الصين تدعو الولايات المتحدة إلى قطع جميع الاتصالات العسكرية مع تايوان

دعت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية ماو نينغ اليوم الولايات المتحدة إلى وقف عملية بيع الأسلحة إلى تايوان، وقطع الاتصالات العسكرية معها، والالتزام بمبدأ صين واحدة.

ونقلت وكالة شينخوا عن “ماو” قولها في مؤتمر صحفي ردّاً على قرار وزارة الخارجية الأمريكية أمس بالموافقة على بيع أسلحة جديدة إلى تايوان: “ندعو الولايات المتحدة إلى الالتزام بمبدأ صين واحدة والبيانات المشتركة الثلاثة بين الصين والولايات المتحدة، ووقف بيع الأسلحة إلى تايوان وقطع الاتصالات العسكرية معها، والكف عن خلق عوامل جديدة قد تؤدّي إلى توترات في مضيق تايوان”.

وأكدت “ماو” معارضة بلادها الشديدة لمثل هذه المبيعات التي تنتهك مبدأ صين واحدة و”تقوّض سيادة البلاد ومصالحها الأمنية، وتضرّ بالعلاقات الصينية الأمريكية وكذلك السلام والاستقرار عبر مضيق تايوان”.

وشدّدت “ماو” على أن تايوان جزء لا يتجزأ من الصين، وأن الأنشطة الانفصالية التي تنفذها سلطة الحزب الديمقراطي التقدمي من أجل ما يسمّى “استقلال تايوان” ومحاولات الولايات المتحدة استخدام تايوان بهدف احتواء الصين هي الأسباب الرئيسية للتوترات في مضيق تايوان.

من جهته، أكّد ممثل الصين الدائم لدى الاتحاد الأوروبي فو تسونغ أن سياسة بلاده الخارجية مستقلة لا تتبع مواقف وسياسات الآخرين بشكل أعمى.

وقال فو في مقابلة مع صحيفة غلوبال تايمز الصينية: “لدى الصين سياسة خارجية مستقلة وليس من المنطقي أو المعقول بالنسبة لها أن تأخذ موقفاً مماثلاً للاتحاد الأوروبي فيما يتعلّق بأزمة أوكرانيا”.

وأضاف فو: إن الصين لا توافق بشكل كامل على بعض المواقف التي يتخذها الاتحاد الأوروبي بشأن أوكرانيا، بما في ذلك اعتبار بعض القادة الأوروبيين أن الوقت لا يسمح حالياً بالمفاوضات لتسوية الأزمة الأوكرانية، واصفاً هذه الآراء بأنها مقاربة غير منطقية.

وقال الدبلوماسي الصيني: إن الدبلوماسية لا تتعلق بالعاطفة وإن على الجميع مواجهة الواقع واختيار أهون الشرين، وإلا فإنه في حالة أوكرانيا ستمتدّ الأزمة وتطول مدّتها.

وأوضح فو أنه بالنظر إلى عوامل مختلفة، فإن المشاعر المعادية لروسيا في أوروبا تتصاعد حالياً، وينعكس الكثير من المشاعر على السياسات الأوروبية وهناك علامات على غضب تجاه الصين، واصفاً هذا الأمر بأنه غير معقول.

وأشار فو إلى أن رئيس مكتب لجنة الشؤون الخارجية باللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني وعضو المكتب السياسي للجنة المركزية للحزب وانغ يي، أوضح خلال جولته الأوروبية أواخر شباط الماضي أن موقف بكين بشأن قضية أوكرانيا يتلخّص في اقتراح واحد هو تعزيز السلام.

كذلك أشار الدبلوماسي الصيني إلى أن البعض يصبّ الزيت على النار فيما يتعلق بأزمة أوكرانيا، معتبراً أن المسؤول الحقيقي وراء ذلك هو الولايات المتحدة وأنها المستفيد الأكبر من ذلك.

وأوضح فو أنه طالما طالت الأزمة في أوكرانيا واستمرّ الصراع فيها فإن ذلك سيساعد الولايات المتحدة وسياساتها الطامحة على ما يسمّى “إضعاف روسيا” والسيطرة على أوروبا واحتواء الصين، هذا بالإضافة إلى أن شركات تصنيع الأسلحة الأمريكية تحقّق أرباحاً هائلة من الأزمة الأوكرانية.