محافظ اللاذقية: ٣٨٣٣ مبنىً غير آمن و١٢٩٢٢ آمناً.. ضرورة موافاة غرفة العمليات ببيانات المتضررين لإيصال المساعدات لهم
اللاذقية – مروان حويجة – ربا حسين:
أكّد محافظ اللاذقية المهندس عامر إسماعيل هلال في تصريح خاص لـ”البعث” أنّ المواطنين المتضرّرين الذين لجؤوا إلى الأهل والأقارب والأصدقاء والجوار تتم متابعة أماكن وجودهم عبر الوحدات الإدارية والمخاتير من خلال التعميم، مشدّداً على ضرورة موافاة غرفة العمليات حول هؤلاء المواطنين المقيمين خارج مراكز الإيواء لأجل إيصال المعلومات والبيانات إلى الغرفة المنبثقة عن لجنة الإغاثة الفرعية لإيصال المساعدات إلى أماكن وجودهم.
وخلال المؤتمر الصحفي الذي عقدته غرفة العمليات المنبثقة عن لجنة الإغاثة في المحافظة، بيّن المحافظ أن اللجنة تقوم بجولات اطّلاعية للتعرّف على أماكن وجود الأسر ومساعدتهم، وعن إجراءات وضوابط السلامة الإنشائية وتحديد المسؤوليات، أوضح المحافظ أنّه تمّ تشكيل ست لجان من جامعة تشرين مهمّتها رصد الحالات، وتضمّ اللجان دكاترة اختصاصيين من جامعة تشرين من ذوي الكفاءة العالية، وقد زاروا المناطق وتمّ أخذ العيّنات من خمس مناطق في جبلة واللاذقية، من التربة والبيتون وحديد التسليح، ويتم إجراء التحاليل في المختبرات بالجامعة وكلية الهندسة المدنية والخاصة، مؤكداً أنه في حال أظهرت التحاليل خللاً فنيّاً وغشّاً لاحقاً من المتعهّدين فسوف تظهر من خلال التقارير التي ترد إلى غرفة العمليات، وعندها سيتم تحويل أية مخالفة إلى النائب العام لاتخاذ الإجراءات القانونية بحق المخالفين.
وحول العودة الآمنة للطلاب إلى المدارس، أشار المحافظ إلى تشكيل ١٥ لجنة للكشف الأولي على المدارس، قائلاً: غطينا ٧٠% من المدارس الموجودة على مستوى المحافظة، وفي الزلزال الثاني أيضاً كانت هناك لجان للتأكّد من السلامة.
وبيّن المحافظ أنّه تمّ تشكيل ٣٠ لجنة هندسية للكشف على الأبنية المدرسية وتقييم حالتها وتحديد إمكانية عودة الطلاب والكوادر التربوية إليها، وهذا العمل مستمر بالتنسيق مع مديرية التربية لضمان العودة الآمنة لهم.
بدوره مدير التربية في اللاذقية، عمران أبو خليل، أوضح فيما يتعلق بهذه النقطة، أنه تم الكشف على حوالي ٩٠% من المدارس من خلال لجان الكشف، وأن هناك نحو ٥٠٠ مدرسة صالحة للعودة إليها حتى تاريخه، و١٤٠ مدرسة تحتاج إلى صيانة، و ٦٦ مدرسة تحتاج إلى كشف من اللجنة العليا للسلامة الإنشائية، مبيّناً أنّه خلال اليوم أو غداً سيتم الإعلان عن المدارس الآمنة التي يمكن العودة إليها.
ونوّه المحافظ إلى أن المحافظة أفسحت المجال من جديد للمواطنين لتسجيل طلباتهم في الكشف عن أبنيتهم المتضرّرة والتأكّد من سلامتها الإنشائية لإعطائهم الطمأنينة حول واقعها، معتبراً أنه بعد افتتاح حوالي ٥٢ مركز إيواء على مساحة المحافظة خلال الأيام الأولى بعد الزلزال يتم العمل حالياً في ٢٤ مركزاً يقيم فيها نحو ٢٢٦٧ عائلة، مع تنظيم عملها بما يمكّن من تقديم الخدمات للمقيمين فيها، والعمل على إحداث مراكز مجهّزة بشكل أفضل من حيث خدمات الإقامة والمتطلبات الصحيّة بالتزامن مع العمل مع الشركاء للوصول إلى كل المتضرّرين الذين انتقلوا للسكن عند أقاربهم أو في ريف المحافظة وهم النسبة الأكبر.
