بعد الزلزال.. أبنية المدينة القديمة تثير الخوف والقلق
اللاذقية – مروان حويجة
رغم أنها بالأصل وقبل حدوث الزلزال تشكّل أبنية قديمة متهالكة تفتقر للسلامة، باتت أبنية المدينة القديمة في اللاذقية تثير القلق والخوف من المحيطين بها، وكذلك المارّين بها أكثر من ذي قبل بكثير بعد أن ساء وضعها الإنشائي جراء الزلزال، وتتزايد الدعوات والمطالبات بضرورة الإسراع في البتّ بوضعها حفاظاً على السلامة والطابع العمراني للمدينة القديمة.
ويبدي عدد من أهالي الأبنية في المسمّى الإداري (مدينة قديمة) في اللاذقية مخاوفهم من عدم تشميع أو هدم بعض المباني غير الآمنة التي تمّ اعتبارها بعد إجراء الكشف بأنها غير آمنة، لأنّ هذه المباني تؤثّر على السلامة العامة، وأصبح المرور بجوار هذه الأبنية -بحسب أحدهم- مخيفاً، وقال: نخشى المرور من جوارها لأن بعض حجارتها نافرة للخارج ومعرّضة للسقوط بأي لحظة، وقال آخر إنّ الأبنية المجاورة للبناء مستندة عليه فسقوطه يعني كارثة.
ويتساءل البعض عن مبرر التأخير في البتّ والفصل في وضع هذه الأبنية، وينتظرون من الجهات المعنية في المحافظة ومجلس مدينة اللاذقية معالجة هذا الموضوع الذي يتعلّق بسلامة الأرواح. وما يدعو للاستغراب والدهشة أكثر أنّ هذه الأبنية القديمة المتهالكة التي أكلت عمرها الزمني وتجاوزته بسنوات طويلة وعقود عديدة لاتزال دون المتابعة اللصيقة الضرورية، ولاسيما أنّ بعضها بات بمرور الزمن وعوامل الطبيعة يقارب الأبنية الآيلة للسقوط ومثل هذه الأبنية تستدعي الإسراع في معاينتها والبتّ في وضعها والأخذ بعين الأولوية شروط السلامة دون أن ننتظر تردّي وضعها إلى ما لا تُحمد عقباه، لأن مشهدها يشير بكل وضوح إلى سوء حالتها الإنشائية المتردية والتي باتت تشكل مصدر خطر حقيقياً ولاسيما أن معظمها يتوضع على شوارع وطرق تعجّ بالحركة.
والسؤال هنا: ألا يتوجّب على الجهات المعنية بعد أن تمّ إجراء الكشف على هذه الأبنية جردها وتوصيف وضعها بكل دقة ليتمّ اتخاذ التدابير المناسبة بشأنها، وهذا بالغ الأهمية للحفاظ على السلامة العامة.
عضو المكتب التنفيذي لمجلس المحافظة المهندس بديع كراوي أوضح أنّ الكشف على واقع الأبنية وتقييم سلامتها يشمل جميع المباني، سواء الحديثة أم القديمة وكلها تخضع للتقييم وكلّ مبنى أياً كان لا يحقق شروط السلامة العامة ويشكل خطورة ولا يمكن تدعيمه سيتمّ هدمه. ولفت إلى أن لجان السلامة تقوم بالكشف على الأبنية وهناك متابعة لهذا الموضوع وحصر وتحديد الأبنية المتضررة ومستوى الضرر والخطورة ضمن خطة الاستجابة لتداعيات الزلزال، حيث هناك لجان عمل هندسية وفنيّة ضمن الجانب المتعلق بواقع الأبنية المتضررة أو الآيلة للسقوط تحت أولوية تحقيق السلامة العامة بشكل أساسي وقبل أي شيء آخر.