حلم المونديال تبخر.. وكرتنا تعود للمربع الأول
ودّع منتخبنا الوطني للشباب بكرة القدم منافسات كأس آسيا من دورها الأول بعد أن تذيل ترتيب المجموعة الأولى بنقطة وحيدة من تعادل مع العراق وخسارتين مع أوزبكستان وإندونيسيا، ليفقد بذلك فرصة بلوغ كأس العالم الذي كان الهدف الأول من المشاركة.
إمكانية الفوز والخسارة في كرة القدم واردة بشكل خارج عن المنطق والحسابات المسبقة، لكن خروج المنتخب من البطولة بهذه الصورة كان مفاجئاً، وخاصة بعد التصريحات التي أكد خلالها المدير الفني للمنتخب مارك فوته أن التأهل لكأس العالم هو الغاية.
ولعلّ المشكلة الأبرز في سيناريو الخروج المبكر أن الأعذار المعهودة من قبيل ضعف الاستعداد أو غياب المسابقات الرسمية أو الإصابات أو القرعة لا يمكن استخدامها تحت أي ظرف في ضوء ما تلقاه المنتخب من دعم ورعاية. فخطة الإعداد التي وضعها الجهاز الفني من مباريات ودية قوية ومعسكرات خارجية تمّ تنفيذها مع إيقاف مسابقة الدوري لتوفير أجواء مناسبة والحفاظ على جاهزية اللاعبين وحمايتهم من الإصابات، كما أن القرعة كانت رحيمة بمنتخبنا بالنظر لقوة بقية المجموعات، علماً أن من يريد بلوغ المونديال عليه الفوز على أي منتخب مهما كان اسمه.
أسباب ما حصل مع المنتخب لا يمكن تحديدها بالضبط مع كون كلّ الظروف كانت شبه مثالية بوجود رحلة استعداد لم يحظَ بها منتخب سابقاً، وتوفير لاعبين محترفين في أوروبا على سوية عالية دون نسيان المدير الفني الهولندي الذي كلف آلاف الدولارات كراتب شهري رفقة مساعده.
اتحاد الكرة يبدو مسؤولاً ولو معنوياً عما جرى من تضخيم لأحلام التأهل المونديالي التي اصطدمت بالواقع السيئ للمنتخب، لذلك من الواجب عليه أن يضع الشارع الرياضي في صورة رحلة البطولة الآسيوية، وإجلاء كلّ التفاصيل التي من حق الجمهور أن يعرفها، خاصة وأن الشائعات تتحدث عن خلافات بين الكادر الفني ما أثر على المستوى والتفاهم على أرض الملعب.
في خضم كلّ السلبيات التي ظهرت تبدو النقطة المضيئة الوحيدة أن إمكانيات الكثير من عناصر المنتخب -حسب بعض الخبراء- يمكن البناء عليها مستقبلاً لتطويرها، والبداية من التصفيات الأولمبية، فالتخطيط يجب أن يكون موجوداً للتأهل لأولمبياد باريس (2024) كتعويض عن الفشل في بلوغ المونديال.
المحرر الرياضي