هل تكون بولندا سبباً في حرب عالمية ثالثة
تقرير إخباري:
استكمالاً لدورها الخبيث منذ بداية العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا المتمثّل بكونها أصبحت مركزاً لتدريب المرتزقة والإرهابيين وإرسالهم للقتال إلى جانب الجيش الأوكراني، فضلاً عن كونها معبراً أساسياً للسلاح المرسل من حلف شمال الأطلسي “ناتو” إلى أوكرانيا، تخطط بولندا لبناء مركز تدريب عسكري ميداني غرب أوكرانيا لتدريب المرتزقة وربّما لإيجاد موطئ قدم لها غرب أوكرانيا تحقيقاً لمطامعها الأصلية باحتلال هذا الجزء منها واستعادة الإمبراطورية البولندية السابقة، حيث يبدو بشكل واضح أن الرئيس الأمريكي جو بايدن تمكّن خلال زيارته الأخيرة إلى وارسو من تحريض الرئيس البولندي أندريه دودا على القيام بهذا الأمر، مداعباً طموحات الرجل باستعادة أمجاد الإمبراطورية الغابرة، فضلاً عن كونه يعمل على توريط دولة عضو في الحلف مباشرة في هذه الحرب، الأمر الذي يفرض دخول الناتو مجتمعاً في الحرب خلف هذه الدولة، فهل أدركت واشنطن مؤخراً أن الانتصار الروسي في أوكرانيا هو هزيمة استراتيجية للحلف، وبالتالي لم تعُد تقيم له وزناً على اعتبار أن همّها الأكبر هو الحفاظ على إمبراطوريّتها ولم يعُد يهمّها الجزء الأوروبي المتعلّق بالحلف، بمعنى أنها ستتبرّأ من أوروبا والحلف معاً عند اشتعال هذه الحرب، أم أنها هي وسائر دول الحلف ستترك هذا العضو الشرقي وحيداً في مواجهة روسيا، لأنهم في الحقيقة لا يعتدّون كثيراً بالأعضاء الشرقيين في هذا الحلف؟.
هناك احتمالان لا ثالث لهما، إما أن تتبرّأ دول الحلف مجتمعة من بولندا وتقدّمها كبش فداء لهذه الحرب أو استبدال أوكرانيا بها، وإما أن تكون مشاركة بولندا هذه مدخلاً لحرب عالمية ثالثة مدمّرة، يكون الناتو الطرف الآخر فيها، وهذا بطبيعة الحال سيكون اشتباكاً نووياً أقرب إلى حرب نهاية العالم التي يتحدّث عنها الجميع، ولن تستطيع الولايات المتحدة عندها أن تكون بعيدة عن ويلات هذه الحرب.
ومن هنا، أعلنت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أن خطط بولندا لبناء مركز تدريب عسكري ميداني في غرب أوكرانيا تجعلها طرفاً في النزاع.
وأشارت زاخاروفا في بيان لها إلى نية وارسو نشر بنيتها التحتية لزيادة حجم المجموعة البولندية، التي تم الإعلان عنها سابقاً باسم الفيلق التطوّعي البولندي.
وأضافت: “إن هذا الأمر يورّط بولندا بالمشاركة المباشرة في النزاع الأوكراني، التي لا تقلق أحداً في وارسو ولا في كييف”، في إشارة إلى الخيار المدمّر الذي تفكّر فيه الحكومة البولندية.
وتأكيداً للانخراط البولندي المباشر في هذا النزاع، قال وزير الدفاع البولندي ماريوش بلاشاك: إن بلاده سلّمت أوكرانيا 10 دبابات “ليوبارد 2 ” من أصل 14 آلية من هذا النوع كانت قد وعدت بها سابقاً.
وأضاف الوزير: “قمنا بتسليم 10 دبابات أخرى من طراز Leopard 2A4 إلى أوكرانيا. وتم كذلك إنجاز عملية تدريب العسكريين الأوكرانيين على استخدام هذه الدبابات”.
ومن الواضح أن زيارة بايدن الأخيرة إلى وارسو تمكّنت من تحقيق هذا الانخراط بشكل واضح، ولكن السؤال الذي ستجيب عليه الأيام المقبلة: هل سيدخل الناتو الحرب مباشرة إلى جانب بولندا الدولة العضو في الحلف حال انخراطها المباشر بهذه الحرب؟ وإذا دخل فعلياً ماذا سيكون موقف واشنطن من هذه الحرب؟.
يبدو أن خيارات الناتو في هذا الشأن صعبة في الحالتين، فإما أن تتم هزيمة الناتو عسكرياً بشكل مباشر، وإما أن يقف متفرّجاً ويعلن عجزه عن الدفاع عن البلد العضو بولندا وبالتالي تكون هزيمته استراتيجية وتؤدّي إلى تفكّكه؟.
طلال ياسر الزعبي