جهود استثنائية في رياضة اللاذقية لمساعدة متضرري الزلزال
البعث الأسبوعية -خالد جطل
نجح رياضيو اللاذقية في تقديم صورة مميزة عن الرياضي الحقيقي الواعي بدوره والحريص على سلامة مجتمعه، وذلك بعد الجهود التي قاموا بها على مختلف المستويات بعد الزلزال المدمر الذي تعرضت له بعض محافظات القطر، حيث بدأت عمليات الدعم والإغاثة في اللجنة التنفيذية ومدينة الأسد الرياضية ومقرات الأندية.
اللافت بالأمر أن أندية اللاذقية ورغم الفقر الذي تعاني منه وقلة استثماراتها وعدم وجود بنية تحتية بمقراتها مقارنة مع أندية أخرى قامت بدورها الاجتماعي والإنساني على أكمل وجه وعلى مبدأ “جود بالموجود” حاولت الإدارات تقديم أفضل ما يمكن مع الاستعانة بتبرعات ومساهمات للأهالي الذين دفعتهم غيرتهم على أهاليهم للمساعدة.
جهود كبيرة
أولى المناطق التي كانت ملاذاً للأهالي منذ اللحظات الأولى للكارثة كانت مدينة القائد الخالد حافظ الأسد الرياضية حيث توجه الآلاف من أهالي اللاذقية إليها، وعلى الفور تم فتح الصالة رقم 2 والبهو الخلفي لها لاستقبال الأهالي المنكوبين ولحمايتهم وأطفالهم من برودة الطقس والأمطار.
المهندس أيهم كحيلة مدير المدينة الرياضية كشف لـ”البعث الأسبوعية” أن الواجب الوطني والإنساني حتم تأمين كل وسائل الراحة للمتضررين لذلك تم التواصل مع عدة جهات ومؤسسات رسمية وأهلية في سبيل ذلك، مبيناً انه فور حدوث الزلزال كان هناك تدخل إيجابي من السورية للتجارة والتي قدمت فرش واغطية ثم توالت عمليات الدعم من عدة مؤسسات ومنها العرين والهلال الأحمر ومؤسسات أخرى وكل هذا تم بالتنسيق مع الاتحاد الرياضي العام ومحافظة اللاذقية وقيادة فرع الحزب ليكون العمل منظماً وكي لا يكون هناك أي مجال للخطأ.
وأضاف كحيلة: مع مرور الأيام كان الحمل يزداد نتيجة تزايد عدد المواطنين القادمين لمركز الإيواء خاصة مع وقوع زلزال ثانٍ وارتفاع عدد البيوت المتصدعة ما جعل الأهالي يبحثون عن مناطق آمنة، ونتيجة ارتفاع العدد زاد الضغط على المرافق العامة بالصالة والتي هي بالأساس مخصصة لعدد قليل من الرياضيين وعليه تم التواصل مع عدة جهات لحل المشاكل الناجمة.
كحيلة ومن خلال مشاهداته أكد أن المجتمع السوري بكل شرائحه وأطيافه كان يداً واحدة ولبى نداء الواجب الوطني والإنساني بدليل عمليات المساعدة وتقديم العون للمنكوبين منذ اللحظات الأولى التي تلت الزلزال خاصة مع الصمت الدولي حيال هذه الفاجعة.
مركز وخدمات
من جهته رئيس اللجنة التنفيذية للاتحاد الرياضي بسام زراوند لفت إلى أن الخطوة الأولى بعد وقوع الزلزال كانت القيام بجولات اطلاعية على كافة صالات ستاد الباسل ومسبح الباسل للوقوف على سلامتها وعدم تعرضها للأضرار وبعد التأكد من سلامة المنشآت كافة تم فتح أبواب مسبح الباسل وعدد من صالات ستاد الباسل لاستقبال المتضررين وتقديم يد العون لهم رغم تزايد أعدادهم من يوم ليوم نتيجة الخوف والهلع التي رافقت الزلزال ووقع زلزال ثانٍ بعد أيام حيث وصل عدد الأهالي المتواجدين لما يقارب 400 شخص بالإستاد وحوالي 250 شخص بالمسبح.
