عضو لجنة الخضار في دمشق: تصدير البطاطا متوقف وهي متوفرة في الأسواق بكثرة
دمشق – محمد العمر
بات المواطنُ اليوم يخشى من تتالي فوران الأسعار في الأسواق وغلائها يومياً، بحيث يكون مصير مادة البطاطا -أكلة الفقير- في المرحلة القادمة كمحصول البصل الذي تجاوز سعره للمرة الأولى أكثر من 11 ألف ليرة، ويأتي ذلك في ظلّ مطالبة خبراء تنمويين وزراعيين بأن تأخذ المؤسّسة السورية للتجارة دورها وتستجرّ محصول البطاطا بهذه الكميات الوفيرة الآن، حتى لا يتضاعف سعرها لاحقاً وتصل إلى مستويات تفوق القدرة الشرائية للمواطن.
عضو لجنة تجار ومصدّري الخضار والفواكه بدمشق محمد العقاد اعتبر أن سعر البطاطا في هذه الفترة منطقي ويختلف عن أسعار العام الماضي لتوفرها اليوم، نافياً أن يرتفع سعر مادة البطاطا أكثر من هذه الأسعار كون المادة معروضة ومتواجدة وتغطي الأسواق، كما أن تصدير البطاطا بقرار من الحكومة متوقف حتى نهاية شهر آذار من هذا العام، خاصة وأن الهدف من هذا التوقيف بالأصل جاء لسدّ حاجة السوق من هذه المادة حتى تدخل العروة الربيعية من ناحية، ويوقف الاستيراد من جهة أخرى. وبيّن العقاد أن العروة الخريفية بالعادة تتأثر بأحوال الطقس الباردة، ويختلف حجم إنتاجها عن العروة الربيعية، ولكن ما حدث للبصل يختلف عن البطاطا، خاصة وأن توريد مادة البصل إلى السوق كان منخفضاً، وبالتالي قلة العرض، ولهذا السبب تمّ فتح الاستيراد لألفي طن من البصل، فضلاً عن ارتفاع تكلفة الإنتاج، مما جعل الكثير من الفلاحين ينؤون عن زراعته.
دور السورية للتجارة
من جهته حذّر الخبير التنموي أكرم عفيف من أن يحصل لمادة البطاطا كما حصل للبصل الفترة الأخيرة، حيث ارتفع سعره إلى مستويات قياسية متجاوزاً 11 ألف ليرة، مطالباً السورية للتجارة كجهة للتدخل أن تأخذ دورها على أكمل وجه وتشتري أكبر كمية من البطاطا وتقوم بتخزينها بكميات كبيرة ضمن براداتها ومخازنها المعدّة لذلك ولفترة وجيزة، وعندما يتضاعف سعرها تطرحها في الأسواق بسعر وربح مقبول، خاصة وأن هذه المسألة تتكرر كل عام ولا حلّ لهذه المعضلة، لكن السورية -حسب قوله- سيتمركز دورها الوظيفي باستجرارها من المزارع في الحقل بسعر مقبول، وتتكفل بالعبوات والنقل، وكلّ هذا حتى لا يحدث خلل بمادة البطاطا ويتضاعف سعرها بعد فقدانها في الأسواق، فالسورية للتجارة بهذه العملية تستفيد والفلاح لا يخسر، كما أن جميع الأطراف راضية، سواء كان المواطن أو الفلاح أو السورية للتجارة، موضحاً أن الفلاح يعتبر خاسراً اليوم جراء التكاليف التي أرهقته وزادت من العبء الثقيل عليه في ظل شحّ الأسواق وغلاء المستلزمات الزراعية، فضلاً عن حلقات الوساطة والتي تزيد من التكلفة عليه. ويرى عفيف أن الفلاح يقبل أن يأخذ أجرة محصوله من السورية للتجارة ولو بعد حين كفترة قصيرة، ويصبر، في سبيل ألا يكون خاسراً بالنهاية، لأن الفلاح الخاسر لن يزرع في الموسم الذي يليه.
يُشار إلى أن رئيس مجلس الوزراء وافق مؤخراً على توصية اللجنة الاقتصادية المتضمّنة تأييد مقترح وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي بإيقاف تصدير مادة بطاطا الطعام بدءاً من تاريخ 1-1-2023 حتى تاريخ 31-3-2023 وذلك خلال فترة إنتاج العروة الربيعية المبكرة بهدف تأمين حاجة السوق المحلية من هذه المادة بكميات كافية.