من المضحك أن يدير هؤلاء الجهلة أوروبا
تقرير إخباري:
بعد أن أثار منسّق السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل موجة عارمة من السخرية في العالم وعلى شبكات التواصل الاجتماعي، حول تصريحاته الغريبة التي يطلقها بين الفينة والأخرى دون أن يدري إلى أين تصل مثل هذه التصريحات في حماقتها وغرابتها، وأحياناً أخرى في عنصريّتها، وخاصة عندما وصف أوروبا بأنها حديقة والعالم من حولها غابة، برز إلى العلن مجدّداً تصريح لإحدى ممثلات السياسة الخارجية في أوروبا، وهي وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك التي أظهرت مستوى مفرطاً من الغباء عندما تحدّثت عن ضرورة تغيير روسيا سياستها “360 درجة” دون أن تدرك أن هذا يعني العودة إلى المكان نفسه، بمعنى الثبات على السياسة التي تنتهجها روسيا لأنها سياسة صحيحة.
هذا التصريح أثار مجموعة من ردود الأفعال الساخرة، وخاصة بين السياسيين الروس المعنيين أوّلاً بالردّ على مثل هذه التصريحات، حيث علّقت المتحدثة باسم الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا عليها داعية إيّاها إلى “تعلّم موضوع دراسي واحد على الأقل”.
وردّت زاخاروفا عبر قناتها على “تليغرام” قائلة: “إذا لم تتعلّم وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك موضوعاً دراسياً واحداً على الأقل، فلا توجد طريقة لضمان أمن ألمانيا على المدى الطويل في ظل حكمها”.
أما نائب رئيس مجلس الأمن الروسي ديمتري مدفيديف، فقد كتب على “تويتر”: “من المضحك للغاية أن يدير هؤلاء الجهلة أوروبا”، مؤكداً أن هذا ما سيكون حيث سنتمسك بموقفنا.
ولكن مستخدمي “تويتر” الألمان، كانوا أكثر حدّة في التعبير عن خيبة أملهم من أداء وزيرة خارجيّتهم التي جعلتهم محطّاً للسخرية حيث أعربوا عن شكوكهم في كفاءة الوزيرة الذهنية “لا أجد الأمر مضحكاً.. الغباء ليس فقط خطيراً للغاية، إنه أيضاً استهزاء بالمواطنين”، بينما أشارت أخرى إلى أن “بوتين، وفقاً لبيربوك، يسير على الطريق الصحيح، غباؤها غير المحدود أصبح الآن أسطورياً”.
وتساءل آخر: “إلى متى يمكن لهذه المرأة أن تلحق العار ببلدنا؟”.
وسخر مستخدم بقوله: “إنه لأمر مدهش أن تجد هذه السيدة دائماً طريقها إلى المنزل في المساء”.
بدورها، تساءلت جوانا كوتار، نائبة البوندستاغ غير الحزبية، عمّن سيخبر بيربوك أن “360 درجة” هي دائرة، وتعود لنقطة الانطلاق نفسها، وكتبت النائبة على موقع تويتر “هذا عار”.
كل ذلك وغيره من الأمثلة، يثير مجموعة من التساؤلات، ليس حول مدى أهلية المسؤولين الأوروبيين وسلامتهم العقلية فحسب، بل حول الطريقة التي تُدار بها السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، حيث تؤكّد أن المسؤولين الأوروبيين موجودون لإطلاق التصريحات فقط دون فهم أبعادها، بمعنى أن هناك من يوعز إلى هؤلاء من خارج أوروبا بإطلاقها لتجريم روسيا، بمعنى أن الهجوم جاء لمجرّد الهجوم، ولا وجود لسبب منطقي أدّى إلى هذا الهجوم، فعندما لا يجد المسؤول ما يقوله يعمد عادة إلى التخبّط في تصريحاته، وهذا ربّما يكون سمة عامة لمسؤولي منطقة اليورو الذين باتوا عاجزين عن التفكير لأنهم سلّموا القياد سلفاً إلى البيت الأبيض الذي يفكّر عنهم.
طلال ياسر الزعبي