العمليات الفدائية تؤرّق قادة الاحتلال.. والشرخ يضرب حكومة نتنياهو
الأرض المحتلة – تقارير:
أقرّت المنظومة الأمنية والعسكرية في كيان الاحتلال الإسرائيلي بفشل ما سمّته “منظومة الردع” للعمليات الفدائية الفلسطينية، مشيرةً إلى أن العمليات الأخيرة التي أدّت إلى سقوط 14 قتيلاً في صفوف جيش الاحتلال والمستوطنين ألحقت خسائر فادحة بكيان الاحتلال.
أما داخلياً، ومع استمرار الخلافات بين ائتلاف المتطرّفين الصهاينة الحاكم والمعارضة الإسرائيلية، ضرب الشرخ حكومة كيان الاحتلال برئاسة بنيامين نتنياهو مع تقديم رئيس حزب “نوعام” أفي معوز استقالته للأخير من منصبه كنائب وزير في مكتب رئيس الحكومة، وجاء هذا التطوّر في وقتٍ حذّر فيه المئات من ضباط الاحتياط بوحدة المخابرات العسكرية “8200” في جيش الاحتلال الإسرائيلي، من أنّهم “لن يتطوّعوا لأداء الخدمة إذا تم تمرير خطة التعديل القضائي” التي تتبناها حكومة نتنياهو.
وفي التفاصيل، أكّد رئيس أركان الاحتلال هرتسي هليفي الثلاثاء، أنّ “الهجمات الفلسطينية والحوادث الأخيرة ألحقت خسائر فادحة بكيانه”.
كذلك قال اللواء في احتياط الاحتلال أيال بن رؤوفين، تعليقاً على العمليات الفدائية في فلسطين المحتلة: إنّ “كيان الاحتلال يواجه موجة عمليات قاسية مع سقوط 14 قتيلاً في شهر، بينما تشير التقديرات إلى أنّ هذه الموجة ما زالت في طريقها نحو الصعود حتى شهر رمضان”.
وتابع بن رؤوفين: “نحن في فيلم لم نشاهده من قبل، فعندما أرى ما يحدث على الأرض إلى جانب تصريحات المسؤولين الإسرائيليين عن هذه الأحداث، وكيف تعمل الحكومة، فإنّ كلمة القلق من هذا الوضع هي كلمة صغيرة، بل الأمر فظيع ومخيف”.
وختم اللواء في احتياط الاحتلال قائلاً: إنّ الشعور العام الآن هو أنّ “كل شيء ينهار”، محمّلاً نتنياهو المسؤولية، وواصفاً ما يشهده كيانه حتى الآن بأنه فشلٌ مطلق.
بدورها، علّقت وسائل إعلام إسرائيلية على عملية أريحا، التي جرت أمس، مشيرةً إلى أنّ “ما حدث هو بالضبط الأمر الذي تخاف منه المؤسستان الأمنية والعسكرية، (وفق قاعدة) عملية تتبع عملية”.
وقال اللواء في احتياط الاحتلال، ورئيس “الموساد” السابق، داني ياتوم: إنّ هذه العملية تُظهر أنّ “إسرائيل فقدت الردع”.
ورأى، أنّ “حقيقة أن يقوم الفدائيون الفلسطينيون، في ضوء النهار، بتنفيذ عمليات، ثمّ ينجحون في الانسحاب، تشير إلى أنّه يجب القيام بعمل مُضنٍ لإعادة الردع”.
من جانبه، أكّد مراسل الشؤون العسكرية في “القناة الـ13″، أور هيلر، أنّ “نجاح الفلسطينيين، في حوارة، يشجّع خلايا إطلاق نار أخرى على الخروج في مناطق متعدّدة مع السلاح إلى مفترقات الطرق، والحديث هنا بصورة محدَّدة عن منطقة أريحا”.
جدير بالذكر، أنّ عمليتي أريحا وحوارة، جاءتا في وقت تستنفر فيه حكومة الاحتلال الإسرائيلي أجهزتها الأمنية والعسكرية بأذرعها المختلفة بشكلٍ كبير، بعد توقّعات استخبارية رجّحت أن ينفّذ الفلسطينيون عملياتٍ انتقامية لشهداء مجزرة نابلس التي ارتكبتها القوات الإسرائيلية الأسبوع الفائت، وأدّت إلى ارتقاء 11 شهيداً فلسطينياً وعشرات الإصابات.
إلى ذلك، تعرّضت حكومة المتطرّفين الصهاينة إلى أول شرخ في بنيتها مع تقدّيم رئيس حزب “نوعام” أفي معوز، مساء الاثنين، استقالته لنتنياهو من منصبه كنائبَ وزير في مكتب رئيس الحكومة، مع استمراره في مزاولة مهامه بصفته عضواً في الائتلاف الحكومي.
ووفق وسائل إعلام إسرائيلية، فإنّ معوز “قدّم استقالته من الحكومة احتجاجاً على عدم قدرته على التأثير وعلى غياب صلاحياته”.
وفي سياق متصل، حذّر المئات من ضباط الاحتياط بوحدة المخابرات العسكرية “8200” في جيش الاحتلال الإسرائيلي، من أنّهم “لن يتطوّعوا لأداء الخدمة إذا تم تمرير خطة التعديل القضائي” التي تتبناها حكومة نتنياهو.
وقال الضباط في رسالة وجّهوها إلى وزير الأمن يوآف غالانت، ورئيس الأركان هارتسي هاليفي، ورئيس شعبة الاستخبارات العسكرية (أمان) آرون حليفا: “نحذركم من أننا نرصد تراكماً مقلقاً لعلامات تنذر بوجود مخاوف حقيقية على سلامة إسرائيل وأمنها”، حسبما ذكرت القناة الـ”13” الإسرائيلية.
والأسبوع الماضي، وقّع ما يزيد على 100 ضابط ومقاتل في “منظومة العمليات الخاصة” التابعة للاستخبارات العسكرية، ومن بينهم لواءات، على عريضة حذّروا فيها من أنّه “إذا ما تواصل التشريع فلن نستمرّ في الخدمة، ولن نخدم بعد ذلك في الاحتياط”.
وقبل أيام، صرّح رئيس المعارضة الإسرائيلية، يائير لابيد، بأنّ “إسرائيل”ستكون مفكّكة من الداخل بعد نصف سنة من الآن، و”مجتمعها” سيكون منشغلاً بكراهية الواحد للآخر.
وتتصاعد الانقسامات داخل كيان الاحتلال الإسرائيلي ضد تعديل النظام القضائي، بقيادة وزير القضاء ياريف ليفين في حكومة الاحتلال، وخصوصاً أنّ ما تسمّى لجنة القانون والدستور في “الكنيست” صدّقت قبل أيام في القراءة الأولى على بندين من هذه الخطة.