ليونيل ميسي يتوج نفسه كأفضل لاعب في التاريخ و”الفيفا” يؤكد الاختيار
البعث الأسبوعية- مؤيد البش
كرس الأرجنتيني ليونيل ميسي نفسه كأسطورة يصعب تكرارها بعد أن نجح بالتتويج بجائزة الاتحاد الدولي (الفيفا) لأفضل لاعب كرة قدم في العالم، بعد أن تفوق النجم المخضرم المتوج بلقب كأس العالم مع منتخب بلاده في نهاية العام الماضي على الفرنسي كيليان مبابي زميله في باريس سان جيرمان والفرنسي الآخر كريم بنزيمة لاعب ريال مدريد الإسباني والذي لم يشارك مع منتخب بلاده في نهائيات كأس العالم الماضية بسبب الإصابة.
وسجل ميسي سبعة أهداف خلال كأس العالم وحقق الكرة الذهبية الثانية له في البطولة بعدما قاد الأرجنتين للفوز في النهائي على فرنسا، ليصبح بذلك صاحب الرقم القياسي بعدد التتويجات بجائزة الأفضل بحصده للقب للمرة السابعة في مسيرته.
كلمة السر
ميسي وكعادته عقب منحه الجائزة كان هادئاً حيث وجه الشكر لكل رفاقه الذي ساهموا معه بالتتويج بكأس العالم خاصة المدرب ليونيل سكالوني الذي توج بجائزة أفضل مدرب في العالم والحارس إيمليانو مارتينيز المتوج بجائزة أفضل حارس، مشيراً إلى أنه حقق حلمه في النهاية وموضحاً:” إنه لأمر رائع، إنه لمن دواعي سروري أن أكون في مثل هذه القائمة النهائية إلى جانب بنزيمة وكيليان مبابي، اللذين عاشا عاماً رائعاً، إنه لشرف لي أن أحصل على الجائزة، أود أن أشكر زملائي في الفريق، بدون إنجاز الفوز بكأس العالم، لن نكون هنا، هذه الجائزة تتوج مجهود فريق بأكمله، لقد كان عاماً مجنوناً، حققت فيه حلمي بعد القتال بقوة حتى حققت أفضل شيء في مسيرتي، أشكر عائلتي، والشعب الأرجنتيني، الذين عاشوا أجواء كأس العالم بشغف كبير”.
سيطرة مطلقة
تتويج ميسي جاء ليؤكد أحقيته المطلقة للقب الأفضل على كل المستويات وذلك بعد أن توج الأسبوع الماضي بالجائزة التي يمنحها الاتحاد الدولي لتاريخ وإحصاءات كرة القدم عن عام 2022.
وهيمن ميسي على القائمة المعلنة، إذ تُوج بثلاث جوائز هي أفضل لاعب في العالم لعام 2022، وأفضل صانع ألعاب، بالإضافة إلى أنه أفضل هداف دولي مع المنتخبات.
وعلى صعيد المدربين، فاختار الاتحاد الدولي لتاريخ وإحصاءات كرة القدم المدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي أفضل مدرب للأندية، مما اختير المدرب الأرجنتيني ليونيل سكالوني أفضل مدرب للمنتخبات الوطنية، وفاز الحكم البولندي سيمون مارتشينياك -الذي حكم نهائي كأس العالم بين فرنسا والأرجنتين-بجائزة أفضل حكم.
فارق جوهري
لعل الفكرة السائدة لدى الكثيرين من متابعي الكرة في العالم أن جائزة الأفضل في العالم تتطابق بشكل كامل مع الكرة الذهبية، لكن الحقيقة أن جائزة “الأفضل” يمنحها الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا”، فيما تمنح جائزة الكرة الذهبية من قبل مجلة “فرانس فوتبول” الفرنسية.
