سموقان أسعد يواجه الزلزال بالحبّ في لوحته
ملده شويكاني
هل يقف الحبّ في مواجهة الزلزال؟
وهل أصبحنا نخاف على من نحبّهم أكثر بعد الزلزال؟
بالتأكيد، هذا ما عبّر عنه سموقان أسعد من فناني اللاذقية الشاهد عيان على هول الزلزال وآثاره المفجعة في لوحته “حب ضد الزلزال” المعبّرة عن معاني الاحتواء والاحتماء بألوان شفافة وبمشهدية ثنائية لعناق رجل وامرأة.
ورغم أنه ليس مع الفنية المباشرة، إلا أن الحدث الكارثي فرض حضوره، فقال في حديث لـ “البعث”: رغم إني لا أحبّ الرسم المباشر عن أي حدث فقد أتت بعض أعمالي وكأنها مباشرة من قلب الحدث، لذلك أقول بأن الفنان يرسم بروحه أكثر مما يرسم بيديه، فقبل حريق الغابات كانت ألوان أعمالي التي تمثل الغابة ألواناً نارية، وإزاء هذه الكارثة الزلزالية عبّرت بلوحتي “حبّ ضد الزلزال” من مجموعتي (أنت وأنا) عن مواجهة الحدث المفجع، من خلال عناصرها المكوّنة من رجل وامرأة يضمان بعضهما في عناق روحي وجسدي ليمثلا الحبّ في أعلى درجاته، جسدان بروح واحدة وقلب واحد، يلفهما بساط الريح، ليحلقا في سماء زرقاء لا يلوثها فساد ولا غيم، حيث لا رياح ولا زلازل، يعيشان الهدوء والسلام براية اللون الأبيض، وحيث يمسك الرجل بيده قوس المحارب المسالم، وقد صبغ جسده باللون الأخضر المزرق المعبّر عن لون الحياة الأبدية، والمرأة تتمسّك به بأصابع من عاج مخضر.
وتابع: الرسم في اللوحة يأخذ قيمته العليا، إذ يحيط الشكل من الخارج بدقة متناهية ويظهر بوضوح على الخيط المعلّق بالقوس بعناية وينفلت من الجانب الآخر، إنه خط لين مطواع ويحيط القمر الذي يترك أشعته على العيون والشفاه. واللون يتموضع على الجسد بهدوء على القماشة التي تظهر في مناطق خفيفة من اللوحة، فيمكن للمتلقي أن يلمس جسدها ليكوّن أبجديته في سياق الأشكال التي تتضمنها اللوحة.
وعقّب على سؤال عن التقنيات، بأنه استخدم السكاكين التي تجعل لجسد اللون مخمدات لاستقبال الحدث، لتخفيف الهلع من الزلزال وبثّ روح الاطمئنان والإحساس بالهدوء من الداخل. ليصل إلى أن الشكل بشكل عام يشكّل كتلة واحدة ترتسم بزاوية 45 درجة على السطح وهي حالة الأمان، كل هذا أتى من رسم ولون وتقنية جاءت بالمصادفة محرَضة بفعل الروح ومحبة الحياة.