أخبارصحيفة البعث

واشنطن تصوّب على خطة السلام الصينية قبل نشرها

واشنطن – وكالات:

لا تستطيع الإدارة الأمريكية إلا الإعلان دائماً عن رغبتها في تأجيج الصراع القائم الآن في العالم عبر أوكرانيا، حيث كانت زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن الأخيرة إلى كييف ووارسو تصبّ في السياق ذاته، ومن هنا لا يمكنها إلا أن تصوّب على جميع المساعي الرامية إلى إيجاد حل سلمي للأزمة الأوكرانية يضمن مصالح جميع الأطراف، حيث أعلنت نائبة وزير الخارجية الأمريكي، فيكتوريا نولاند، أن الولايات المتحدة تتوقّع أن تنشر الصين تفاصيل خطتها لتسوية الأزمة في أوكرانيا يوم الجمعة، لافتة مسبّقاً إلى أنها يمكن أن تحكم على هذه الخطة على أنها مجرّد “وقف إطلاق نار تافه”.

وقالت نولاند: “بالنسبة لخطة السلام، فنحن نتطلع إلى سماع ما تستعدّ الصين لاقتراحه بشأن هذه القضية. ومن المتوقع أن يحدث هذا غداً”.

وأشارت إلى أنه بالنسبة لواشنطن، فإن أهم شيء هو أن تكون اتفاقية السلام المستقبلية “عادلة وطويلة الأمد”، و”لا يمكن أن تكون مجرد وقف إطلاق نار تافه”.

من جهته، علّق رئيس النظام الأوكراني فلاديمير زيلينسكي، بالقول: إنه على علم بـ”خطة السلام” الصينية، مشيراً إلى أنه “لم يطّلع بعدُ على وثيقة محدّدة، وأنه من السابق لأوانه تحليل هذه المبادرة بعد”.

وأضاف زيلينسكي خلال مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء الإسباني، بيدرو سانشيز: “حديث الصين عن هذا هو بعض الخطوات الأولى، وهي جيدة للغاية”، مؤكداً أن “كييف لن تستخلص أيّ استنتاجات إلا بعد أن ترى “تفاصيل محدّدة”.

وأكد أنه أرسل “إشارة على مستوى الدبلوماسيين أننا نودّ أن نلتقي بالصين، فهذا في مصلحة أوكرانيا”.

من جهة ثانية، قال الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو، في مقابلة مع وسائل الإعلام الصينية: إذا لم يتم الاستماع إلى موقف الصين بشأن النزاع في أوكرانيا، فسيؤدّي ذلك إلى عواقب جدية.

وردّاً على سؤال حول دور الصين في حل المشكلات الدولية، أكد لوكاشينكو أنه لا يمكن حل أية مشكلة في العالم اليوم دون مشاركة الصين.

وأضاف: “أصبحت الصين دولة عالمية لها سياساتها العالمية الخاصة. أعلم أن شي جين بينغ، سيدلي اليوم أو غداً ببيان أو خطاب حول النزاع في أوكرانيا. لاحظوا أن هذه خطوة غير معتادة للسياسة الصينية. الصينيون دائماً حريصون وحذرون. لا يقدمون على عمل أي شيء إلا بعد حساب دقيق. وإذا فهموا أن هذا لن يعطي النتيجة المرجوة والمطلوبة، فلن يتخذوا خطواتٍ في هذا الاتجاه أيضاً”.

وأعرب الرئيس البيلاروسي عن ثقته في أنه إذا قرّرت الصين التعبير عن موقفها بهذه الطريقة، ومن لسان المسؤول الأعلى شي جين بينغ، فستكون لذلك نتائج جدية للغاية. وقال: “أنصح الذين سيتم توجيه كلمات شي جين بينغ إليهم بأخذها على محمل الجدّ واتخاذ خطوات معيّنة. سيكون ذلك صوتاً جاداً باسم السلام في هذه المنطقة. أنا متأكد من أن هذا الخطاب سيكون تتويجاً لسياسة الصين المحبة للسلام برمّتها”.

وشدّد لوكاشينكو على تمسّك بلاده، بمواقف مشابهة للموقف الصيني. وقال: “طريقنا في أوكرانيا هو طريق السلام. الصينيون يتبعون هذا الطريق. أنا مقتنع تماماً بأن الروس يميلون أيضاً إلى إنهاء هذا النزاع. الأمر سيتعلق بالأمريكيين- اتخذوا خطواتٍ ملموسة نحو السلام وسيكون هناك سلام. لقد دخلت الصين اليوم في قلب هذه العقدة الكاملة. مرة أخرى أنصح بالاستماع لما سيقوله الرئيس الصيني حول النزاع. استمعوا بدقة، لأن تصريح الصين هذا هو خطوة جديدة وخطوة أصلية ستكون لها عواقب جدية في العالم”.

وكان رئيس لجنة الشؤون الخارجية الصينية، وانغ يي، أعلن في وقت سابق عن خطط بكين لتطوير وثيقة تحدّد وجهة نظرها بشأن تسوية الأزمة الأوكرانية، وشدّد الدبلوماسي على أن النص سيتضمّن مقترحاتٍ قدّمها الرئيس الصيني شي جين بينغ.