بايدن يزور كييف بإذن من موسكو
تقرير إخباري:
في إطار سعيه المتواصل إلى تشجيع “حلفائه” الأوروبيين على الاستمرار بتقديم الدعم العسكري والمالي للنظام الأوكراني، وقطع الطريق على أيّ محاولة لإحلال السلام في هذا البلد ووقف نزيف الدم في الحرب الدائرة حالياً بين روسيا من جهة وأوكرانيا بالوكالة عن حلف شمال الأطلسي “ناتو” من جهة ثانية، قام الرئيس الأمريكي جو بايدن بزيارة وصفت بالسرّية إلى العاصمة الأوكرانية لتقديم الدعم لرئيس نظام كييف فلاديمير زيلنسكي وإغرائه بالاستمرار في الحرب حتى النهاية، مقدّماً له مبلغ 500 مليون دولار، وواعداً إياه بالمزيد من الدعم العسكري حتى تحقيق النصر على روسيا.
وفي هذا السياق، أكدت عضو مجلس الاتحاد الروسي عن القرم أولغا كوفيتيدي أن زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى كييف تهدف إلى مواصلة الحرب التي افتعلتها واشنطن في أوكرانيا، في محاولة منها لإضعاف روسيا وإخراجها من سوق المحروقات الأوروبية.
ونقلت وكالة نوفوستي عن كوفيتيدي قولها اليوم: إن “زيارة بايدن خاسرة منذ البداية إلى النهاية، وستزيد من تدهور أجندة السياسة الخارجية الأوروبية”.
وشدّدت كوفيتيدي على أن تدمير واشنطن خطّي أنابيب السيل الشمالي وزرع بذور الخلاف بين الاتحاد الأوروبي وروسيا لن يجعلها قادرة على تدمير تعاطف الأوروبيين مع روسيا، معتبرة أن الاحتجاجات المناهضة للولايات المتحدة الأمريكية في المدن الأوروبية تشهد على وعي المواطنين الأوروبيين للدور المدمّر لواشنطن.
ووصف نائب مجلس الدوما عن منطقة القرم ميخائيل شيريميت زيارة بايدن إلى كييف بأنها استفزازية، وقال: “إن بايدن ورئيس النظام الأوكراني فلاديمير زيلينسكي دكتاتوريان دمويان ويجب على الشعب الأمريكي أن يدرك أن حكامه التعساء لا يحتاجون إلا إلى الحرب والدمار والمآسي”.
ولكن ما نقلته وكالة “أسوشيتد برس” من أن الولايات المتحدة اتصلت بروسيا قبل وقت قصير من زيارة الرئيس جو بايدن إلى أوكرانيا لتجنّب وقوع حوادث قد تؤدّي إلى صراع بين دولتين نوويتين، يؤكّد أن بايدن يعلم جيّداً أنه لا يستطيع القيام باستفزاز كهذا دون أخذ إذن بالدخول من موسكو.
وأكدت الوكالة أن هذه الزيارة من الحالات النادرة التي يسافر فيها الرئيس الأمريكي إلى منطقة صراع، ومجالها الجوي خارج سيطرة الولايات المتحدة أو حلفائها، ولم يعلّق البيت الأبيض على ذلك، لكنه قال: إنه قبل زيارة بايدن بفترة وجيزة، “تم الاتصال مع الروس بهدف ضمان عدم وقوع حوادث، ولتجنّب أي سوء تقدير قد يؤدّي إلى صراع مباشر بين القوتين النوويتين”.
لذلك نستطيع القول إن الزيارة التي أراد منها بايدن تحريض نظام كييف على الاستمرار في الحرب والخروج بمظهر يمكن أن يوصف بالشجاعة، انقلبت باتجاه سلبي أصلاً لأنها تمّت بعد استئذان الروس حول ذلك، ما يؤكّد أن واشنطن تعلم جيّداً أنها لا تمتلك مساحة كبيرة للمناورة في هذا الاتجاه، وأن كل ما تقوم به لا يخرج عن كونه استعراضاً.
ميادة حسن