في ريف دمشق.. نظامان للزراعة المائية في الموسم الحالي
دمشق- ميس بركات
على الرغم من أن الأبحاث العالمية الحديثة تشير إلى أن كمية الإنتاج في الزراعات المائية تكون أكبر بكثير من الزراعات التقليدية، وخاصة ضمن البيئات المحمية بسبب استغلال المساحة المخصّصة للزراعة بالشكل الأمثل، إلّا أن افتقاد هذه الزراعة للدعم والتمويل اللازم، وخاصة ما يتعلق بالكلفة الإنشائية، حال دون انتشارها بشكل واسع في سورية، وفق ما أكده الدكتور أيمن حجازي “إدارة بحوث الموارد الطبيعية في الهيئة العامة للبحوث الزراعية”، لافتاً إلى أن هذه الزراعة بدأت في بلدنا على يد بعض الفنيين المهتمين والمزارعين في الساحل السوري خلال العشر سنوات الماضية.
توفير للمياه
حجازي تحدث لـ “البعث” عن أهمية توسيع مشاريع الزراعة المائية في الوقت الراهن، ولاسيّما مع تزايد مشكلة الجفاف في سورية، حيث تقدّر احتياجات الري اللازمة لنمو المحاصيل الزراعية بكمية المياه الخارجة من المصدر المائي والتي تغطي النمو الأمثل للمحصول دون حدوث أي إجهاد مائي، مضافاً إليها فواقد الري أثناء النقل والتوزيع، والبخر من سطح التربة، وانتقال الماء خارج منطقة الجذور الفعالة بسبب الصرف، وخاصة في أساليب الري التقليدية كالري السطحي، حيث تتجاوز فواقد الري في أنظمة الري التقليدية 50% من الحاجة الفعلية للمحصول، في حين توفر هذه الزراعة في مياه الري ما يقارب بنسبة 80% كما ورد في الأبحاث العلمية.
طور الانتشار
ولا تتوقف إيجابيات هذه الزراعة – بحسب حجازي – على توفير المياه، حيث يمكن أيضاً الاستغناء بشكل كامل عن مبيدات الأعشاب المنتشرة للزراعة التقليدية، كما أن جميع العناصر المعدنية المستخدمة في الزراعة المائية تبقى داخل النظام لإعادة استخدامها، مما يمكننا من التحكم بنسبة كاملة في تلك العناصر والتقليل من السماد المضاف، مشيراً إلى تركز هذه الزراعة حالياً في المنطقة الساحلية بسورية وبصورة فردية، بالإضافة إلى نظامين زراعيين في محطتي بحوث النشابية وشبعا في ريف دمشق ستباشران العمل خلال الموسم الحالي بهدف دراسة إنتاجية المياه وملاءمة بعض النباتات لبيئة النمو، والأهم هو إصدار التوصية المثلى من العناصر المغذية لكل محصول بحسب مرحلة نموه. ونوّه حجازي بأن كمية الإنتاج في هذه الزراعة تكون أكبر بكثير من الزراعة التقليدية، وخاصة ضمن البيئات المحمية بسبب استغلال المساحات المخصّصة للزراعة بالشكل الأمثل.