الحلاق يلتقي وفداً روسياً… نعومكين: العلاقات مع السورية تمضي قدماً إلى الأمام
دمشق – سانا:
التقى وزير الإعلام الدكتور بطرس الحلاق اليوم البروفيسور فيتالي نعومكين، رئيس معهد الاستشراق التابع لأكاديمية العلوم لروسيا الاتحادية والوفد المرافق في مقر وزارة الإعلام بدمشق.
وحضر اللقاء معاون وزير الإعلام أحمد ضوا.
وبعد اللقاء عقد الوفد الروسي ندوة حوارية ترأسها الوزير الحلاق مع عدد من أعضاء مجلس الشعب والإعلاميين والمثقفين والكتاب والأساتذة الجامعيين.
وأكد البروفيسور نعومكين خلال الندوة أن العلاقات الروسية السورية مميزة وتمضي قدماً إلى الأمام، منوهاً بوقوف سورية إلى جانب بلاده في المحافل الدولية، ولا سيما أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة حيال مختلف القضايا.
وتقدم المشاركون في الندوة بعدد من التساؤلات والآراء حيال القضايا العالمية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك من جانب سورية وروسيا الاتحادية أجاب عنها البروفيسور نعومكين وأعضاء الوفد.
.. وشعبان لـ نعومكين: العالم متجه إلى نظام جديد متعدد الأقطاب
وفي وقتٍ سابق اليوم، التقت الدكتورة بثينة شعبان المستشارة الخاصة في رئاسة الجمهورية نعومكين والوفد المرافق.
وأكّدت الدكتورة شعبان عمق العلاقات السورية الروسية والثقة الكبيرة بين القيادتين والشعبين، مشيرة إلى أن العالم اليوم يمرّ في مرحلة تحوّل مهمّة ومفصلية، لأنه ليس من الممكن أن تستمرّ الأمور الدولية على النحو الذي كانت عليه لأن الغرب لم ينجح في قيادة العالم، وأن هذا العالم متجه إلى نظام جديد متعدّد الأقطاب.
ونوهت المستشارة خلال اللقاء الذي جرى في مقر مؤسسة وثيقة وطن بدمشق بضرورة تكثيف العمل بين البلدين على المستوى الفكري والإعلامي، لأن الإعلام الغربي يسوّق المصطلحات التي تناسب سياسته، ولا بدّ من أن يكون لنا نحن في الشرق مصطلحاتنا التي تعبّر عن فكرنا وسيادتنا، لذلك يجب أن نكون سبّاقين لإطلاق مصطلحاتنا ومفاهيمنا، وأن نشتغل عليها بدأب وأن نكون مبادرين وفاعلين لا أن نكتفي فقط بردود الأفعال، مشيرة إلى أهمية وجود أجندة تتضمّن آليات عمل فعّالة من خلال فرق متخصصة وفاعلة على المستوى الفكري والإعلامي لأن الحرب اليوم ليست عسكرية فقط، وإنما هي حرب إعلامية وثقافية.
ولفتت الدكتورة شعبان إلى أهمية الهوية الوطنية التي يسعى الغرب إلى تدميرها لدى كل شعوب العالم، مشيرة إلى أن الغرب والولايات المتحدة الأمريكية لا يحق لهم التحدّث عن الإنسانية وحقوق الإنسان، وهم يقفون متفرّجين على الفلسطينيين يستشهدون برصاص الاحتلال الصهيوني.
بدوره أكّد نعومكين أهمية سورية بالنسبة لروسيا، مشيراً إلى مطالبة روسيا الدائمة وفي كل المحافل الدولية برفع الإجراءات القسرية الأحادية الجانب وغير الشرعية عن الشعب السوري، ولافتاً إلى الثقة المتبادلة بين البلدين، ومثنياً في الوقت ذاته على مشاركة الدكتورة شعبان في مؤتمر فالداي الذي انعقد في موسكو الأسبوع الماضي.
وأشار نعومكين إلى ضرورة تبادل الخبرات الأكاديمية بين البلدين عن طريق المؤسسات، ما يعزّز التعاون والعلاقة الوثيقة كي تصبح العلاقات الأكاديمية والمؤسساتية موازية لعمق العلاقات السياسية بين البلدين.
كذلك، أكّد الوفد الروسي ضرورة إيجاد السبل والصيغ الممكنة للتعاون في المجال الاقتصادي والاستثماري من خلال الفهم الكامل لقوانين الاستثمار المطبّقة في سورية.
وأكّد رئيس معهد الاستشراق أن سورية وروسيا في صف واحد وفي خندق واحد، وأنّ بلاده حريصة دائماً على مصلحة سورية، مشيراً إلى المكانة المتميزة التي يحظى بها السيد الرئيس بشار الأسد لدى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والثقة المطلقة الموجودة بينهما.
وردّاً على استفسار الوفد الروسي الضيف عن علاقة سورية بالعالم العربي، أوضحت الدكتورة شعبان أن سورية ستعيد الألق للعرب وللعروبة، منوّهة إلى التعاطف الكبير الذي لمسه الشعب السوري من كل الشعب العربي في كارثة الزلزال الأخيرة، ما يدلّ على أن جذوة العروبة في العالم العربي ما زالت موجودة، وأنّ سورية هي قلب العروبة النابض والرئيس الأسد يعمل وبحكمة من أجل انسجام النبض العربي.
وفي نهاية اللقاء أكّد نعومكين ضرورة التواصل الدائم بين الجانبين ووضع خريطة طريق مشتركة للعمل المستقبلي، وبدورها أكّدت الدكتورة شعبان للوفد الضيف أننا في سورية نشعر بأن روسيا تدافع عن مصير الإنسانية وعن مستقبل البشرية ومستقبل النظام العالمي، لذلك فإنه من واجب كل إنسان شريف في العالم أن يدعم روسيا.
حضر اللقاء كل من نيكولاي بلوتنيكوف رئيس مركز تحليل السياسات الدولية في المعهد، وكل من الباحثين أليكسي مارينين وفلاديمير بيليانوف، وعلي أحمد مدير المركز الثقافي الروسي بدمشق.
وتهدف زيارة الوفد الروسي إلى سورية والتي تستمر لمدة أسبوع إلى التعريف بطبيعة عمل معهد الاستشراق التابع لأكاديمية العلوم في روسيا الاتحادية وإمكانية التعاون مع المفكرين والإعلاميين السوريين.