المقداد: مواقف سورية وإيران متطابقة تجاه مختلف القضايا… عبد اللهيان: مستمرون بتقديم الدعم لسورية
أكد وزير الخارجية والمغتربين الدكتور فيصل المقداد أن التنسيق بين سورية وإيران متواصل على أعلى المستويات، ومواقفهما تجاه القضايا الدولية والتطورات في المنطقة والعالم متطابقة، وأنه لا يمكن عودة الأوضاع في المنطقة إلى طبيعتها وتحقيق الاستقرار فيها دون القضاء على الإرهاب وإنهاء الاحتلال الأجنبي.
وقال المقداد خلال مؤتمر صحفي اليوم مع نظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان في مبنى وزارة الخارجية: التقى الوفد الضيف برئاسة الوزير عبد اللهيان مع السيد الرئيس بشار الأسد، وكان اللقاء مليئاً بعواطف المحبة والصدق التي تعبر عن متانة العلاقات التي تربط البلدين الصديقين، مبيناً أن الحديث لم يقتصر على بحث سبل مواجهة تداعيات الزلزال، بل تناول أيضاً التطورات الإقليمية والدولية ومواقف البلدين تجاهها.
وأوضح المقداد أن إيران كانت من الدول الأولى التي ساهمت في عمليات البحث والإنقاذ بعد الزلزال، ومنها وصلت أولى الطائرات المحملة بمساعدات إغاثية إلى سورية، مشيراً إلى أن الوفد الإيراني اطلع على الأضرار التي خلفها الزلزال في مدينة جبلة، وأوضاع العائلات المتضررة المقيمة في مركز الإيواء بمدينة الأسد الرياضية في اللاذقية.
وقال المقداد: بحثت والوزير عبد اللهيان العلاقات الثنائية والقضايا الدولية، وكان هناك توافق وتطابق في المواقف تجاه التطورات الأساسية في العالم اليوم، وكلانا متفائل بأن هذه التطورات يمكن أن تسهم بعودة الأوضاع في المنطقة وخارجها إلى طبيعتها، موضحاً أن الأولويات المشتركة للبلدين كانت وستبقى تتركز حول ضرورة خروج القوات الأجنبية غير الشرعية من سورية سواء كانت في الشمال الغربي أو في الشمال الشرقي، ومواصلة الحرب على الإرهاب حتى القضاء عليه بشكل نهائي وإنقاذ العالم من ويلاته.
ولفت المقداد إلى أنه منذ قيام الثورة الإسلامية في إيران يستمر التنسيق بين البلدين على أعلى المستويات، والتعاون في المجالين السياسي والاقتصادي والتشاور حول التطورات التي تهم المنطقة والعالم، فالجميع معنيٌ بمواجهة التحديات سواء كانت الوجود الأجنبي أو التهديدات التي تتعرض لها المنطقة، والمعايير المزدوجة التي يتم التعامل بها مع كل دولها، مؤكداً أنه لا يمكن تحقيق الاستقرار فيها مع استمرار الاحتلال الأجنبي، ولا يمكن بناء عالم جديد متعدد الأقطاب دون تنسيق هذه المواقف ودون أن نكسب إلى جانبنا دولاً أخرى تتفهمنا وتعمل معنا بعيداً عن لغة الهيمنة والاستعمار والتسلط والمعايير المزدوجة.
وأشار المقداد إلى الدور المهم والإيجابي لإيران منذ بداية الأزمة في سورية، والذي يعبر عن إيمان حقيقي بالشرعية الدولية، وضرورة إنهاء مشكلات المنطقة التي بدأها الإرهابيون وداعموهم من الدول الغربية، معرباً عن الترحيب بانضمام طهران إلى الاجتماعات الرباعية التي ستعقد قريباً في موسكو، وتتركز على بحث إنهاء كل أشكال الاحتلال بأقصى سرعة لأنه جلب للمنطقة وشعوبها الإرهاب والدمار.
وبين المقداد أن سورية حاربت الإرهاب منذ 12 عاماً وحررت معظم أراضيها منه، وجاءت الإجراءات القسرية التي فرضتها الدول الداعمة للإرهاب لتفاقم معاناة الشعب السوري الناجمة عنه، وتحرمه الغذاء والدواء وأبسط مقومات الحياة، كما عرقلت هذه الإجراءات جهود مواجهة تداعيات الزلزال حيث إنها لا تقل كارثية عنه، فعندما تجتمع هذه الإجراءات مع الزلزال فذلك يؤدي إلى كارثة حقيقية، مشيراً إلى أن هذه الإجراءات المفروضة على سورية وإيران وروسيا تمثل شكلاً من أشكال الإرهاب الاقتصادي والعدوان على الإنسانية.
