6 شهداء وعشرات الجرحى في اقتحام الاحتلال مدينة جنين ومخيمها

الأرض المحتلة – تقارير:

في محاولة لتصدير الأزمة السياسية الداخلية التي يعيشها كيان الاحتلال الإسرائيلي والتي تنذر بوقع حرب أهلية، اقتحمت قوات الاحتلال مدينة جنين ومخيمها في الضفة الغربية المحتلة، وارتكبت مجزرة جديدة استشهد على أثرها 6 فلسطينيين وأصيب العشرات بجروح، من جهتها أشارت فصائل المقاومة الفلسطينية إلى تصدي مقاتليها لعملية الاقتحام واستهدافهم لجنود الاحتلال بوابلٍ من الرصاص وإسقاط طائرتين مسيرتين للاحتلال في سماء جنين.

وجاءت مجزرة الاحتلال الوحشية، عقب اقتحام مستوطنين إسرائيليين بحماية من جنود الاحتلال لبلدة حوارة في نابلس مساء الاثنين للمرة الثانية خلال أسبوع، ما أدى إلى إصابة عشرات الفلسطينيين نتيجة اعتداء المستوطنين وقوات الاحتلال عليهم، بينما أصيب عددٌ من الفلسطينيين الثلاثاء خلال اقتحام مستوطنين بلدة عوريف جنوب مدينة نابلس.

وفي التفاصيل، استشهد ستة فلسطينيين، وأصيب 16 آخرون، أحدهم إصابته خطيرة، في مجزرةٍ جديدة ارتكبتها قوات الاحتلال، خلال اقتحامها مدينة جنين ومخيمها.

وذكرت وسائل إعلام فلسطينية، أن قوات الاحتلال استهدفت بصاروخ أحد المنازل في مخيم جنين، حيث شوهدت أعمدة الدخان تتصاعد منه، بينما نشرت عشرات القناصة على أسطح العمارات التجارية والسكنية في جنين ومخيمها.

وأفادت وزارة الصحة في السلطة الفلسطينية، بأن عشرات الإصابات نتيجة العدوان الإسرائيلي وصلت إلى مشافي الضفة، مشيرةً إلى استشهاد 6 فلسطينيين، إضافةً إلى وجود عشرات الإصابات بينها إصابات خطيرة في البطن، ولافتةً إلى أن قوات الاحتلال أطلقت النار على سيارات الإسعاف في جنين، كما استخدمت الفلسطينيين كدروعٍ بشرية خلال عدوانها.

وباستشهاد الفلسطينيين الستة يرتفع عدد الشهداء الفلسطينيين منذ بداية العام الجاري برصاص قوات الاحتلال إلى 74 شهيداً، بينهم 13 طفلاً.

ورداً على العدوان الإسرائيلي أعلنت المقاومة الفلسطينية استهداف قوات الاحتلال بالرصاص، وإسقاط طائرتين مسيّرتين في المخيم، فيما اعترفت وسائل إعلام العدو بإصابة اثنين من قوات الاحتلال خلال العدوان.

في الأثناء، أدانت فصائل المقاومة المجزرة الوحشية في جنين ومخيمها، وأكدت أن المقاومة في الضفة المحتلة مستمرة ومتصاعدة، ولن تتوقف حتى تحقيق أهداف الشعب الفلسطيني بالحرية والاستقلال.

وقال طارق عز الدين المتحدث باسم حركة الجهاد الإسلامي :” إن ما يجري في مخيم جنين هو إجرام إسرائيلي جديد يمارسه الاحتلال ضد المخيم وأبناء شعبنا الصامد”.

وأضاف :” نوجه التحية إلى سرايا القدس – كتيبة جنين ولكل المقاومين من أبناء شعبنا الذين يتصدون لقوات الاحتلال بكل شجاعة وبسالة دفاعاً عن جنين ومخيمها”.

ومساء الاثنين، كرّرت عصابات الإرهاب الاستيطانية هجومها على بلدة حوارة في مدينة نابلس للمرة الثانية خلال أسبوع، ما أدى إصابة 31 فلسطينياً بجروحٍ وحالات اختناق، نتيجة الاعتداء عليهم بالرصاص وقنابل الغاز السام.

