شرارة الانتخابات الرئاسية الأمريكية القادمة
ريا خوري
بدأت معركة الرئاسة الأمريكية للعام القادم تحتدم، وتأخذ منحى التحديات العلنية، وعرض الخطط والمشاريع والتوجهات والمواقف، حيث أخذ عدد كبير من المرشحين يطمحون بالوصول إلى البيت الأبيض، ويستعدون مبكراً ويعدون العدّة لبدء حملاتهم الانتخابية التي ستكون ساخنة، حسب العديد من المراقبين والمحللين السياسيين.
الرئيس الأمريكي الحالي جو بايدن أعلن من مكتبه البيضاوي عن نيته خوض معركة التجديد في العام القادم، لكنه لم يحسم موقفه بعد، وقد تم الحديث مطولاً عن نيته إعلان ترشحه رسمياً لولاية ثانية في وقتٍ قريب، وكانت زوجته جيل بايدن قد أشارت إلى ذلك مؤكدة بأنّ زوجها جو بايدن لم يكتفِ، ولم يكمل ما بدأه في رئاسته الأولى .
أما الرئيس السابق دونالد ترامب، فقد بدأ حملته الرئاسية بوقتٍ مبكر قبل أي مرشّح رئاسي، كما كشف عن برنامجه الانتخابي وتوجهاته المستقبلية ومشاريعه الساخنة، على الرغم من أن عدّة قيادات من الحزب الجمهوري تستعد أيضاً لمنافسته، منهم من أعلن ذلك صراحة ودون أدنى مواربة، ومنهم من ينتظر قارئاً مستوى التوازنات، ومن بين هؤلاء السفيرة الأمريكية السابقة في الأمم المتحدة نيكي هايلي التي كانت في فترة رئاسة ترامب، حيث ألمحت إلى قرب إطلاق حملتها الانتخابية في منتصف شهر آذار الحالي من ولاية كارولينا الجنوبية، وكانت قد عملت فيها حاكمة لها لمدة ستة أعوام متتالية. وقد أطلقت تصريحات مفاجئة للجميع ضد الرئيس السابق دونالد ترامب، وقالت مراراً إنه “خذلنا”، وأنه “سار في طريق وعرة وخطرة يجب ألا يسلكها، وعلينا ألا نتبعه نهائياً، وألا نصغي إليه بتاتاً”. اللافت في الأمر أنّ نيكي هايلي كانت خلال وجودها في إدارة الرئيس السابق ترامب من أشد أنصاره ومؤيديه.
لن تكون نيكي هايلي المرشحة الوحيدة عن الحزب الجمهوري للانتخابات الرئاسية المقبلة، إذ أنّ هناك مرشحين آخرين محتملين مثل مايك بنس نائب ترامب في الدورة السابقة، ورون ديسانتيس حاكم ولاية فلوريدا.
لقد أكد جميع المتابعين للحملات الانتخابية الرئاسية القادمة أنّ ترامب تصدّر أصوات مؤتمر العمل السياسي للمحافظين الذي عقد بولاية ميريلاند منذ مدةٍ قصيرة، حيث حصل على ٦٢% من الأصوات، في حين حلَّ رون ديسانتيس في المرتبة الثانية بنسبة ٢٠%.. وكان استطلاع للرأي أجرته وكالة “رويترز”، ووكالة “إبسوس” في شهر شباط الماضي، أفاد بأن ترامب يتصدر قائمة الجمهوريين الساعين للترشح لسباق الرئاسة، إذ حصل على ٤٣% ، فيما حصل رون ديسانتيس على ٣١% ، و ٤% فقط اختاروا نيكي هايلي التي كانت من أشد مؤيدي الرئيس السابق خلال وجودها في إدارته .
الرئيس السابق ترامب هو الوحيد، حتى الآن، الذي كشف عن برنامجه الانتخابي ومشاريعه المستقبلية، وسياساته داخل الولايات المتحدة وخارجها في حال فاز ثانية بالمنصب الرئاسي، إذ أعلن في خطابٍ منذ أيام في ولاية ميريلاند، بأن الانتخابات الرئاسية هي “معركة وجودية” بالنسبة له، مؤكّداً بالقول: “ليس لدينا خيار آخر، إذا لم نفز بالانتخابات الرئاسية ستضيع بلادنا إلى الأبد ولن نعود أبداً إلى حزب جمهوري قوي يريد تقديم أموال هائلة غير محدودة لخوض حروب خارجية لا نهاية لها” ، وتعهّد بإزالة الدولة العميقة ومحوها تماماً، كما تعهّدَ بحسم الحرب الكارثية المدمّرة في أوكرانيا، كاشفاً عن توجهه السياسي القادم بأنه بيوم واحد، يعرف جيداً ماذا سيقول لقادة روسيا وأوكرانيا. أما بالنسبة لجمهورية الصين الشعبية، فقد توعّد بمحاسبتها مالياً على تصنيعها وإطلاقها العنان لفيروس كوفيد ١٩.
الجديد في المرشحين للرئاسة الأمريكية القادمة هو إعلان ماريان وليامسون مؤلفة كتب عن الروحانيات والرفاهية، ترشحها عن الحزب الديمقراطي الذي يتزعمه الرئيس الحالي جو بايدن، فقد أطلقت خطاباً ساخناً تم وصفه بأنه خطاباً يسارياً بامتياز أمام أنصارها في العاصمة الأمريكية واشنطن، دانت فيه النظام السياسي القائم الذي يقاوم التجديد والتغيير، وأنّ هذا النظام قد أفسدته الشركات الكبرى الضخمة ومجمعات الصناعات الحربية، ودعت إلى التغلب على قوى الكراهية والظلم والحقد والخوف، وخلق رؤية للعدالة الإنسانية ونشر المحبة بين البشر .