إصابتان وعدد من المعتقلين في اعتداءات للاحتلال في الضفة وغزة
الأرض المحتلة – تقارير:
وسّعت قوات الاحتلال الإسرائيلي من اعتداءاتها على الأراضي الفلسطينية المحتلة، بعد أقل من يوم على ارتكابها مجزرةً راح ضحيّتها 6 شهداء وعشرات الجرحى في مدينة جنين ومخيّمها، حيث أصيب فلسطينيان نتيجة اعتداء قوات الاحتلال على مناطق عدة جنوب قطاع غزة المحاصر، بينما شهدت مدن الضفة الغربية المحتلة اقتحاماتٍ أعقبها اعتقالاتٌ لعددٍ من الفلسطينيين، وفي الوقت نفسه اعتدى مستوطنون على الفلسطينيين وممتلكاتهم في مدينة الخليل.
وفي التفاصيل، ذكرت وكالة وفا الفلسطينية أن قوات الاحتلال الإسرائيلي استهدفت بقذائف المدفعية مناطق شرق مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة المحاصر، ما أسفر عن إصابة فلسطينيين اثنين بجروح، بينما توغّلت بعددٍ من الجرافات شمال شرق المدينة، وجرّفت مساحاتٍ من الأراضي الزراعية.
وفي السياق ذاته، أطلقت قوات الاحتلال المتمركزة على أطراف قطاع غزة الشمالية الرصاص باتجاه المزارعين في بلدة بيت حانون ما أرغمهم على مغادرة أراضيهم، بينما فتحت بحرية الاحتلال نيران رشاشاتها باتجاه مراكب الصيادين الفلسطينيين في البحر قبالة منطقتي السودانية والواحة شمال القطاع، ما أجبرهم على العودة إلى الشاطئ.
وفي الضفة الغربية المحتلة، اقتحمت قوات الاحتلال مخيّم عسكر في نابلس، وبلدتي العوجا وفصايل في أريحا، وخربة الحديدية في الأغوار الشمالية واعتقلت 6 فلسطينيين.
على صعيد متصل، اعتدى مستوطنون إسرائيليون على الفلسطينيين وممتلكاتهم في منطقة باب الزاوية وحي تل رميدة وشارع الشهداء وسط مدينة الخليل بحماية قوات الاحتلال، ما أدّى إلى إصابة طفل بجروح وإلحاق أضرار بالممتلكات.
كذلك جدّد عشرات المستوطنين اقتحام المسجد الأقصى المبارك بحراسةٍ مشدّدة من قوات الاحتلال، من جهة باب المغاربة، ونفّذوا جولاتٍ استفزازية في باحاته.
في الأثناء، عمّ الإضراب الشامل مدن وبلدات الضفة الغربية احتجاجاً على جرائم الاحتلال الإسرائيلي، وحداداً على أرواح الشهداء الذين ارتقوا الثلاثاء في المجزرة التي ارتكبها الاحتلال بمدينة جنين ومخيّمها.
وشمل الإضراب الذي دعت إليه القوى الوطنية الفلسطينية جميع مناحي الحياة، وأغلقت المحال التجارية والمؤسسات الخاصة أبوابها، وتوقّفت حركة النقل والمواصلات وسط دعواتٍ للخروج بمظاهرات حاشدة، تنديداً بمجازر الاحتلال بحق الفلسطينيين، وتأكيداً لمواصلة النضال والوفاء لدم الشهداء.
سياسياً، أكد قاضي قضاة فلسطين محمود الهباش، أنّ إنهاء الاحتلال الإسرائيلي لأراضي دولة فلسطين هو الحل لإنهاء كل المشكلات والصعوبات التي تواجه المنطقة والعالم.
ودعا الهباش في كلمة له خلال اجتماعات لجنة الحوار المشترك مع الفاتيكان في مقر اللجنة في روما التي تستمر يومين، إلى التحرّك العاجل لرفع الظلم التاريخي الذي وقع على الشعب الفلسطيني منذ النكبة ولا يزال قائماً حتى اليوم، نتيجة جرائم الاحتلال وانتهاكاته المستمرة بحقه وبحق أرضه ومقدساته.
وأكد الهباش، أنّ مدينة القدس المحتلة التي تمتدّ حضارتها إلى آلاف السنين هي بالنسبة للفلسطينيين القلب والروح للجسد، ومدينة المهد والقيامة، وعاصمة دولة فلسطين الأبدية، مشيراً إلى أن الاحتلال يهدف إلى إفراغها من مضمونها وهويّتها الروحية والحضارية لتمرير مخططاته التهويدية القائمة على الكذب والتزوير.
من جهة أخرى، أكّد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية رمزي خوري أن الاحتلال الإسرائيلي يواصل ارتكاب الجرائم بحق الفلسطينيين، في عموم الأراضي الفلسطينية.
وقال خوري في تصريح: رغم الألم بسبب المجازر التي يرتكبها الاحتلال بحق الفلسطينيين، وأحدثها المجزرة التي نفّذتها قواته في مخيم جنين، بالإضافة إلى هدم المنازل واقتحامات المسجد الأقصى، إلا أن الشعب الفلسطيني سيواصل التمسك بالأمل والحياة التي تمثلهما المرأة الفلسطينية إلى جانب الرجل.
وأكد خوري، أنّه في الوقت الذي يحتفي فيه العالم باليوم العالمي للمرأة، تقديراً لدورها وعطائها، فإن المرأة الفلسطينية لا تزال تعاني نتيجة استمرار الاحتلال الذي ينتهك حقوقها ويحرمها من حريتها وحياتها، وهي شريكة للرجل في مسيرة الكفاح والمقاومة ضد المحتل، وهي أم الشهيد وزوجته وأم الأسير وهي الأسيرة التي تعاني أوضاعاً مأسوية داخل معتقلات الاحتلال.