وأضاف زراوند: اليوم وبعض مضي أيام على وقوع الزلزال الأول انخفض العدد إلى ما يقارب 200 شخص بالصالات ومثلهم بالمسبح بعد صدور قرار من المحافظة بضرورة تقديم من يرغب التواجد بمراكز الإيواء أوراق رسمية تؤكد عدم سلامة منازلهم وذلك لتكون أحقية المراكز لمن تضرر فعلياً.
خلية نحل
أندية اللاذقية من جانبها تسابقت لتحمل مسؤوليتها الاجتماعية منذ اللحظات الأولى التي تلت وقوع الزلزال وكان نادي جبلة هو الملاذ للمئات من أهالي المدينة المنكوبين نتيجة تعرض عشرات المنازل للسقوط ، وعلى الفور تم تأمين الغذاء والإقامة والأغطية والفرش لهم للتخفيف من آلام المصاب والحال ذاته كان في ناديي تشرين وحطين حيث تحولت مقرات الأندية إلى ما يشبه خلية النحل ، ففي تشرين تحول النادي لمركز إيواء مؤقت استقبلت فيه العائلات المنكوبة والمتضررة وتقديم كل ما يلزم لهم من إقامة وغذاء وفي حطين تم تحويل صالة الأفراح وغرف النادي لمركز إيواء وتقديم العون للأهالي، وغير بعيد عن تشرين وحطين قامت إدارة نادي التضامن بتحويل المقر لمركز إيواء لعدد من الأسر.
وبعد مضي أيام على الزلزال كان التوجه لتقديم الدعم النفسي للأهالي عامة والأطفال خاصة لإخراجهم من الحالة التي يعانون منها، حيث تم التواصل مع عدة جهات خاصة بالجانب النفسي من جمعيات لتقدم خدماتها بغية إخراج الأطفال من الحالة السلبية وتم ذلك عدد من الأنشطة والفعاليات ومنها عرض أفلام سينمائية بهد التوعية إضافة لإقامة العديد من الأنشطة بمشاركة مجموعة من الرياضيين.
الرياضة حياة
تجسيداً لمقولة القائد المؤسس حافظ الأسد “إني أرى في الرياضة حياة” كان لتواجد عدد من الرياضيين دور مؤثر في المبادرة التي أقامها الاتحاد الرياضي العام بوجود رئيسه الأستاذ فراس معلا عبر مهرجان رياضي فني بمشاركة الأطفال في مركز إيواء مدينة الأسد الرياضية تخلله عدة أنشطة فنية ورياضية “ميني باسكت” وعروض يوغا وفنية لفرقة طيور الجنة سورية وقد لاقت المبادرة استحسان الأهالي والأطفال والذين عبّروا عن سعادتهم للمشاركة وتمنوا من الاتحاد الرياضي تكرار الفعاليات.
لاعبة ومدربة كرة السلة رولا خريمة أكدت أن المبادرة الرياضية التي أقيمت على التوالي بمراكز الإيواء “جبلة والباسل والمدينة” وكان الهدف منها التفاعل مع الأطفال وإدخال الفرح إلى قلوبهم بعد تعرضهم للزلزال وتبعاته، فيما أشار نجم منتخبنا الوطني لكرة القدم أنيس قاسم إلى أن هذه المبادرة جزء من الواجب الإنساني والوطني اتجاه المتضررين، مضيفاً: كوننا رياضيين هذا يوفر علينا الكثير من الوقت للتأقلم مع الأطفال والتقرب منهم للتخفيف من الآثار السلبية للزلزال الذي ضرب المحافظة ولا أخفي سعادتي وأنا أرى البسمة على وجوه هؤلاء الأطفال رغم المأساة التي تعرضوا لها.
وبمحبة شاركت نجمة منتخبنا الوطني لكرة السلة ولاعبة حطين ليلى حسن آغا وتفاعلت مع الأطفال وكانت قريبة منهم بحسها الإنساني وترجمت هذا بالكثير من الأفعال والخدمات التي قدمتها للأطفال ومشاركتها في المبادرة وتعليم الأطفال مبادئ لعبة كرة السلة.