“صحة حلب” تؤكد عدم وقوع أية حالة وفاة نتيجة زلزال أمس
حلب – معن الغادري
أحدث الزلزال الذي ضرب حلب أمس عند الساعة الثامنة وعشر دقائق بقوة 6،4 على مقياس حالة من الرعب والهلع في نفوس أهالي المدينة الذين سارعوا إلى النزول إلى الشوارع والساحات كإجراء احترازي، خشية من تعرضهم لأي أذى. ونتيجة التسرع والتدافع في الخروج من المنازل تعرض البعض إلى إصابات ورضوض طفيفة، تمت معالجتها من قبل الكوادر الطبية في مشفيي الرازي والجامعة، بالإضافة إلى بعض المشافي الخاصة في عدد من الأحياء. إلا أن شدة الخوف والهلع تسببت بموت أحد موظفي مديرية التربية بحلب، إذ أصيب بنوبة قلبية حادة من شدة خوفه على أسرته، وكذلك الأمر أصيبت فتاة في العقد الثاني من عمرها بكسر في عمودها الفقري بسبب رمي نفسها من الطابق الأول، كما تناقلت بعض الأخبار وفاة سيدة في أحد أحياء حلب من شدة خوفها، كما حدثت حالات ولادات مبكرة نتيجة الخوف الشديد الذي أصاب النساء الحوامل.
وكان مدير صحة حلب الدكتور زياد الحاج طه أكد أنه لم ترد إلى مشفى الرازي أي حالة وفاة نتيجة الزلزال، بل استقبل ما يزيد عن 40 مواطناً تعرضوا إلى إصابات ورضوض طفيفة نتيجة تدافعهم أثناء خروجهم من منازلهم وتم تقديم المعالجة الطبية لهم فوراً. وأضاف الدكتور الحاج طه أن المنظومة الصحية بكامل كوادرها وأطقمها الطبية في حالة استنفار دائم منذ الزلزال الأول ولغاية الآن، وهي تعمل على مدار الساعة من خلال تقديم الخدمات الطبية والصحية والأدوية المجانية للأهالي في مراكز الإيواء.
من جانبه أوضح مدير الدفاع المدني بحلب أنه لم يرد أي بلاغ عن حدوث إي انهيارات في الأبنية نتيجة الزلزال الثاني، مشيراً إلى أن فرق الدفاع المدني على أهبة الاستعداد وعلى مدار الساعة للاستجابة الفورية لأي طارىء أو حدث لا قدر الله.
أما المهندس يحي ضو مدير خدمات مديرية السليمانية فأشار إلى أن البناء الذي تهدم جزء منه في حي بستان الباشا، هو بناء خالي من السكان ومتهدم جزء كبير منه سابقاً.
رئيس مجلس المحافظة محمد حجازي، دعا المواطنين إلى عدم تناقل الأخبار والشائعات، والتي تزيد من هلع وخوف المواطنين، وتربك رجال الدفاع المدني والإطفاء وكافة المؤسسات المعنية. مؤكداً عدم حدوث أي انهيارات في الأبنية المأهولة بالسكان في عدد من الأحياء نتيجة ما حدث أمس، كما أشيع في بعض وسائل التواصل الإجتماعي، مبيناً أن كافة مفاصل العمل في المحافظة المعنية تواصل عملها دون توقف، وهي على أتم الاستعداد للاستجابة لأي طارىء.
بقي الإشارة إلى أن معظم أهالي حلب أمضوا ليل أمس في الشوارع والساحات وفي السيارات، خوفاً من حدوث هزات ارتدادية بقوة الزلزال الذي قدر بقوة 6،4 على مقياس ريختر، ومصدره مدينة أنطاكية التركية. وكانت حلب تعرضت في السادس من شباط الحالي إلى زلزال مدمر، أدى إلى إنهيار حوالي / 54 / بناءً وتصدع وتشقق جداران وأساسات مئات الأبنية في عدد من الأحياء الشرقية من المدينة، وبلغ عدد ضحايا الزلزال / 432 / ضحية و/ 714 / مصاباً إصاباتهم متنوعة، و/ 6 / مفقودين، فيما بلغ عدد الأسر المتضررة بشكل مباشر / 13 / الف أسرة، وتم هدم 220 بناءً لخطورتهم على السلامة العامة. وكانت غرفة عمليات المحافظة وعقب الزلزال الأول الذي ضرب المدينة شكلت أكثر من / 115 / لجنة هندسية من نقابة المهندسين ومجلس المدينة والشركة العامة للدراسات وجامعة حلب وعدد من الجهات المعنية للكشف على الأبنية في المحافظة، وبينت الدراسات أن / 8684 / بناءً آمناً من أصل / 11277 / بناءً تم الكشف الفني عليهم، وما زال عمل اللجان الهندسية مستمر حتى الآن.