“شكراً لتضامنكم”.. ارتدادية إيجابية لفك الحصار ورفع العقوبات الظلامية
حلب – غالية خوجة
الشعب العربي السوري شعب عفويّ وطيب وأصيل، ولا ينسى من يقف بجانب وطنه وحقه وإنسانيته وأزماته وكوارثه، وهو شعب شكور يحتفي بكلّ من يسهم بقيمه الشهمة وفروسيته الإنسانية. وضمن هذه البوابة الضوئية، احتفلت حلب أمام مدخل قلعتها بمبادرة “شكراً لتضامنكم”، بالتشاركية بين جمعية بيت القصيد الثقافية ورابطة أدباء سورية.
وبلا شكّ، كانت حجارة القلعة التي دافعت عن موطنها عبْر كافة العصور، تشهد معنا فقرات الحفل الذي توّجه النشيد الوطني السوري وأعلام الدول العربية والصديقة وأناشيدها الوطنية، تلك التي هبّت لمساعدة سوريتنا الحبيبة آنَ الزلزال المدمّر، فكانت ارتدادات أفعالها الإنسانية أقوى من الحصار والعقوبات، وكانت دعوة واقعية لفكّ الحصار عن سورية ورفع العقوبات الظالمة والظلامية.
العروبة في الضيق أشجع صديق
هنا، أمام مدخل قلعة حلب الشامخة بأبعادها المحلية والتراثية العالمية، وحول محيطها، احتشد الأهالي ليقولوا: ما أجمل أن ترتفع الأعلام من أجل الخير، وأن تستعيد العروبة روحها في الضيق لتكون أشجع صديق، وما أجمل أن يكون علمنا العربي السوري متشابكاً مع الأعلام والأناشيد الوطنية لكلّ من الإمارات العربية المتحدة والجزائر والعراق وفلسطين وسلطنة عُمان ومصر ولبنان والأردن واليمن وليبيا وتونس، إضافة لأعلام الدول الصديقة روسيا وإيران وأناشيدها الوطنية.
سورية في قلبهم
وعن هذه المبادرة قال د. فاروق أسليم عضو المكتب التنفيذي لاتحاد الكتّاب العرب: تمثّل هذه الوقفة بطاقة شكر من حلب خاصة، ومن سورية عامة، لكلّ الدول والمنظمات والأفراد الذين وقفوا مع سورية بإنسانيتهم في فكّ الحصار والمساعدة المادية والمعنوية، وفيها إظهار لموقع سورية في قلب أشقائها العرب وأصدقائها وتضامنهم المادي والمعنوي، وذلك إسهاماً في تجاوز واقعها نحو الأمان والسلام.
العروبة تلمّ شملها في سورية
وبدوره، رأى د. عمر العرابي، من تشاد، أن وقفة الشكر تعني الكثير، لأن الشقيقة سورية وقفت ضد الهجمة والعدوان الإرهابي والاقتصادي، ولربما أصبحت كارثة الزلزال فاتحة خير على جميع الأمة العربية للمّ شملها في بلد العروبة سورية، وها هو الشعب العربي في مدينة حلب يقول للأخوة العرب: شكراً لوقفتكم معنا وتضامنكم، شكراً لكلّ عربي شريف وإنسان عالمي شريف وقف معنا لأنه يكون قد وقف مع الحق.
امتنان للشهامة
ورأت الشاعرة رنا رضوان أمينة، سر جمعية بيت القصيد، أن هذه المبادرة تعبّر عن الامتنان لتضامن الدول العربية والصديقة ومساهمتها القيّمة في مُصابنا سواء في حلب أو سورية، وموقفهم الإنساني الشهم.
فكوا الحصار وارفعوا العقوبات
وأكدت المخرجة غنوة الحيدري أهمية هذه الوقفة كدليل تقدير وشكر لجميع الدول التي أعانتنا في محنتنا، مضيفة: نشكرهم من قلوبنا متمنين للجميع دوام الازدهار، آملين أن يفكّ الحصار عن سورية قريباً وأن ترفع العقوبات الظالمة عاجلاً.
ترميم القلعة معنوياً
ستظلّ القلعة أبجدية الشمس وهي تلفحنا بالمحبة الوطنية والقومية والإنسانية، منتصرة لحضور الجذور والهوية ولغتها النابضة بالضوء وهي توحّدنا، وفي حلب الشهباء تجمعنا، وفي كلّ قلبٍ دمعة من حزن ودمعة من فرح، وشعاع يتمنى لو أن الفتيات المشاركات ارتدين الأزياء الفلكلورية لحلب وفسيفسائها المتنوع، أو لكل محافظة من المحافظات، أو لكلّ دولة من الدول المحتفى بها، فلربما في هذه الالتفاتة تكتمل جماليات المبادرة التي شكرت ونوّعت في دلالات أزياء الشباب المشاركين المعبّرين عن فئات المجتمع المختلفة من أطفالها إلى مهنها المتنوعة، لتشكّل لوحة تأريخية تشكر كلّ مَن هبّ لمساعدة سورية من دول وشعوب ومنظمات وجمعيات دولية.
وفي عمق اللوحة، ستظلّ حلب، صادحة بموطني، موحّدة الوطن العربي، مرفرفة بالأعلام حول خارطة سورية الرمزية البيضاء المكتوب عليها “ارفعوا العقوبات عن سورية”.