أخبارصحيفة البعث

غرفة عمليات حلب توضح تفاصيل ونتائج الاستجابة الإنسانية للزلزال المدمّر

حلب – معن الغادري:

عقدت غرفة عمليات محافظة حلب اليوم مؤتمراً صحفياً في مقر منارة الأمانة السورية للتنمية، تم خلاله تقديم إحاطة حول أهم نتائج الاستجابة الإنسانية للزلزال الذي ضرب حلب ومحافظات اللاذقية وحماة وإدلب.

واستهلّ محافظ حلب، حسين دياب المؤتمر، بتقديم شرحٍ كاملٍ حول ما اتخذ من إجراءاتٍ فورية إنقاذية وإسعافية وإغاثية، مبيّناً أنه تم التدخل فوراً من خلال الفرق الفنية والمديريات والمؤسسات ورجال الدفاع المدني والإطفاء، حيث تم التركيز في البداية على عمليات الإنقاذ ورفع الأنقاض وانتشال العالقين والبحث عن ناجين.

ونوه المحافظ دياب بالجهود الكبيرة والجبارة التي بُذلت ضمن ما هو متاح من إمكانات، وسُخّرت في إغاثة المنكوبين والمتضررين، وخاصة ما يتعلق بسرعة الاستجابة بافتتاح مراكز الإيواء، وتأمين جميع مستلزمات واحتياجات الأهالي من لباس وطعام ودواء وكل ما يحتاجون إليه.

وأشار دياب إلى أن زيارة السيد الرئيس بشار الأسد، والسيدة الأولى أسماء الأسد إلى حلب وتفقّدهما المواقع المتضررة والأهالي المتضررين، كانت دافعاً وحافزاً كبيرين لرفع مستوى العمل وتنظيمه، إذ أكد سيادته ضرورة وضع برامج زمنية مدروسة لجميع الإجراءات المرتبطة بالأعمال الإغاثية والإيواء، وتقييم وتوصيف المباني، آخذين بعين الاعتبار أمن وسلامة جميع المواطنين، وتلبية احتياجات المتضررين بالشكل الأمثل وفق برامج على المدى القريب والمتوسط والبعيد، وبناءً على توصية سيادته تم البدء بتنظيم مراكز الإيواء تمهيداً لافتتاح مراكز إيواء جديدة مؤهّلة ومجهّزة بالمستلزمات الأساسية، وتكليف مشرفين وإداريين لكل مركز لتنسيق العمل الإغاثي، بما يضمن الإيواء اللائق للأسر التي تضرّرت منازلها من الزلزال وضمان استمرار العملية التعليمية واستمرار خدمات المؤسسات الأخرى.

وأضاف: إن العمل مستمر لتأمين المواد الإغاثية لجميع المتضرّرين وللأهالي الذين هم خارج مراكز الإيواء، وسيتم الإعلان عن نقاط عمل توزيع هذه المواد وآلية عملها.

وشكر دياب جميع الدول العربية الشقيقة و الدول الصديقة والجهات الداعمة والمتبرعين لما قدّموه من دعم ومساندة، كان لهما الأثر في تعزيز قدراتنا والاستجابة للمتطلبات الإسعافية.

وأشار دياب إلى أن هناك سيناريوهاتٍ عدة تتم دراستها في غرفة العمليات لتأمين واقع أفضل للمتضرّرين سيتم الإعلان عنها لاحقاً، كما ستصدر عن غرف العمليات تقارير أسبوعية حول مجمل أعمالها، موضحاً أن التحدّي الأكبر سيكون بعد إزالة الأضرار، من خلال تقديم الدعم والتسهيلات للمتضررين، وعلى جميع الصعد لإعادة الألق والحياة للمدينة. وطالب دياب برفع العقوبات القسرية عن الشعب السوري لأن هذه العقوبات ضاعفت من معاناته، وكانت سبباً مباشراً في عرقلة عمليات الإنقاذ والاستجابة الإنسانية للكارثة.

وذكر المحافظ دياب أن عدد ضحايا الزلزال في حلب بلغ /432/ وفاة، و/714/ مصاباً، إضافةً إلى /6/ مفقودين، بينما بلغ عدد الأسر المتضرّرة بشكل مباشر /13/ ألف أسرة، وعدد الأبنية المنهارة /54/ بناءً، وعدد الأبنية التي تم هدمها خالية من السكان لخطورتها على السلامة العامة /220/ بناءً، كما تم تشكيل أكثر من /115/ لجنة هندسية من نقابة المهندسين ومجلس المدينة والشركة العامة للدراسات وجامعة حلب وعدد من الجهات المعنية للكشف على الأبنية في المحافظة، حيث بيّنت الدراسات أن /8684/ بناءً آمناً من أصل /11277/ بناء تم الكشف الفني عليها. ولفت إلى أن عدد الطائرات التي حطّت في مطار حلب محمّلة بالمساعدات الإغاثية بلغ/47/ طائرة.

بدوره، قدّم رئيس فرع الأمانة السورية للتنمية في حلب، جان مغامز، عرضاً شاملاً حول أعمال الإنقاذ والإغاثة منذ اللحظة الأولى لحدوث الزلزال، موضحاً بالصورة والأرقام طبيعة وآلية العمل في جميع المراحل التي أعقبت الزلزال، ومشيراً إلى أن التوجّه حالياً سيكون لرفع مستوى العمل الإغاثي، وتأمين حلول بديلة، بموضوع تخصيص مواقع إيواء مناسبة للأهالي المتضررين، وتأمين جميع مستلزماتهم واحتياجاتهم الأساسية واليومية، وفق خطة شاملة وآلية منتظمة ومؤتمتة تغطّي احتياجات جميع الأهالي.

من جانبه، قدّم محمد شمّاع، رئيس مجلس إدارة فرع الهلال الأحمر في حلب، عرضاً موجزاً لعمل فرق الهلال الأحمر الإغاثي والإنساني.

وأكد هيثم صباغ، رئيس اتحاد الجمعيات الخيرية في حلب، استمرار عمل الجمعيات الخيرية والأهلية لدعم المتضررين كاشفاً عن إمكانية بناء وحدات سكنية للمتضرّرين سيتم تمويلها من المتبرّعين والجمعيات الخيرية.

وأجاب المديرون المعنيون عن أسئلة الإعلاميين التي تمحورت حول الخطط الراهنة والمستقبلية، بما يخص العمل الإنساني والخيري، وكيفية التعاطي مع آثار وتداعيات الزلزال، اجتماعياً وخدمياً وتعليمياً وصحياً.

تصوير – يوسف نو