علم الزلازل ليس تنجيماً.. الشائعات تثير الخوف والذعر والجيولوجيون يطالبون بنقابة
دمشق- ميس خليل
أوضح رئيس قسم الجيولوجيا في جامعة دمشق سابقاً الدكتور نضال جوني لـ “البعث” أن علينا التعايش مع فكرة أن منطقتنا ذات نشاط زلزالي، وأن الهزات ستتوالى حتى استقرار وتفريغ الكمّ الهائل من الإجهادات التي تولدت بفعل حركة مفاجئة وقوية للصفيحة العربية مع الأناضولية والصفيحة الأفريقية، ومن هنا سنرى أن الزلازل المحسوسة ستبقى لفترة ما غير محدّدة بدقة، وهي برسم الوضع التكتوني الإقليمي، مشيراً إلى أنه أصبح لدى الجميع المعرفة بخصوص الوضع الجيولوجي لمنطقتنا، ولذلك من المهمّ اتباع إجراءات الحماية والسلامة، وتجاوز المرحلة وعدم الخضوع للشائعات والقيل والقال، فالأرض تتحرك وهذه حياتها، وما علينا هو التعامل مع ذلك والحذر فقط، ومن يستند ويصدق أقوال العالم كذا والعالم كذا سيبقى بحالة خوف ورعب وهذا هو المطلوب.
وبيّن جوني أن كثيرين يضعون افتراضات جيولوجية للوضع الراهن والمستقبلي للمنطقة، منهم ما هو جيولوجي ومنهم غير ذلك، ومنهم المختص والآخر غير المختص، ويضعون سيناريوهات لما تؤول إليه المنطقة من الناحية الجيولوجية والتكتونية، ويرسمون مسارات حركة الصفائح ويقدمون افتراضات لا أساس علمياً لها، وينبغي عدم الانجرار وراء هؤلاء وانتظار عمل المراكز المختصة في علم الزلازل التي ستُجري تحليلاً للسجلات الزلزالية وهي بأعداد هائلة، ويتطلّب ذلك وقتاً لوضع تصور عما آلت إليه الأمور، مؤكداً أن الجيولوجيين يقومون حالياً بمراقبة تواتر الهزات وانتشار طاقة الإجهاد.
وذكر جوني أن علم الزلازل هو علم وليس تنجيماً، والتنبؤ بالزلازل علم وليس غير ذلك، والكواكب ووضعها لا يؤثران على حدوث أو قوة الزلزال، والزلازل هي حدث أرضي مرتبط ببنية الأرض والألغاز المجهولة تكمن هناك وليس في السماء، وما يحدث الآن بعد زلزال 6 شباط المدمّر طبيعي، وسوف تحدث آلاف الهزات وبأقدار مختلفة قد تصل بحالة استثنائية إلى 6 درجات، لكن أغلبها سيكون ضمن منطق الهزات الارتدادية المتفاوتة الشدة، مشيراً إلى أنه في الأسابيع القادمة وربما في الأشهر ستبقى هذه الحالة، والمهمّ هو تجاوز المرحلة بهدوء وعدم الانجرار إلى شائعات مغرضة أسبابها خفية.
وأشار جوني إلى أنه ومنذ عقود طويلة والجيولوجيون يناضلون لإقامة نقابة، فالجيولوجيا علم تطبيقي عالي المستوى، وبالتالي لحق الإجحاف بالمختصين بهذا العلم التطبيقي الأكثر أهمية في بناء اقتصاديات الدول، المياه والنفط والغاز والثروات الباطنية والسطحية والدراسات الهندسية بغرض الإنشاء ومنها المباني والمنشآت المقاومة للزلازل وكافة الظواهر التي تنتمي إلى كوكب الأرض، ولذلك كان هناك سعي ومنذ سنوات عديدة للجيولوجيين للحصول على نقابة تجمعهم وتدافع عن مصالحهم وتحقق الحضور اللائق لهذا العلم العظيم، ولذلك فإننا نطالب حالياً بإصدار قرار بإنشاء نقابة لممارسي العلوم الجيولوجية.