البصل في سلمية
البعث أو ن لاين – نزار جمول
لم تكن مادة البصل في يوم من الأيام في مدينة سلمية إلا تلك المادة التي تتواجد على كل موائد أهاليها مهما كان نوع طعام الغداء ، كما كانت منذ عقود كثيرة مضت رمز الفقر والفقراء والتقشف . واليوم أصبحت هذه المادة التي تعتبر من مواد الفقير كأنها حلم وتأمينها يترتب على كل مواطن أن يرصد لها رصيد من راتبه الزهيد ، لأن سعر الكليو الواحد نافس مادة الموز ، وها هو يدخل موسوعة البطاقة الذكية لتحصل بموجبها كل أسرة على كيلو غرام واحد وبسعر 6000 ليرة وبقرار وزاري .ولن ننسى أن مدينة سلمية كانت وما زالت المخزن الرئيسي للمادة بحكم وجود شركة تجفيف البصل فيها والتي تعتبر الفريدة من نوعها ليس على مستوى سورية بل في الوطن العربي .إذا البصل وصل لقلب البطاقة الذكية وعلى المواطن الاقتصاد باستهلاكها .
وفي السياق نقسه اعتبر عدد من تجار سوق الهال بسلمية أن غلاء هذه المادة ناتج عن قلة العرض وكثرة الطلب عليها خاصة في فصل الشتاء ، مؤكدين أن الموجود في السوق بصل مخزن في البرادات بكميات قليلة نتيجة لانقطاع الكهرباء الطويل وقلة المحروقات ، وأكد أحد مزارعي البصل في سلمية أنه باع المحصول في موسمه بألف ليرة للكيلو وقد خسر بزراعته بسبب ارتفاع مستلزمات الإنتاج الزراعية ، وفوجئ بأسعاره اليوم معتبراً أن الأسعار لن تنخفض حتى موعد جني المحصول الجديد في شهر نيسان حيث يتوفر البصل الفريك وبصل المونة .
وفي ظل ما يحصل للبصل فيبدو أن المواطن السلموني الذي تمرس أنفه برائحته لن ينسى ما حصل للبصل ، ومع تقطيع كل بصلة سيفكر رب الأسرة ملياً كيفية حصوله على كيلو واحد منه على البطاقة الذكية ويتوقف ذكائه الاقتصادي عند ما دفعه ليحصل على بعض البصلات التي أضحى وجود أي نوع من الفواكه متوفر أكثر من البصل الذي بدأت رولئحه تتحسر لأنها باتت أذكى من العطور قياساً لفرق الأسعار بينهما .