الجزائر تعيد شعلة الكفاح إلى إفريقيا
هيفاء علي
قرر الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون منح مبلغ مليار دولار للوكالة الجزائرية للتعاون الدولي من أجل التضامن والتنمية لتمويل مشاريع تنموية في البلدان الإفريقية. وتأتي هذه البادرة في وقت نجحت الجزائر، مع العديد من حلفائها وأصدقائها داخل الاتحاد الإفريقي في طرد الوفد الإسرائيلي من قمة الاتحاد الأفريقي الـ 36 الأخيرة التي انعقدت في أديس أبابا.
وعلى الفور، ستبدأ الوكالة بإجراءات تنفيذ هذه المبادرة الاستراتيجية بالتنسيق مع الدول الأفريقية الراغبة في الاستفادة منها، حيث يعتبر أحد الإجراءات الرئيسية لعمل الجزائر في السياسة الخارجية هو إنشاء هذه الوكالة لتوضيح تضامنها مع القارة الأفريقية، وإعادة تأكيد توجهها الاستراتيجي والجيوسياسي، وترشيحها لدول البريكس.
يذكر أن رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، التشادي محمد موسى فقي، اتخذ قراراً من جانب واحد، في تموز 2021، بشأن منح الكيان الاسرائيلي صفة مراقب داخل الاتحاد الإفريقي، وهو قرار واجه معارضة قوية داخل المنظمة، وعلى وجه الخصوص من قبل الدول التي تدعم حق الشعب الفلسطيني الدائم في الحرية والاستقلال. وقد اعتبر العديد من الأطراف الإفريقية والعربية نهج محمد موسى فقي “انتهاكاً صارخاً” للميثاق الإفريقي لحقوق الإنسان، ولمبادئ وقيم الاتحاد، ونظامه الأساسي الذي يدافع عن محاربة العنصرية، وإنهاء الاستعمار، وحق الشعوب في تقرير مصيرها. وخلال مداولات الدورة العادية السابقة لقمة رؤساء دول وحكومات الاتحاد الأفريقي، تم اعتماد قرار تعليق منح صفة مراقب للكيان الاسرائيلي بالإجماع، بتشكيل لجنة من سبعة رؤساء دول، بما في ذلك الجزائر، لتقديم توصية لقمة الاتحاد بشأن هذه المسألة.
أدى قرار الرئيس تبون بتخصيص مليار دولار لتنمية إفريقيا إلى سحب البساط من تحت أقدام داعي تسلل وفد الكيان الاسرائيلي إلى المؤتمر، حيث رحب المؤتمر الوطني الإفريقي، الذي كان حفار القبور التاريخي لنظام الفصل العنصري في جنوب إفريقيا، على الفور بطرد الوفد الصهيوني من قمة الاتحاد الأفريقي الأخيرة، ووصف هذا القرار بأنه “مشجع”.
من خلال العمل بلا كلل لمنع نظام الفصل العنصري الإسرائيلي من التسلل إلى أفريقيا، تريد السلطات في الجزائر أيضاً إخراج نظام الفصل العنصري من فلسطين، فقد كانت الجزائر في مقدمة الداعمين لنضال حزب المؤتمر الوطني الإفريقي، ثم بقيادة مانديلا، ضد هذا النظام البغيض. لقد حرم الكيان الاسرائيلي المحتل ملايين الفلسطينيين من حريتهم وانتزع منهم ممتلكاتهم، ما أدى إلى استمرار نظام التمييز العنصري وعدم المساواة. كما قام بشكل منهجي بسجن وتعذيب آلاف الفلسطينيين، في انتهاك صارخ لقواعد القانون الدولي. وبحسب المراقبين، فقد عادت شعلة الكفاح ضد الفصل العنصري في إفريقيا وفلسطين إلى الجزائر الجديدة، مع التأكيد على أن وضع الكيان الاسرائيلي داخل الإتحاد الإفريقي قيد المراجعة حالياً من قبل لجنة رؤساء الدول الاعضاء.