هل تعثّر حلم بايدن في وارسو؟
تقرير إخباري:
مجدّداً يتعثر الرئيس الأمريكي، جو بايدن، أثناء صعوده سلّم الطائرة الرئاسية، مغادراً العاصمة البولندية وارسو.
الواقعة التي تعدّ الأحدث في سلسلة انزلاقات بايدن على سلّم الطائرة، ربّما تؤكّد من جهة ثانية الانطباع الأخير الذي تولّد لدى الرجل من زيارتيه السريعتين لأوكرانيا وبولندا، ففي الأولى سعى لطمأنة الدمية فلاديمير زيلنسكي إلى أن واشنطن ستقف خلفه حتى النهاية، لكنه لمس بنفسه حجم الهزائم المتكرّرة التي يعانيها الجيش الأوكراني على الأرض، وخاصة مع وصول عدد القتلى من الجنود الأوكرانيين إلى أرقام فلكية، فضلاً عن الزلزال السياسي الكبير الذي شاهده داخل النظام الأوكراني الذي بات منقسماً على نفسه بين الاستمرار في حرب خاسرة باتت بوادرها على الأبواب، وبين من يعمل على الاستمرار في الحرب حتى اللحظة الأخيرة مختاراً المصير نفسه الذي ذهب إليه الزعيم النازي أدولف هتلر بالانتحار والخروج من العالم بكل الأسرار التي كان يحملها والتي اضطرّت روسيا إلى كشف عدد منها خلال الفترة الماضية لإظهار حجم تحالفه مع الغرب ضدّ روسيا في مشهد مشابه لما يحدث حالياً، وفي الزيارة الثانية لاحظ أن الشخصية التي افترض أنها يمكن أن تحل محل زيلنسكي في حال فشله في الاستمرار في الحرب وهي الرئيس البولندي أندريه دودا، هي شخصية براغماتية بحتة وتملك ربّما وعياً واضحاً تجاه ما يمكن أن يحدث لبولندا إذا استفزّت روسيا بالنيابة عن الناتو، حيث يمكن أن تكون قد دارت في أروقة الناتو فكرة دفع بولندا إلى استفزاز روسيا انطلاقاً من مطامع هذا البلد القديمة الجديدة باقتطاع جزء من أوكرانيا وضمّه إليه.
المغرّدون سخروا من المشهد المتكرّر للرئيس الأمريكي وذهب بعضهم إلى أن بايدن كان يفكر في الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في تلك اللحظة، بينما تزايدت الشكوك في الفترة الماضية حول الصحة العقلية والجسدية للرئيس الأمريكي، في حين أعلن البيت الأبيض، أن الفحوصات الطبية الروتينية كشفت أن بايدن بصحة “جيدة” و”يتمتع بالنشاط”، واعتبره الطبيب المختص بأنه “لائق للقيام بواجبات الرئاسة بنجاح”.
وأيّاً يكن من أمر هذا السقوط، فإن الأمر بالقياس إلى حجم الاستعراض والتحريض الذي حمله بايدن خلال زيارتيه الأخيرتين، يمكن تفسيره على أنه نوع من اليأس والإحباط الذي حصل عليه في العاصمتين، حيث وجد أن الأولى أصبحت قاب قوسين أو أدنى من السقوط فعلياً وخسارة الحرب وإعلان الاستسلام، بينما أدرك خلال وجوده في وارسو أنه من الصعب إقناع البولنديين بالحلول محل كبش الفداء النازي في أوكرانيا، وبالتالي فإن السقوط هنا هو تعبير ربما عن سقوط أحلام بايدن بعد أن دقّ الرئيس الروسي مسماراً كبيراً في نعش اتفاقية ستارت التي علّق العمل بها وكانت تعوّل عليها واشنطن في الاستمرار بمخادعة روسيا.
طلال ياسر الزعبي