لكن الجهة المانحة ليست الفارق الوحيد بين الجائزتين اللتين دمجتا بين عامي 2010 و2015، قبل أن يعود كل طرف إلى منح جائزته الخاصة بدءاً من عام 2016، ففي هذا الموسم تم منح الكرة الذهبية 2022 للفرنسي كريم بنزيمة عما أُنجز في موسم 2021-2022، بينما انتظر الفيفا حتى نهاية كأس العالم ليمنحها لميسي.
كما أن الكرة الذهبية تحسم من خلال تصويت مباشر لصحافيين تختارهم المجلة من أعضاء الاتحاد الدولي للصحفيين، حيث تكون قائمة المصوتين سرية وتصدر الجائزة قائمة قصيرة للمرشحين الـ 30 للجائزة، على أن تعلن الفائز يوم الجائزة، ويختار كلّ صحافي أفضل 3 لاعبين من وجهة نظره، ليحصل الأول على 5 نقاط والثاني على 3 نقاط والثالث على نقطة وحيدة، بحيث يتوج اللاعب الحائز أكبر عدد من النقاط باللقب.
بينما جائزة الأفضل يتم تحديدها من خلال أصوات قادة ومدربي جميع المنتخبات الوطنية للاتحادات المنتسبة لـ”فيفا”، بالإضافة إلى عدد من الصحافيين، كما يمكن للجماهير أيضاً التصويت عبر شبكة الإنترنت، لاختيار قائمة قصيرة مكونة من ثلاثة لاعبين (يكون الأفضل بينهم محسوماً بالأصوات).
أسماء تاريخية
صحيح أن الثنائي الأرجنتيني ليونيل ميسي والبرتغالي كريستيانو رونالدو سيطرا على الجائزة لأكثر من عقد من الزمن، فتوج ميسي بها سبعة مرات ورونالدو ست مرات، إلا ان القائمة التاريخية للجائزة منذ عام 1991 شهدت تواجد أسماء تاريخية في سجلاتها.
فالألماني لوثر ماتيوس لاعب انتر ميلان الإيطالي حينها نال نسخة عام 1991 بينما ذهبت نسخة 1992 للهولندي ماركو فان باستن لاعب ميلان الإيطالي، فيما شهدت نسخة عام 1995 مفاجأة مدوية بذهاب الجائزة لليبيري جورج وياه ليكون الإفريقي الوحيد المتوج بها حتى الآن.
وبطريقة متوقعة استطاع البرازيلي رونالدو لاعب برشلونة الإسباني الظفر بالجائزة عام 1996 ليستطيع الفرنسي زين الدين زيدان لاعب يوفنتوس الإيطالي حصد نسخة 1998، لتضم القائمة لاحقاً أسماء من قبيل لويس فيغو وكاكا ولوكا مودريتش وروبرت ليفاندوفسكي.
غياب ورونالدو
حفل توزيع الجوائز شهد غياباً كاملاً لنجوم فريق ريال مدريد عن الحضور الذي يعتبر بروتوكولاً كروياً سنوياً، لكن سبب الغياب كان غريباً للغاية وهو أن النادي يشعر بخيبة أمل كبيرة وظلم لغياب مهاجمه البرازيلي فينيسيوس جونيور عن التشكيلة المثالية العالمية، إضافة إلى غياب نجومه الآخرين عن الفوز بالجوائز كما زاد حرمان الحارس البلجيكي تيبو كورتوا من جائزة أفضل حارس غضب بطل أوروبا.
وفي ذات السياق تجاهل قائد المنتخب البرتغالي كريستيانو رونالدو التصويت لميسي ، ولم يدخل رونالدو قائمة المرشحين للجائزة، بعد ظهوره الضعيف مع فريقه السابق مانشستر يونايتد بينما لم يحقق شيئا مع منتخب بلاده في المونديال الأخير فخرج خالي الوفاض.
رونالدو لم يختر ميسي في القائمة الثلاثية المختصرة المرشحة فجاء تصويته : الفرنسي كيليان مبابي بالمركز الأول، ثم الكرواتي لوكا مودريتش، وثالثاً الفرنسي كريم بنزيمة.