الورد يفتح البصيرة الشعرية
حلب – غالية خوجة
لا تتوقف المواهب السورية عن الظهور، ومن الممكن مصادفة هذه المواهب الشابة في أي مكان في حلب مثلاً.. الطالب محمد ربيع دادو يدرس البكالوريا في ثانوية جورج سالم ويكتب الشعر: “أتُلام عيني بالبكاء وقد رأت محبوبها بعد الغيابة والسفر”، وعندما سألته لماذا أنّثت الغياب؟ أجابني: لضرورة شعرية.
لكن، لماذا يكتب؟ وبمن تأثر؟ وما مفهومه للشعر؟
أجاب: أحاول كتابة الشعر لأعبّر عن مشاعري، وأجرّب كتابة القصة والمقالة أيضاً، والشعر ليس فقط المكتوب على البحور، بل أيضاً ما يحمله بلغة فنية من أحلامنا ودواخلنا ومستقبلنا، متمنياً أن يكون لي بصمة في الأدب كالشعراء السابقين، وأن أكون ضمن الجيل الشاب في حلب وسورية وأن أنضمّ إلى المشهد الثقافي من خلال الجهات المعنية. وتابع: تأثرت بالعديد من الشعراء القدماء والمعاصرين، ومنهم عنترة العبسي وعمر أبو ريشة ونزار قباني وفاطمة بدوي التي قرأت لها قصيدة في الصف التاسع عن المدرّس: “أشعلتَ قلبك للأجيال عرفاناً فكان هديك للألباب عنواناً”، ومنذ ذلك الحين وأنا متأثر بها، وأتأثر بما أحبّ مثل الورد الذي يفتح البصيرة الشعرية، كما أتابع المسلسلات التي تعالج القضايا الاجتماعية والإنسانية وأحبّ الموسيقا ولا أتابع أفلام الكارتون.
أمّا عن معايشته للحرب والزلزال، فقال: اعتدت على المشي، ولاسيما بعد أزمة المرور، كما اعتدت على التعاون، خاصة وأن النزوح يجمعنا، ففي الحرب أقمنا في بيت واحد مع عائلات أخرى، لكننا شعرنا بأننا عائلة واحدة، لقد جعلتنا الأزمة نتحد، وكذلك الزلزال أخرج ما في نفوسنا وقلوبنا من تراحم وتعاون، وهو ما حدث مع الزلزال أيضاً وآلامه، فكتبتُ: “هزت بنا أرضٌ وكادت أن تمور، وحسبْنَها يوم القيامة والوعود”.
لكن، هل يفضّل التعامل مع الورق أم الشاشة؟
أجاب: أجد الكتابة على الورق أكثر قرباً لذاتي من الكتابة على الشاشة رغم أن هوايتي ودراستي هي اختصاص إلكترونيات مثل تعليم الحواسيب والأجهزة الإلكترونية، لكن الكتابة على الورق تعطيني حباً أكبر للكتابة، وأتفاعل معها أكثر من تفاعلي مع الشاشة، حتى أن القراءة الورقية تمنحني التركيز أكثر وتساعدني على تنمية موهبتي.