وأعرب المقداد عن الأمل بأن تدرك الدول الغربية بأن هذه الإجراءات لا تؤذي إلا المواطنين من أطفال ونساء وشيوخ ومرضى، وليس كما تدعي بأنها لا تمسهم وأنها تستهدف الحكومات فقط، مطالباً برفع هذه الإجراءات وعدم الاكتفاء بخطوات تجميلية الهدف منها إعطاء انطباع إنساني كاذب استجابة للمناشدات التي أطلقتها سورية والأمم المتحدة بضرورة رفع هذه الإجراءات بالكامل لمواجهة تداعيات الزلزال.
وشدد المقداد على استعداد سورية لتقديم التسهيلات للأمم المتحدة والمنظمات الدولية بهدف إيصال الدعم والمساعدات الإغاثية إلى جميع المناطق المنكوبة بمختلف الوسائل، بما في ذلك من خلال معبرين إضافيين عبر الحدود قررت فتحهما بقرار سيادي لتسهيل الاستجابة الإنسانية في المناطق المتضررة الواقعة تحت سيطرة التنظيمات الإرهابية، فسورية واحدة وآلام السوريين واحدة سواء كانوا في مناطق الدولة أو تحت سيطرة الإرهاب، وعلى المجتمع الدولي أن يتفهم هذه الحقيقة، وأن يتعامل خلال مؤتمر بروكسل القادم بموضوعية مع جميع الأطراف المتضررة من الزلزال.
وأكد المقداد رفض سورية وإيران وإدانتهما مخطط التوربينات التهويدي في الجولان السوري المحتل وكل جرائم الاحتلال الإسرائيلي بحق الفلسطينيين الذين يتعرضون لمجازر شبه يومية في محاولة من الاحتلال للهيمنة على مقدرات المنطقة.
من جهته تقدم وزير الخارجية الإيراني بالمواساة لسورية قيادة وحكومة وشعباً بضحايا الزلزال الأليم، مؤكداً تضامن بلاده ومواصلة دعمها وتقديمها المساعدات لمواجهة تداعياته وقال: التقيت بالسيد الرئيس بشار الأسد وكانت فرصة لتقديم التعزية والمواساة للشعب السوري، كما بحثنا عدداً من القضايا الثنائية الدولية والإقليمية.
وأعرب عبد اللهيان عن أسفه لتراخي بعض الدول، وعدم التفاتها إلى المعاناة والمشاكل الناتجة عن الإجراءات القسرية المفروضة على سورية وأثرها على جهود إغاثة المتضررين من الزلزال، ما يثبت المعايير المزدوجة للولايات المتحدة والدول الغربية التي تدعي الإنسانية، مطالباً برفع هذهالإجراءات وتقديم المساعدات الإنسانية بعيداً عن أي تسييس، ومشيراً إلى أنه طرح ذلك خلال الاجتماعات الأخيرة لمجلس حقوق الإنسان في جنيف.
وأوضح عبد اللهيان أن إيران مرتاحة للتطور الإيجابي في المواقف الإقليمية والدولية تجاه سورية واستعادة دورها المهم في المنطقة، لافتاً إلى أن المحادثات الثنائية والحوارات متعددة الأطراف في المنطقة هي الحل الوحيد للأزمات والمضي قدماً في طريق التطور المستدام.
وأشار عبد اللهيان إلى ترحيب طهران بالاجتماعات المرتقبة في موسكو لوفود من سورية وتركيا وروسيا وإيران بهدف الوصول إلى تعاون متزايد للخروج من الأزمات، مشدداً على ضرورة احترام وحدة سورية وخروج القوات الأجنبية الموجودة بشكل غير شرعي على أراضيها وعلى أن إيران ستبذل جهدها لتقريب وجهات النظر بين سورية وتركيا.
وأكد عبد اللهيان إدانة بلاده الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على الأراضي السورية التي تشكل انتهاكاً لميثاق الأمم المتحدة، مبيناً أن الاعتداء الأخير على مطار حلب الذي يستقبل المساعدات الإغاثية لمتضرري الزلزال يثبت الطبيعة الوحشية والإجرامية لكيان الاحتلال الإسرائيلي.