وفي نابلس، أصيب عددٌ من الفلسطينيين الثلاثاء خلال اقتحام مستوطنين بلدة عوريف جنوب المدينة.

واقتحم مستوطنون القرية، واعتدوا على منازل الفلسطينيين بحماية قوات الاحتلال التي أطلقت قنابل الغاز السام باتجاه الفلسطينيين، ما أدى إلى إصابة عدد منهم بحالات اختناق، كما اعتدى المستوطنون على مسن فلسطيني خلال عمله في أرضه الزراعية، ثم قامت قوات الاحتلال باعتقاله.

كذلك اعتدى مستوطنون على الفلسطينيين في حي تل الرميدة، وشارع الشهداء، والسهلة، وواد الحصين، وحارة جابر، وسط الخليل.

وأفادت وسائل إعلام فلسطينية، أن عدداً من المستوطنين أطلقوا الرصاص الحي صوب المواطنين، ورشقوهم بالحجارة، واعتدوا عليهم بالضرب وغاز الفلفل والصعق بالكهرباء، بينما  اعتقلت قوات الاحتلال شقيقين من منازلهم في حارة بني دار، عقب الاعتداء عليهم بالضرب المبرح.

يذكر أن عشرات المستوطنين اقتحموا عدة أحياء في البلدة القديمة بالخليل بمسيرات استفزازية، وجابوا شوارعها وأزقتها بحجة الاحتفال بـ”عيد المساخر”، وردّدوا هتافات عنصرية وشتائم، فيما أغلقت قوات الاحتلال الحواجز العسكرية المؤدية إلى تل الرميدة وشارع الشهداء لساعتين، وعرقلت مرور الفلسطينيين في أسواق البلدة.

وخلال اعتداءات متفرقة، اقتحمت قوات الاحتلال بلدة تقوع في بيت لحم، واعتقلت سبعة فلسطينيين، كما اعتقلت على أحد حواجزها في شارع الواد بالقدس المسنة فاطمة خويص إحدى المرابطات في المسجد الأقصى.

وفي قطاع غزة المحاصر، توغلت عدة آليات وجرافات عسكرية تابعة لقوات الاحتلال جنوب القطاع، وجرفت مساحات من أراضي الفلسطينيين الزراعية شرق بلدة عبسان الجديدة.

سياسياً، أدانت وزارة الخارجية في السلطة الفلسطينية في بيان اعتداءات المستوطنين الوحشية على الفلسطينيين وممتلكاتهم في بلدة حوارة بمدينة نابلس مساء الاثنين، مشيرةً إلى أن قوات الاحتلال توفر الحماية للمستوطنين ليتمادوا في إجرامهم.

دولياً، جدّد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان التزام بلاده بالقضية الفلسطينية، مؤكداً أن طهران تدعم السلام في المنطقة وتعارض الحروب.

من جهة أخرى، قالت منظمة العفو الدولية، إن الإفلات من العقاب هو النمط السائد لمرتكبي العنف من المستوطنين.

وقالت مديرة المكتب الإقليمي للشرق الأوسط وشمال إفريقيا في منظمة العفو الدولية هبة مرايف: إنه في ظلّ نظام الفصل العنصري “الأبارتهايد” الإسرائيلي، تسود ظاهرة الإفلات من العقاب، على الرغم من كثافة واتساع نطاق هجمات بلدة حوارة في نابلس الأحد الماضي، التي أسفرت عن استشهاد فلسطيني، وجرح ما يقرب من 400 آخرين..لطالما مكنت سلطات الاحتلال المستوطنين من شنّ هجمات ضدّ الفلسطينيين وحرّضت عليها، وفي بعض الحالات شارك فيها الجنود بشكل مباشر.

وجددّت منظمة العفو الدولية دعوتها لإزالة جميع المستوطنات، التي تُعد جرائم حرب بموجب القانون الدولي، وتفكيك نظام الفصل العنصري الذي يفرضه كيان الاحتلال ضدّ الفلسطينيين، مشيرةً إلى أن الفصل العنصري جريمة ضدّ الإنسانية، والعنف ضدّ المدنيين سيستمر ما دام  قائماً.