لماذا يحكم الولايات المتحدة رجل عجوز؟
تقرير إخباري:
ليس غريباً أن يحكم الولايات المتحدة رجل عجوز، حيث إن أغلب الرؤساء الأمريكيين وصلوا إلى الحكم في سنّ متأخر تقريباً، ولكن اللافت هو الإصرار على حصر التنافس في الولايات المتحدة على كرسي البيت الأبيض بين رجلين تجاوزا سن الثمانين من العمر، وأثارت مجموعة من التقارير مخاوف حول صحتهما العقلية، فهل هناك سياسة ثابتة تقضي بأن يحكم البيت الأبيض رجل عجوز تُحيط به مجموعة من الشكوك حول صحته العقلية وتثير تصرّفاته على المنابر التكهّنات حول أهليّته للقيادة، وخاصة أن هناك انتقاداتٍ من الخارج أشار إليها الفيلسوف الروسي ألكسندر دوجين حول القرارات التي اتخذها الرئيس الأمريكي جو بايدن فيما يخص الحرب في أوكرانيا تؤكد أن الرجل ليس صاحب خيار في هذه القرارات، بمعنى أنه لا يتمتع بصحّة عقلية تؤهّله لتقدير العواقب، حيث يمكن في نهاية الحرب تحميله المسؤولية كاملة بدلاً من المؤسسة السياسية الأمريكية بالكامل.
فبعد قيادته حزب الديمقراطيين في إحدى أقوى الانتخابات النصفية للحزب الحاكم في الولايات المتحدة، يواجه بايدن شكوكاً متزايدة في شأن ترشحه لولاية ثانية، حيث تصاعدت الشكوك بعد بلوغ الرئيس بايدن الثمانين من العمر في 20 تشرين الثاني، ما يجعله الرئيس الوحيد الذي يقود الولايات المتحدة وهو في الثمانينيات من العمر، وهو ما يثير أيضاً مزيداً من التساؤلات في شأن السقف العمري الملائم لرئيس الولايات المتحدة.
ولا ننسى أن نسبة رضا الأميركيين عن الرئيس الأميركي الحالي ما زالت ثابتة عند 42%، وهي مشابهة لتصنيفه بنسبة 41% للتعامل مع الشؤون الخارجية للبلاد، حيث حصلت سياسة بايدن في الاستجابة لفيروس كورونا على 53% من رضا الأميركيين، بينما تظل تقييمات تعامله مع الاقتصاد 34%، والهجرة 33% فقط، كما واجه بايدن تحدّياتٍ صعبة في الولايات المتحدة وخارجها مع استمرار التوترات مع الصين وروسيا، واستمرار التضخم المرتفع، واستمرار الجدل حول دخول المهاجرين إلى الولايات المتحدة الأميركية.
ولا تزال الموافقة الإجمالية على أداء بايدن منخفضة في معالجته 6 قضايا رئيسية، كما لا يزال ردّه على فيروس كورونا هو القضية الوحيدة التي حصل على موافقة الأغلبية عليها، وعلى الرغم من أن بايدن لم يعلن رسمياً أنّه سيسعى لإعادة انتخابه، فمن المتوقع أن يفعل ذلك، وسيحتاج على الأرجح إلى معدلات موافقة أعلى للفوز بولاية أخرى.
وحسب الدراسات فإن أغلبية الأميركيين يريدون رئيساً عمره أقل من 65 عاماً، ويرفضون ترشح الرئيسين السابق دونالد ترامب والحالي بايدن مجدّداً، وذلك على خلفية تصريح للطبيب السابق في البيت الأبيض روني جيكسون بأن الإدارة الأميركية تخفي معلوماتٍ بشأن صحة بايدن العقلية، وأغلب الأميركيين يرون أن صحة بايدن العقلية في تدهور كامل، ولا توجد شفافية في توفير المعلومات من جانب البيت الأبيض عمّا يحدث، وأعرب جيكسون عن عدم رضاه حيال “عدم إعلان” اجتياز الاختبار المعرفي للرئيس الأميركي في ختام الفحص الطبي له، لكن الإدارة الأميركية مصمّمة على إخفاء الحقيقة بشأن صحّة الرئيس الأميركي العقلية، ومؤخراً خضع بايدن لفحص طبي وقال طبيبه المعالج، كيفين أوكونور: إنّ الرئيس يتمتع بصحة جيدة وقادر على أداء عمله بنجاح.
ويبدو أن اختيار الرئيس في الولايات المتحدة ليس تابعاً أصلاً لما يشاهده المتلقي على وسائل الإعلام، وإنما هو تابع للوبي أكبر من ذلك، هو المسؤول في النتيجة عن اختيار مثل هؤلاء الأشخاص الذين يسهل التحكّم بهم عن بُعد، أو من خلال مساعدين لهم تابعين لهذا اللوبي، بمعنى أن الانتخابات الأمريكية تميل إلى الصورية أكثر منها إلى الواقعية.
ميادة حسن