ثقافةصحيفة البعث

اليونسكو تعد بـ “تدخل إسعافي” لإنقاذ آثار حلب

حلب – غالية خوجة

انهى وفد منظمة اليونسكو زيارة إلى حلب استمرت يومين تفقد خلالها العديد من معالم المدينة وقيم الأضرار التي أحدثها الزلزال، لدراسة أولويات التدخل العاجل وتمويل بعض المشاريع التي تحتاج إلى تدخل إسعافي مناسب لصروح ومعالم حلب الأثرية المدرجة على لائحتها كتراث إنساني عالمي.

وشملت الزيارة التي تعتبر الأولى منذ الحرب متحف حلب الوطني الذي تعرّض مبناه وبعض مقتنياته للأضرار، وقلعة حلب ومحيطها ومبانيه، والأسواق القديمة، والجامع الأموي الكبير، والخانات، والمدرسة الحلوية، وموقع باب أنطاكية، والسور الغربي لحلب القديمة الذي انهارت أجزاء منه فأصبح حي العقبة مهدداً أيضاً، كما تابع الوفد ومرافقوه زياراتهم ولقاءاتهم استكمالاً لبرنامج مهمتهم.

يقول المهندس أحمد الغريب مدير قلعة حلب: ظهر حزن القلعة البالغ على الوفد نتيجة ما دمره الزلزال العنيف.. بداية، تمّ الوقوف على الأضرار التي أحدثها الزلزال في مدخل القلعة الذي شهد تصدعات شديدة على القوس الوتري الحامل لبلاط المدخل، وعلى أثره، تمّ توقيف زيارة القلعة حفاظاً على السلامة العامة، ثم انتقل الوفد إلى مبنى الجامع الأيوبي الذي يعود إلى بداية القرن الثالث عشر الميلادي، وهناك تصدعات وخلوع في جسد مئذنته إضافة لسقوط الجوسق من الأعلى، وكذلك تداعى جزء من الواجهة الجنوبية للثكنة العثمانية، بينما أصاب الانتفاخ والتصدّع واجهتها الشمالية، إضافة لسقوط جزء من سقفها، بعدها انتقل الوفد إلى الطاحونة العثمانية التي انهار جزء كبير منها، للأسف، ووقف الجميع حول عدد من الأبراج الدفاعية والبدنات في السور الدفاعي.

وتابع الغريب: تمّ توثيق وتصوير جميع هذه الأضرار، ووُعدنا خيراً، وهناك أمل كبير بالتدخل الإسعافي الملحّ والسريع لتدعيم مدخل القلعة ومعالجة تصدعاته الشديدة وما أصاب قوسه الذي يحمل درج المدخل ليتسنى للزوار الدخول، أيضاً، الإسراع في التدخل الإسعافي للمئذنة الآيلة للسقوط وما تعانيه من ميل شديد وتصدعات شديدة في واجهاتها الأربع، ثم معالجة التصدعات الأخرى في القلعة تبعاً لمراحل مناسبة، وكان هذا من أهم الوعود المهمّة لوفد “اليونسكو” التي ستدعم هذا الموقع الحضاري المهمّ المسجل على لائحة التراث العالمي.