“داعش والكيان الصهيوني”.. أدوات ليس إلا
علي اليوسف
من الملفت أن تتحرك الأدوات (“داعش”، والكيان الإسرائيلي) في هذا التوقيت الذي تلملم فيه سورية جراحها نتيجة الزلزال الذي ضرب محافظات عدة بداية شباط الحالي، لكن بالتدقيق يتبن أن هجوم “داعش” الأخير في السخنة، والاعتداء الإسرائيلي يرتبطان ارتباطاً عضوياً بالمشغل الذي لا يريد لـسورية أن تتعافى، كما أن هاذين الاعتداءين يحملان العديد من الأهداف الوظيفية الموكلة لهذين الكيانين.
لقد استغل الكيان الإسرائيلي الوضع الكارثي الذي تعيشه سورية لتحقيق أهداف داخلية، بمعنى تصدير أزمته خارجياً لتخفيف الاحتقان والالتفاف على تصاعد المظاهرات التي تطالب باستقالة حكومة بنيامين نتنياهو اليمينية المتطرفة، عبر عدة رشقات من الصواريخ، هنا وهناك، لنشر الذعر بين السوريين وإبقاء سورية في حالة فوضى. أما في الأهداف الخارجية، فلم تستوعب حكومة نتنياهو اليمينية المتطرفة أن أفق الانفتاح السوري على المجتمع الدولي باتت قريبة جداً، والتي تجلت أبهى صورها في الكسر العربي للحصار وهبوط مئات الطائرات في مطارات دمشق، وحلب، واللاذقية، وارتفاع الأصوات الأممية لفك الحصار عن الشعب السوري، ولهذا كان الهدف المعلن لصواريخ الكيان هي بمثابة رسائل تحذيرية أن “الكيان الصهيوني هنا”. وفي مقلب آخر، ربما يكون العدوان الاسرائيلي رداً على استهداف للقاعدة الأمريكية غير الشرعية في حقل العمر بريف دير الزور، والذي كان على الأغلب استهدافاً مؤلماً، وهو ما استدعى تكليفاً للوكيل الصهيوني بالرد ولو على حساب الشعب السوري الذي يبحث الآن عن تخفيف أثار الزلزال.
وقبل هذا الوكيل، تم استخدام “الأجير” الملقب بـ “داعش” لافتعال تلك المجزرة في السخنة بهدف قطع الطرقات البرية التي تصل منها المساعدات العراقية والتي كانت نموذجاً يحتذى للأخوة العربية التي تجمع سورية والعراق، وهو ما يلزم أبناء العشائر العربية في البادية السورية بـالوقوف صفاً واحداً ضد هذا الوكيل، ومقاتلته أينما ظهر، ومنعه من تهديد أمن الجزيرة السورية، وسرقة محاصيلهم الزراعية. وفي هذا المجال، من الطبيعي أن تكون الدولة السورية وجيشها العقائدي حاضراً في أي معركة لدحر هذا الكيان الإرهابي، واجتثاثه من كامل التراب السوري. وهي، أي الدولة السورية، مستمرة في مخاطبة المجتمع الدولي والمنظمات الدولية لأخذ دورها في محاربة الإرهاب، لأنه اذا لم يتولى هذا المجتمع الدولي مسؤولياته، فإنه لاشك أنه سيعاني من هذا الارهاب الذي رعاه، إذ باتت المعطيات تشير إلى بدء ملامح انقلاب السحر على الساحر لجهة كسر الحصار عن سورية، ولجهة انقلاب الإرهاب على الدول الراعية له.