعية والكوارث البيئية، بل إن العقوبات أثرت بشكل أو بآخر على كرتنا، فعانت الرياضة بشكل عام وكرة القدم بشكل خاص الأمرّين من هذه العقوبات التي كان لها دور سلبي في إعاقة تنمية النشاط الرياضي وتطويره.
ومع ارتفاع الأسعار بشكل جنونيّ ارتفعت معها أسعار التجهيزات الرياضية بكل أصنافها وأجور النقل والإطعام والفنادق، ما زاد هذا الأمر من حجم الضغط على رياضتنا وكرتنا، فأغلب الأندية تأثرت بشكل مباشر من هذا الغلاء، وهذا بمفرده وضع الأندية أمام مطبات كبيرة أغلبها لتوفير السيولة المالية وتسديد ما في عهدتها من ذمم.
اتحاد كرة القدم اليوم أمام مسؤولياته لوضع برنامج جديد لاستكمال مسابقات هذا الموسم، ونأمل أن يكون هذا الموسم بشكله الاستثنائي آخر المواسم الضبابية وألا نعود إلى سيرة المواسم السابقة!.