وحول دور لجان الكشف، أوضح المحافظ أنّه تمّ تشكيل 102 لجنة فنية للكشف على المنازل في جميع أنحاء المحافظة وبدأت أعمالها في الأيام الثلاثة الأولى لحدوث زلزال، حيث كانت المحافظة في حالة استنفار لإنقاذ الأحياء، وانتشال الجثث، وقد أحصت اللجان عدداً كبيراً من المباني على مستوى المحافظة ووصلت الأرقام إلى 27 ألف مبنى، ولأجل زيادة الطمأنينة كان هناك لجان للسلامة العامة عددها ست لجان في الفترة الأولى، وتمّ دعمها بلجان أخرى بعد الزلزال الثاني لتعطي القرار النهائي، وهي تُقيّم المباني إن كانت للإزالة أو للتدعيم أو إعادة ترميم بسيط، كاشفاً عن وجود ٣٨٣٣ مبنى غير آمن مع إمكانية التدعيم و١٢٩٢٢ مبنىً آمناً يمكن العودة إليه بعد إجراء الصيانة، إضافة إلى ٩٩١٩ مبنى سليماً من إجمالي الأبنية التي تمّ الكشف عنها.
ونوّه المحافظ بأصالة السوريين والغيرية والمحبة التي لم تستطع سنوات الحرب الطويلة أن تمحوها أو تختزلها، ومساعدة فرق الإنقاذ، مع تسخير الطاقات في الجهات العامة وفعاليات القطاع الخاص التي بادرت من تلقاء نفسها للمساعدة أيضاً في عملية تأثّرت بشكل واضح في بدايتها بنقص الإمكانات والمعدّات نتيجة الحصار الاقتصادي.
وتابع: إن “هذا الزلزال ضرب ليلاً ونحن غير مهيّئين ومجهّزين تقنياً لمثل هذه الكوارث، واستطاعت الدولة استيراد بعض الآليات الهندسية من الدول الشقيقة والصديقة، وبدأت التوجيهات من السيد الرئيس بشار الأسد خلال اجتماعه مع الحكومة بالتدخل السريع الفوري، وتمّ رفد محافظة اللاذقية بآليات هندسية عددها 160 آلية استطعنا السيطرة على موضوع انتشال الضحايا برقم قياسي بالمقارنة مع المعدات لدينا”، مؤكداً الأثر الكبير للعقوبات الجائرة في صعوبة توفير التجهيزات الفنية اللازمة بعد أكثر من 12 عاماً بسبب الحصار والعقوبات التي أثرت فينا طبّياً وصحياً.
وتوجّه المحافظ بالشكر إلى كل الدول الشقيقة والصديقة التي لم تتوانَ في المؤازرة وتقديم أشكال المساعدة في الإنقاذ والإغاثة، كما ثمّن جهود الأشقاء العرب والدول الصديقة، وسرعة مبادراتهم وكرمهم.
عضو مجلس إدارة الهلال الأحمر العربي السوري المحامي حسان ماجد صفيّة لفت إلى استنفار الأطراف والشركاء من خلال غرفة العمليات عبر اللجنة الفرعية للإغاثة منذ وقوع الزلزال، مع جميع الكوادر من الشركاء لمواجهة تداعيات الزلزال، مؤكداً أنّ الاستجابة كانت على قدر المستطاع في البداية، ثم تحسّنت فيما بعد مع إحداث غرفة العمليات من خلال لجنة الإغاثة الفرعية، والقيام بكل ما يمليه الواجب لمواجهة هذه الكارثة، حيثُ تم نقل جثامين الكثير من الضحايا، وتمّ الانتقال إلى مراكز الإيواء ومراقبة سير العمل بها، ومن ثمّ الانتقال إلى جميع مراكز المحافظة والقرى والمدن الصغيرة للاطلاع على واقع الحال بعد هذا الزلزال المدمّر.
من جهته مدير الأمانة السورية للتنمية في اللاذقية، راني صقر، أوضح أنّ أكثر من ٤٥ جهة كانت تعمل ضمن فريق عمل متكامل من مجتمع أهلي ومديريات خدمية على مدار 24 يوماً منذ حصول الزلزال، إضافةً إلى المشاركة اللافتة للمنظمات الأممية التي استجابت -مشكورة- بشكل لافت للكارثة، مشيراً إلى أنه كان هناك تواصل من خلال غرفة العمليات وتنسيق جهود من خلال توزيع الاحتياجات المطلوبة لمراكز الإيواء من ناحية البنى التحتية لأن معظم المراكز التي استضافت المواطنين غير مجهّزة كمراكز إيواء.